هل مررت يوما بذكريات سيئة أو مواقف محبطة ولكن سرعان ما تخلصت منها بقيامك بفعل آخر، أو أصبحت لا تتذكر منها سوى أحداث بسيطة؟
الدفاع عن النفس، أو آليات الدفاع، أو حِيَل الدفاعات النفسية، أو الحيل النفسية هي تلك الطرق التي تستخدمها الأنا لحماية نفسها من التوتر أو القلق الناجم عن الأفكار أو المشاعر أو الدوافع المرفوضة، وتسعى لإيجاد حلول سريعة لمسايرة القلق بحلول أكثر قبولا اجتماعيا، كما توفر الحماية للذات من بعض المشاعر السلبية مثل الشعور بالذنب أو الخزي. تعال نتعرف أكثر على حيل
الدفاع عن النفس.
سيجموند والدفاع عن النفس
يعتبر سيجموند فرويد (مؤسس مدرسة التحليل النفسي) أول من أشار إليها، ويرى أنها تقوم بدورها عن طريق العقل اللاواعي مما ينتج عنها عواقب صحية أو مرضية، ويتوقف ذلك على نوعها، والظروف المحيطة باستخدامها، ودرجة تكرارها.
أنواع الحيل النفسية
- الحيل النفسية واسعة ومتعددة وأكثرها استخداما في حياتنا اليومية هي:
1. الكبت أو القمع: وهي إخفاء وكبت الأفكار والمشاعر المؤلمة وغير السارة من وعي الإنسان، ولكن قد تعود في الظهور بشكل رمزي سواء في الأحلام أو زلات اللسان، مثل: كبت الرغبات الجنسية وظهورها في المنام».
2. الإنكار: هو رفض قبول الواقع أو الحقائق الخارجية، حيث تضمن عدم التعامل مع المواقف المؤلمة أو المحبطة، مثال: إنكار الوفاة لشخص قريب من المتوفى، أو الإصابة بمرض مزمن، أو إنكار الخيانة مع وجود الأدلة الواضحة.
3. التبرير: هو شرح أسباب سلوك أو شعور غير مقبول بطريقة عقلانية منطقية، مع تجنب الأسباب الحقيقية، أي «اختلاق الأعذار» مثال: يلقي الطالب اللوم على نتيجة الاختبار الضعيفة على المعلم بدلا من عدم استعداده له، وهنا لا يوفر فقط تخفيف القلق بل يكسب احترام الذات أيضا (من وجهة نظر الطالب).
4.الإسقاط: هو إلقاء الأفكار أو المشاعر غير المقبولة داخليا وإسقاطها بطريقة غير واعية على الخارج من أشخاص أو بيئة. مثال: أن تشعر بالغيرة من زميلك وتكرهه، فتنسب له ذلك، أي أنه هو من يكرهك ويغار منك، أن يتهم الآخرين بالبخل لشعوره غير المقبول أنه هو البخيل.
5-
النقل: وهو يعني نقل المشاعر المكبوتة من مكان إلى مكان آخر يمكن التنفيس فيه، ويكون أقل تهديدا، وأشهر مثال لذلك : نقل مشاعر العدوان تجاه الرئيس في العمل إلى الزوج/ة أو الأطفال أو الحيوانات.
6-
التكوين العكسي: يتصرف الفرد فيها بطريقة معاكسة تماما لما يفكر به أو يشعر به، ويتبنى فيها الفرد سلوكيات مغايرة لمشاعره، وعواطفه اللاواعية غير المقبولة اجتماعيا. مثال: شدة كراهية الولد لوالدته في مراهقته يُفسر بالحب الشديد جدا والتعلق بها، أو السخرية والكراهية الشديدة للجنس الآخر، قد يعني الاحتياج والحب الشديد له، فتمسكك ببعض القناعات بشكل تعسفي قد يعني اقتناعك الداخلي اللاشعوري بالمضاد لها تماما.
7-
النكوص: وهو يعني العودة إلى أساليب وعادات بعض سمات مراحل العمر السابقة تخفيفا لشدة القلق الذي يواجهه الفرد، مثال: عودة الطفل الذي تقدم في العمر إلى التبول اللاإرادي في الفراش، تعبيرا عن قلق الغيرة لمولود جديد، أو استخدام الكبار الصراخ أو البكاء بشدة في موقف إحباط يتعرض له.
8-
التثبيت: وهو تثبيت الفرد عند مرحلة من مراحل النمو النفسجنسي عند فرويد والعودة إليها عند القلق أو الضيق مثال: التثبيت عند المرحلة الفمية من خلال الثرثرة، مص الأصابع أو الأقلام، والتدخين.
9-
الإلغاء: هو إلغاء الأفكار والمشاعر غير المقبولة بغيرها المقبولة سريعا، فعندما يصدر من الشخص سلوك سلبي تجاه شخص آخر، فإنه يمحوه بسلوك مضاد له سريعا، ومن أمثلة ذلك عندما يسب الطفل الأم ثم يجرى ليرتمي في حضنها ويقبلها.
10-
الدعابة: الإشارة إلى الجوانب المضحكة أو الساخرة للموقف.
11-
التعميم: وهو من ضمن أخطاء التفكير أيضا وهو يعني تعميم بعض المشاعر أو الأفكار على معظم المواقف المشابهة للموقف المسبب للقلق. مثال: تعميم الخوف من المدرسين والتعليم ككل، بسبب مدرس واحد قاس في التعامل.
12-
التعويض: وهو الإنجاز المبالغ فيه في مجال معين تعويضا عن الشعور بالفشل المتكرر في المجالات الأخرى. مثال: التعامل مع التوتر من خلال الانخراط في العمل وعدم الاعتراف بالمشاعر الأصلية.
حيل دفاع تدل على صحة ونضج الإنسان نفسيا
- العقلانية: يعمل على التقليل من القلق، من خلال التفكير في الأحداث بطريقة عقلانية منطقية باردة، وفيها يتجنب الفرد التفكير العاطفي ويركز على العنصر الفكري. مثال ذلك: يركز الشخص الذي تم تشخيصه بمرض عضال على تعلم كل شيء عن المرض بدلا من الضيق والحزن.
- التسامي: إزاحة مشاعرنا وأفكارنا غير المقبولة إلى سلوكيات بنّاءة ومقبولة اجتماعيا بدلا من الأنشطة المدمرة.
مثال ذلك: استخدام الرياضة في التنفيس عن مشاعر العدوان أو الأفكار الجنسية غير المقبولة، واستخدام المواهب مثل الموسيقى والتمثيل والقراءة والإنجاز في العمل.
كيفية تحويل حيلك الدفاعية إلى حيل دفاعية أكثر نضجا؟
- ابحث عن آلياتك: راقب تصرفاتك، واستعن بمساعدة الأصدقاء وأفراد أسرتك في الكشف عن أهم الحيل الدفاعية التي تستخدمها في مواقف حياتك.
- تعلم استراتيجيات المواجهة: قد يساعدك العلاج النفسي أو طلب استشارة من الأخصائي النفسي أو المعالج النفسي، في التعرف على آليات الدفاع التي تستخدمها، ومن ثم مساعدتك على مواجهة مواقف الإحباط بصورة أكثر نضجا وعقلانية.