النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

صقلية من الفتح إلى السقوط

الزوار من محركات البحث: 7 المشاهدات : 208 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 83,407 المواضيع: 80,055
    التقييم: 20796
    مزاجي: الحمد لله
    موبايلي: samsung j 7
    آخر نشاط: منذ 5 ساعات

    صقلية من الفتح إلى السقوط


    صقلية من الفتح إلى السقوط

    لماذا الحديث عن صقلية؟
    صقلية تاريخ مجهول لم يطرقه أحد، كما أنه يمثل حقبة ليست بالصغيرة في التاريخ الإسلامي. 500 سنة هي تاريخ التواجد الإسلامي في صقلية حتى وإن لم يكن المسلمين هم الحاكمين.
    ولنتعرف على الأثر العلمي والحضاري لصقلية على أوروبا والعالم الغربي. وسنرى كيف كانت صقلية تجربة مهمة للشعوب التي تعيش في أجواء سياسية مضطربة؛ فعلى الرغم من كثرة الاضطرابات إلا أنها لم تؤثر على النتاج الفكري والعملي والإنتاجية بشكل عام. ولنتعرف من خلالها على أبرز عوامل قيام الأمم وسقوطها.
    الموقع
    صقلية ملاصقة للبر الإيطالي الجنوبي، كما أنها قريبة من القارتين أوروبا وإفريقيا. فالذي يفصل بين صقلية والبر الايطالي الجنوبي مضيق صغير جدًا يسمى ميسينة، لذلك فإن صقلية هي امتداد جغرافي لشبه الجزيرة الإيطالية، فمن يصل لجزيرة صقلية فقد وصل لإيطاليا والتي هي بوابة أوروبا. كما أن المسافة التي تفصل بين صقلية وتونس في قارة أفريقيا تقدر بحوالي 163.500 كم فقط وهو مما ساعد على توطيد الإسلام دينًا ودولةً منذ القرن السابع الميلادي.
    الغزوات العربية على جزيرة صقلية
    اتسعت رقعة الدولة الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب، وكانت صقلية وجزء من إيطاليا ولايتين بيزنطينيتين. وقد اتخذ عمر بن الخطاب نهج عدم القيام بمخاطرات عسكرية عبر البحار. لكن هذا النهج تغير تمامًا في عهد عثمان بن عفان، فكان الواجب وقتها هو حماية المدن الساحلية التي دخلها الإسلام حديثًا من خطر البيزنطيين وإغارتهم.
    ففي عام (633م-28هـ) وفي عهد عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه تمت الموافقة على إنشاء أول أسطول عربي إسلامي للحماية من البيزنطيين، والذي أنشأه هو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما حينما كان واليًا على الشام.
    يُذكر أن جزيرة صقلية تضم ثلاثة أقاليم، إقليم (مازر) والذي كانت الديانة الرسمية به هي الإسلام، أما إقليم (دمنش) فقد كان معظم سكانه نصارى. إلا أن إقليم (نوطس) كان به عدد قليل من المسلمين.
    في عام (652م-47هـ) كانت أول غزوة لجزيرة صقلية بقيادة معاوية بن حديج. لكن النجاح لم يحالفهم؛ فقد كان الأسطول الإسلامي لا يزال ضعيفًا أمام بأس البزنطيين. وفي عام (667م – 62 هـ) أعادوا الكرة مجددًا فكانت حملة بحرية بقيادة عبد الله بن قيس.
    الأغالبة وصقلية
    الأغالبة نسبةً إلى إبراهيم بن الأغلب ونسله وهم (عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب وزيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب).
    في عام (786م-181هـ) حدثت بعض الثورات وكانت إفريقية -تونس حاليًا- على أبواب الاستقلال عن الدولة العباسية. فظهر إبراهيم بن الأغلب ودعم الجيش العباسي وكان هو أحد القادة في إفريقية.
    وأراد إبراهيم بن الأغلب أن يحظى بولاية شمال إفريقية له ولأبنائه من بعده (توريث الأغالبة) فبعث إلى
    هارون الرشيد بطلبه. فوافق هارون الرشيد على تولية إبراهيم بن الأغلب إفريقية وحظي ابن الأغلب باستقلال ذاتي في مقابل دفع خراج للخلافة العباسية قدره 40 ألف دينار في العام، وتأسست دولة الأغالبة في عام (789م-184هـ).
    صقلية البيزنطية قبل الفتح

    الفسيفساء البيزنطية في صقلية.
    كان معظم الشعب الصقلي من الفلاحيين (الكولونيين) وكولوني تعنى أنه أجير، وكانت الدولة البيزنطية تفرض ضرائب باهظة على الشعب، وانتشرت الخرافات والأوهام والأباطيل في حياة الناس. واشتهرت صقلية بأنها منفى المذنبين والمجرمين والمتمردين من عساكر الدولة البيزنطية.
    وقد شهد بذلك المؤرخ الإيطالي ميشيل أماري صاحب كتاب تاريخ صقلية وقال: “لم يكن المجتمع الصقلي في ظل الدولة البيزنطية مجتمعًا سعيدًا ناهضًا”.
    بين بيزنطة والأغالبة
    بدأ فتح صقلية في العام (817م-212هـ) فكانت هنالك صدامات عسكرية محدودة بين الأغالبة والدولة البيزنطية، وتجدد عقد معاهدات للهدنة في زمن زيادة الله بن إبراهيم الأغلب على أن يتوقف القتال لمدة عشر سنوات.
    وقد ثار فيمي وهو أحد قادة الأسطول البيزنطي على الإمبراطور البيزنطي نتيجة صراعه مع والي جزيرة صقلية قسطنطين، وكان نتيجة هذا الصراع استقلال فيمي بالجزيرة وإعدام قسطنطين ونادى نفسه إمبراطورًا إلا أن أحدهم قام ضده وأعلن ولاءه لإمبراطور البيزنطيين وهزم فيمي. الأمر الذي جعل فيمي يلجأ إلى الأغالبة فهو على معرفة بطموحهم السياسي ونتيجة للنجاح الذي أحرزه العرب في جزيرة كريت ضد الأسطول البيزنطي، فعرض فيمي سيادة صقلية على الأمير زيادة الله على أن يبقى فيمي إمبراطورًا لصقلية ويلتزم بدفع الجزية للأمير زيادة الله.
    عرض زيادة الله الأمر على فقهاء القيروان وحدث خلاف فقهي بين أسد بن الفرات وأبو محرز بن محمد وسحنون بن قادن، فكان من رأي أبو محرز أننا لا يجب أن نقطع الهدنة التي بيننا وبينهم. وقال آخرون أن الدولة البيزنطية هي من خرقت الهدنة أولاً وأن هنالك أسرى مسلمين يعانون في السجون البيزنطية!
    أما سحنون بن قادن فسأل كم المسافة بين صقلية وأوروبا؟ قالوا: يذهب الرجل من صقلية إلى إيطاليا ويعود في اليوم مرتين وثلاثة، قال: فكم المسافة بينها وبين إفريقية؟ قالوا: مسافة يوم وليلة، قال: لو كنت طيرًا ما وقعت عليه. أي أن سحنون بن قادن يرى في الأمر أنها مجازفة غير مدروسة وأن عليهم الانشغال بجمع معلومات أدق عن صقلية أولاً.
    في حين أن القاضي أسد بن الفرات دعا بحماس إلى إعلان الجهاد وأخذ الأمير زيادة الله برأيه. علق العلماء على هذه المسألة وقالوا: “إن أسد بن الفرات أوسع علمًا وأغزر فقهًا من أبي محرز، لكن أبي محرز أكثر إصابةً في الرأي.. “. وولَّى الأمير زيادة القاضي أسد بن الفرات قيادة الحملة العربية. وعلى الرغم من خلفية أسد الدينية إلا أنه لا تُنسب له أية خبرة عسكرية سابقة!
    يقول المؤرخون أن الحملة ضمت 15 ألف رجلاً وما بين 70-100 مركب وانضمت إليهم قوات فيمي وعند ميناء سوسة وفي عام 212 هجريًا خطب أسد بن فرات فيهم قائلاً:
    يا معشر الناس والله ما ولَّي لي أبٌ ولا جدٌ ولاية قط! ولا أحد من سلفي رأى هذا قط، وما رأيت ما ترون إلا بالأقلام فأجهدوا أنفسكم وأتعِبوا أبدانكم في طلب العلم وتدوينه، واصبروا على شدته فإنكم تنالون به خيري الدنيا والآخرة.
    فاتجهوا صوب صقلية وأوقعوا هزيمة بالجيش البيزنطي بعد أن تم الاستيلاء على مدينة مازارا ثم أرادوا التقدم إلى سيراكوزا، وفي طريقهم إليها لقيهم بعض ممثلي الدولة البيزنطية وعرضوا أن يدفعوا الجزية، لكنها كانت خدعة. فقد كان البيزنطيون منهمكين في تحصين سيراكوزا وبعد أن فرغوا من تعزيز تحصيناتهم رفضوا أن يدفعوا إلى أسد الجزية التي وعدوا بها.
    فحاصر أسد الله سيراكوزا وقد كان هذا قرارًا غير سليم؛ فمدينة سيراكوزا من أحصن مدن الدولة البيزنطية فلقد كانت يومًا ما هي العاصمة. وتأزم الوضع وازدادت مدة الحصار حتى وصلت إلى عام كامل. وأرسلوا في طلب الدعم والمدد من إفريقية وكريت، لكن الدولة البيزنطية دخلت بجيشها وأساطيلها وتم إمدادها بأسطول البندقية.
    وحدثت مجاعة في الجيش الإسلامي الأمر الذي اضطرهم إلى أكل لحوم الخيول. ولطول مدة الحصار بدون طائل تمرد أحد الجنود ودعا إلى الكف عن الحصار والعودة إلى إفريقية فأمر اسد بن الفرات بجلده! بقي الجيش الإسلامي لكن رحل بن الفرات فقد توفي عام (815م-213هـ) وهو محاصر لسيراكوزا ودفن بصقلية.
    وتم تولية محمد بن أبي الجواري خلفًا له واتخذ قرارًا بالرجوع إلى إفريقية. وفي طريق الرجوع لقيته أساطيل الدولة البيزنطية والبنادقة، فاضطر الجيش الإسلامي للرجوع لصقلية وقاموا بحرق كافة سفن الأسطول الإسلامي، للحيلولة دون وقوعها في أيدي العدو.
    واحتلوا مدينة ميناو ثم استولوا على اجريجنتوا ثم وصلوا إلى قصريانه واطمئن العرب للمناطق التي افتتحوها حتى أنهم ضربوا العملة باسم زيادة الله بن الأغلب. وتوفي محمد بن الجواري أثناء حصاره لـ اجريجنتوا فخلفه زهير بن الغوث، ثم قامت الدولة البيزنطية بهجمة مباغتة فسقط ألف من جيش المسلمين وانسحبوا وتوجهوا إلى مدينة ميناو وبقيت كتلة أخرى من الجيش الإسلامي في مدينة مازارا. وتم تحرير الجيش المسلم من ميناو بعد سنة من الحصار.
    كانت مكاسب الحملة الأولى ميناو ومازارا الواقعتين في جانبين متقابلين من الجزيرة. وحاصر الجيش الإسلامي مدينة باليرمو لمدة عام فاستسلم والي المدينة في عام (821م-216هـ) وبعد أن اتسع التواجد الإسلامي ازدادت الرغبة في المضي لافتتاح بقية الجزيرة.
    وبعد وفاة زيادة الله الأغلبي خلفه ابن عمه ابراهيم بن عبد الله الأغلبي، وهو قائد يُعرف بأن له رؤية وقدرة على التنسيق والإدارة. فقد استقدم مسلمين من
    الأندلس ومصر والشام والبربر والعرب وشجعهم على العيش في إقليم مازارا، وحول الرقيق الذين وقعوا في الأسر إلى عمال ومزارعين أحرار، مما شجعهم على اعتناق الدين الإسلامي. كما زود الجيش بأسطول بحري قوي وأمده بقاذفات حرائق، وبنى علاقات قوية مع إفريقية، كما أنه أنشأ علاقات سياسية مع نابولي ضد الدولة البيزنطية. مستثمرًا الصراع القائم بين نابولي والدولة البيزنطية، فـ نابولي مدينة كاثوليكية والدولة البيزنطية أرثوذوكسية. وبحلول عام (889م-287هـ) أصبحت صقلية بأسرها في أيدي المسلمين بعد ما يقرب من 75 سنة!
    صقلية في عهد العبيديين

    رسم تاريخي يوضح شكل مدينة القسطنطينية قديمًا.
    انتهى حكم الأغالبة في عام (901م-296هـ) وقامت دولة العبيديين المنتسبين زورًا إلى الدولة الفاطمية. وتولى عبيد الله المهدى إفريقية، وأرسل إلى صقلية أحد الرجال الفاطميين الأكثر إخلاصًا له. إلا أن أهل صقلية كانوا قد ثاروا عليه ولم يقبلوه. وكثرت في عهد العبيدين الثورات ففي عام (937 م-332هـ) قامت ثورة في جرجنت حتى أن الثائرين كاتبوا ملك الروم في القسطنطينية يستنجدوه فأمدهم بمراكب بها رجال وطعام. وفي عام(939 م-334هـ) سادت سلطة العبيدين من جديد على أرجاء الجزيرة.
    ولم يحدث تغيير كبير على الخريطة السكانية لصقلية في أوائل حكم العبيديين للجزيرة، وكانت كثافة السكان مازالت في إقليم مازارا. وكان الوافدون المسلمين الجدد إلى الجزيرة من الصناع والجند والنازحين. وضمت الجزيرة الأحرار والتابعين والإقطاعيين والرقيق وبقي النصارى هم الأكثرية الراسخة في الجزء الشرقي من الجزيرة.
    صقلية تحت حكم الكلبيين
    في عام (941 م-336 هـ) ثار بنو الطبري إحدى القبائل في باليرمو فاستُعمل الحسن بن علي بن أبي الحسين الكلبي لمعالجة أمور القائمين على الجزيرة، وبدأ بولايته فصل آخر في تاريخ الجزيرة. وقد أدت ولايته إلى تأسيس أسرة شبه مستقلة من أمراء الكلبيين حكمت الجزيرة أكثر من تسعين عامًا. وقد تمكن أحمد بن الحسن من أن يُخضع المنطقة الجبلية جنوبي مسينة حيث كانت هنالك عدة مدن مسيحية قد احتفظت بشيء من الاستقلال، وأُجبروا على دفع الجزية، وأقيمت مستوطنات عربية في وسطها.
    وقد دعم الشعب الصقلي الأسرة الكلبية؛ وذلك لرضا السكان المسلمين عنهم، وبسبب الهدوء النسبي الذي ساد في الجزيرة والتوسع في بناء المستوطنات الإسلامية. وولي جعفر بن محمد على صقلية، وهو رجل آخر من الكلبيين حكم صقلية فنظم أمورها وعمل على إعادة الرخاء إليها وكانت النخبة الصقلية تُجلُّه لعلمه وتحبه العامة لجوده وكرمه.
    وخلال الأربعينيات من القرن الحادي عشر الميلادي، انقسمت صقلية الإسلامية إلى عدة إمارات صغيرة. ولعل ما زاد من حدة انقسام هذه الإمارات الصغيرة التوزيع السكاني، إذ كان يوجد كل فئات السكان من عرب وبربر وفدوا على الجزيرة من إفريقية والأندلس.
    وظهر آخر قائد هو محمد بن إبراهيم الثُمنة وسيطر على سرقوسة، وبدا وكأنَّ ابن الثمنة قوي، ثم حدث خلاف عائلي بينه وبين شقيق زوجته ابن الحواس صاحب قصريانه. فحاول ابن الثمنة محاصرتها ولكنه فشل وانهزم، الأمر الذي جعله يعرض الجزيرة على النورمان أملاً في تسليمه الجزيرة بعد فتحهم لها. وقد لبى النورمان النداء وسقطت صقلية للأبد!
    النشاط الزراعي الصناعي لصقلية أثناء التواجد الإسلامي

    جمال التراث الإسلامي في باليرمو عاصمة صقلية.
    أُدخلت إلى الجزيرة أساليب الري الفارسية، وقد كانت الجزيرة غنية بالبساتين والجنان. وكان القطن والكتان يزرعان في جطين، كما أن اشجار البرتقال والليمون وغيرها من الحمضيات كانت تزرع بكثرة ويُصدر ثمارها.
    وقد أدخل العرب إلى صقلية وأوروبا زراعة القصب وطريقة عصره في المعاصر. وأدخلوا أشجار التوت وتربية دودة القز وزراعة البردي وشجرة الصمغ للصباغة، فضلاً عن أشجار الفواكه كأشجار النخيل والمكسرات كالفستق الحلبي. وقد أدى كل ذلك إلى إحداث تغيير ثوري في اقتصاد صقلية الزراعي والصناعي.
    وكانت صناعة التعدين تشمل الذهب والفضة والرصاص والزئبق والكبريت والنفط وحامض الكبريتيك، وكان معظم الإنتاج المعدني متمركزًا في إتنة. كما ازدهرت صناعة صيد الاسماك وابتُكر أسلوب جديد في صيد سمك التونة.
    النشاط الفكري والعلمي لصقلية أثناء التواجد الإسلامي
    مع أن صقلية كان لها تاريخ مضطرب، إلا أنها توفرت بها عدة عوامل ساعدت على ازدهار العلوم والآداب بها. فقد كانت النخبة الحاكمة من الأغالبة والكلبيين تضم علماء وكتَّاب ومبدعين. وكانت صقلية مأوى للعلماء الذين يتم اضطهادهم في شمال افريقيا. كما كانت المساجد مراكز للأنشطة الفكرية وكان يتم تدريس النحو والعلوم الشرعية كالحديث والفقه وعلم القراءات. كما استمر التقليد الشعري في صقلية. واهتم عرب الجزيرة بالفلسفة والعلوم اليونانية وكذلك أدب التراجم.
    النورمان في صقلية

    جمال جزيرة باليرمو في صقلية.
    لقد استهوت ثروة جزيرة صقلية وخصبها النورمان، كما أن الحروب الأهلية والفوضى التي شاعت مؤخرًا في الجزيرة عملت على اجتذاب النورمان إليها. وبعد هجمات متتالية سقطت باليرمو في أيدي النورمان، ومُنح سكانها المسلمون ضمانات بحماية أرواحهم وديانتهم وشريعتهم، وقد أدى سقوط باليرمو إلى استسلام مازارا ايضًا. وقد أصبح روجر الأول صاحب صقلية.
    المسلمون تحت حكم النورمان
    وقد حدث أثناء الفتح النورماني تخريب كبير لقرى المسلمين ومواشيهم. و
    فُرضت على المسلمين في المناطق الريفية وعلى اليهود ضريبة الرؤوس التي احتفظوا بتسميتها الإسلامية (الجزية). وقد ساد الهدوء الجزيرة وأبدى روجر تسامحًا في الحكم، ويمكن القول أن المسلمين الذين عاملهم روجر بتسامح ظلوا مطيعين له.
    وتوفي روجر الأول وخلفه روجر الثاني وهو أشهر حكام صقلية النورمان وأبرزهم، فقد أصلح القانون القضائي، ووضع القانون والأمن موضع التنفيذ. واستعان في النهوض بالإدارة المدنية برجال أكفاء. ولم تفارقه روح التسامح إلا في أواخر أيام حكمه فقد انتهج سياسة تنصير المسلمين واليهود. ودفع المسلمين ثمن تمسكهم بدينهم فجُردوا من أسلحتهم، وكتم بعضهم إيمانه. وكانت صلاة الجمعة محظورة على المسلمين، وكثرت المذابح ضد المسلمين!
    وهكذا أصبح بقاء الإسلام في صقلية أمرًا صعبًا، بعد أن احتفظت طبقة الإقطاعيين بالسيادة على ما تبقى من السكان المسلمين وتحالفت مع الكنيسة الكاثوليكية، والتي اعتبرت التنصير عملاً دينيًا صالحًا. لذا فاختارت نخبة المسلمين التي قاومت
    التنصير أن ترحل عن الجزيرة من صقلية إلى شمال إفريقيا والأندلس.

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    Um Elias
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الدولة: Europe
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 11,214 المواضيع: 1,324
    صوتيات: 19 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6380
    مزاجي: في بستان ورد ..
    المهنة: خريجة + ربة بيت وزوجة ^_^
    أكلتي المفضلة: الريزو والصاج الايطالي
    موبايلي: iPhone 14 pro max
    آخر نشاط: 16/July/2024
    مقالات المدونة: 6
    شكرا..

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال