وفتن بها قارون فقال...
قال تعالي"قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ "
لذلك أهلكه الله تعالي...
قال تعالي"فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ"
وفُتِن بها كذلك سيدنا موسي وأنتصر عليها برحمه من ربه وكانت هذه الفتنة ظن سيدنا موسي أنه أعلم أهل الأرض فأوحي له الله تعالي أن هناك من هو أعلم منه
فذهب للقائه والتعلم منه فلم يصبر على مافعله الخضر..
قال تعالي"قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا "
ولماذا لم يستطع سيدنا موسي الصبر علي ما لا يحيط به علماً؟
لأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله وإنما أخذ بظاهرها فقط حتي جائت العصمة له من الله من هذه الفتنة قال تعالي"قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا"
ومعني الآية إني سوف أصبر علي ما لا أحط به علماً وعلي ما أري منك من أمورك
ولا أخالفك في شئ...
ونفهم من ذلك أننا نخالف أنفسنا من التفاخر بالنفس لأنها خداعة وتؤدي بصاحبها إلي الضلال والهلاك..
قال تعالي"وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ "
والفخور هنا هو من يغتر بنفسه في كل شئ ويظن أنه يعلم كل شئ ويستكبر علي الناس هي كلمة جامعة لهلاكها أن أطاعها الإنسان ومعني لا تصعر خدك للناس أي لا
تعرض بوجهك عنهم إذا كلمتهم أو كلموك أحتقاراً منك لهم ولكن أبسط إليهم وجهك...
ونستفيد من ذلك أن لا نأخذ الأمور من ظاهرها ونترك باطنها مثل الذي ينظر إلي شخص ما لظاهره فينخدع ويترك باطنة وممكن أن يكون باطنة أجمل بكثير من ظاهره وأن نسأل الله تعالي دائماً أن يرزقنا بالحكمة لأنها نعمة عظيمة توضح وتبين لنا الكثير من الأمور في حياتنا وتنجينا من أختلاط الأمور علينا..
قال تعالي"يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ".