روي عن أبي خمّاط فيما ذكره في مصنّفه الكبير المعروف بتاج الكلاوات في فقه الانتخابات أنه كان يدعو الناس لانتخابه حيث كان يجول في الشوارع و يجمعهم و يقول لهم أنه سيكون المنقذ للجميع و هو الذي سيكون أباً لكل يتيم و أخاً عزيزاً لكل أرملة و سيبني داراً لكل مشرّد و لن يترك طريقاً او شارعاً إلا و هو معبد و سيجعل المزابل حدائق و نخيل باسقات و سيعيد للناس كل الدنانير و الدولارات و التومانات و سوف يبني المستشفيات و يشيد المدارس و يُكرِم المعلمين و المعلمات و سينصف الناس في توزيع الثروات فاشرئبّت إليه أعناق العوام من هؤلاء السذج الهوام أولئك الذين ضحك عليهم الإعلام و ذباب المرشح الألكترونيين و المقاولين المنتفعين و المهندسين المتواطئين و الأطّباء الغادرين والمدراء المنافقين والموظفين الفاسدين فتأثرت قلوب الجميع من خطبته العصماء و بكوا جميعاً حتى سقط أبو خمّاط مغشياً عليه من شدة الخشوع والهيام بحب الرعيّة و سقط معه الجميع من شدة اللواكة حتى حان يوم التصويت ثم فاز أبو خماط فبنى له داراً عظيمة في مدينة يقال لها دبي تملأ شوارعها الخمارات و اشترى عمارة في مدينة تسمى بيروت و هو يقول إن الفساد باقٍ لا يموت حتى بعث برسالة إلى رعاعهُ الذين انتخبوه وقد كان يفتك بهم الفقر و المرض قائلاً ألا إني والله لم إجبركم على ما أنتم فيه لكنكم قوم تجهلون ... أنا اليوم لدي من الدولارات مليار و انتم لكم الدمار ...
وألا فلتبقوا في مزابلكم ولا تكثروا من القيل والقال.