تاك لأعضاء قسم الحوارات والنقاشات الجادة "
الخلاف السياسي يثير قدرا كبيرا من العداء والاستهزاء وقد يؤدي لانتهاء الصداقة.
هناك أسباب متعارف عليها لخسارة الأصدقاء مثل الإهانة أو التجاوز أو الملل وغيرها. لكن اليوم، هناك سبب جديد يدعو للقلق لأنه سريع النمو وحتى أنه يتحكم في بناء علاقات الصداقة الجديدة. هذا السبب هو الخلاف السياسي.
في عالم أصبحت فيه السياسة جزءا من التفاصيل اليومية لحياة الناس وتؤثر على قراراتهم المختلفة، فمن المحتمل أن ميولك أصبحت لا تتطابق مع أصدقائك. وفي بعض الأحيان يؤدي ذلك إلى انتهاء العلاقة. لذلك ينبغي التعامل مع هذا الأمر بشكل مختلف قبل أن يخرج عن السيطرة وتخسر جميع من حولك.فهل يمكنك أن تكون صديق من لديه معتقدات سياسية مختلفة أم لا ؟!
ف. ديان بارث المعالجة والمحللة النفسية -في مقال بموقع "سيكولوجي توداي" (Psychology Today)- ترى أنه يمكن للصداقة أن تدوم بشرط بسيط هو الامتناع عن الخوض في الموضوعات المثيرة للجدل، كما أن الخلاف السياسي يثير قدرا كبيرا من العداء والاستهزاء بين شخصين وقد يؤدي إلى انتهاء الصداقة بالفعل.
تقول: فاجأتني امرأة أعرفها وهي مهتمة بالسياسة، عندما قالت إنها منعت السياسة من محادثاتها مع الأصدقاء ومع العائلة لأنه "أمر مرهق للغاية. فلو كنا متفقين سياسيا فإننا ننشغل ونتضايق بشأن ما يحدث ونشعر بالعجز واليأس نهاية المطاف، لذا ما الفائدة؟ أما إن كنا غير متفقين سياسيا فنحن ننزعج وينتابنا القلق من ألا نكون أصدقاء بعد الآن. لذلك أنا لم أعد أتحدث عن هذه الأشياء".
عندما تحاول تغيير رأي صديقك ينتقل النقاش من الهدوء إلى الجدال وربما الهجوم الشخصي .
كيفية التعامل مع الموقف
يقدم موقع "ليف أبوت" (Liveabout) بعض النصائح التي يمكنها انقاذ الصداقة من الخلاف السياسي، مثل:
ناقش القضايا دون محاولة تغيير رأي صديقك :
عندما تحاول تغيير رأي صديقك، ينتقل النقاش من الهدوء إلى الجدال، وربما يبدأ الصراخ والهجوم الشخصي. قد يكون الأمر غير مريح لبعض الناس عندما لا يؤمن الأصدقاء بنفس الشيء الذي يؤمنون به، ولكن للحفاظ على هؤلاء الأصدقاء، دعهم، لا تحاول تغيير ما يؤمنون به. تفهم حتى لو كنت لا توافق.
ذكر الحقائق :
من أكثر الأمور المحبطة في مناقشة السياسة أن الأشخاص على كلا الجانبين نادرا ما يفهمون كل الحقائق بشكل صحيح. لذا عندما تجري مناقشة مع صديق، ركز على العبارات الواقعية التي تعرف أنها صحيحة، وإذا أخطأ صديقك، فامنحه المعلومات الصحيحة بهدوء، وإذا تجادل معك بالرغم من ذلك فلا تهتم، على الأقل أنت تعرف ما هي المشكلة الحقيقية الآن.
تجنب القضايا الخلافية :
يجب أن يكون الأصدقاء قادرين على التحدث عن معظم الأشياء لأنه حتى عندما يختلفون يمكنهم تعلم أشياء من بعضهم البعض. ومع ذلك، قد يشعر البعض أنه لا توجد طريقة للاتفاق حول قضية ما، لذا بدلا من الغضب والانزعاج ومن أجل مصلحة صداقتكما، ركز على غالبية الأشياء الإيجابية، بدلا من إثارة الجدل حول القضايا الخلافية.
نتفق على أن نختلف :
هذا يتطلب نوعا معينا من الأصدقاء للموافقة على الاختلاف دون الدخول في الجدل. وهذا يعني أنه بإمكانك التعبير عن آرائك من حين لآخر، ولكن دون الخوض في مناقشة طويلة. سيكون لديكما الصبر للاستماع إلى بعضهما البعض، ولكن عندما تحتدم الأمور، يتم التراجع وتغيير الموضوع.
لا تجعل الأمر شخصيا :
يقدم عالم النفس التربوي ومؤلف الكتب، آرتي نيمكو، في مقال على موقع سيكولوجي توداي، بعض النصائح الأخرى التي تفيد أثناء الدخول في مناقشة سياسية حادة وتتمثل في:
- عندما تتعامل مع صديق تعرف أن آراءه بعيدة كل البعد عن آرائك، فمن السهل جدا أن تشعر بالإحباط وتريد اللجوء إلى الإهانات الشخصية أو استخدام الشتائم، ولكن لا تفعل ذلك. قد يؤدي استخدام الهجوم الشخصي إلى حجب قدرة ذلك الشخص على استيعاب أي حقائق تقولها أو تعبر عنها.
- عدم توجيه إهانة للسياسيين الذين تختلفان في الرأي حولهم، فأنت بذلك تخاطر بشعور صديقك بالإهانة الشخصية. بدلا من ذلك، عبر عن موقفك بشأن قضية لا تتفق مع هذا السياسي بشأنها.
- اختيار التوقيت والمكان المناسب الذي تناقش فيه خلافك السياسي بعناية، قد يؤدي إجراء محادثة حول السياسة في الوقت الذي تشعر فيه بالتعب والاجهاد أو الحزن إلى تداعيات لن ترضى عنها لاحقا.
- لا تبدأ النقاش حول السياسة مع أولئك الذين يؤمنون بأيديولوجيات معاكسة لأيديولوجياتك، وفي بعض الأحيان، قد لا يستحق الأمر مجهود البدء في محادثة متوترة معروف نتائجها المزعجة لكلا الطرفين.
- هناك أصدقاء قد تجري معهم نقاشات رائعة حتى لو كنتم تختلفون بشكل أساسي مع بعضكما البعض، هم فقط يهتمون بتأكيد وجهة نظرهم، ولا يخوضون كثيرا في الدفاع عنها، وهناك آخرون لديهم آراء قوية يهتمون بالمناقشات ولديهم الثقة الكافية للدفاع عن آرائهم، هؤلاء لا يحبذ الخوض معهم في مناقشات.
- يجب أن تفهم أنه عندما يختلف صديقك معك سياسيا، فأنت غير مضطر إلى إنهاء الصداقة، ولكن يمكنك وضع بعض الحدود التي تساعدك في تقييم الأمر، مثلا إذا كانت آراؤه السياسية تنتهك حقوق الإنسان الأساسية، فلك الحق في أن تقول سلاما وتبحث عن مخرج آمن.
- عندما تكون في حاجة إلى هروب سريع خلال محادثة متوترة تنطوي على السياسة، فكل ما عليك هو طرح شيء يمكن أن يتفق عليه الجميع، وسرعان ما تتاح لك فرصة سريعة للمغادرة دون كلمة أخرى.