ـ فكرة كالبريث بسيطة وعبقرية، وتصب في الطموح إلى "إنهاء العراق" كما يوحي عنوان كتابه. كتب: حين عينت مستشارا لكردستان وجدت قادتها منزعجين من "المشاكل" مع بغداد. وجدتهم يفكرون بشكل معكوس، فأخبرتهم ان يقلبوا تفكيرهم ويعتبروا المشكلة فرصة. نصيحته لقادة كردستان كانت: أخلقوا مشكلة ما، وتحملوها حتى تأتي لحظة ضعف بغداد ثم تفاوضوا على "حل المشكلة" بشكل يكسبكم افضلية جديدة! وما ان تنتهوا من ذلك، اخلقوا مشكلة جديدة وهكذا. ويفاخر كالبريث بدوره، وبأنه علم القادة الكرد كيف يحصلون من كل "مشكلة" على المزيد من المكاسب، وكان هؤلاء تلاميذ مخلصين له
ـ ولنلاحظ أن "المشاكل" التي تطرح للحل مع كردستان هي فقط المشاكل التي يؤمل أن تنتهي بتقديم تنازلات من قبل بغداد. فـ "مشكلة" الحدود التي استولت عليها كردستان مع جماركها وكذلك المطارات وغيرها من اعتداءات كردستان، لا تناقش. وطبعاً لم يعد توسع كردستان إلى ثلاثة اضعاف مساحتها الاصلية بواسطة ذات البيشمركة يعتبر من "المشاكل" مع كردستان، لأن تلك المشكلة قد تم "حلها" بالنسيان المتعمد، وبالإعلام المدمر الذي خطط ليدفع إلى النسيان.
ـ نلاحظ أن كردستان بعد ان تحصل على ما تريد، فإنها لا تمتدح او تشكر رئيس الحكومة كثيراً، مهما قدم لها التنازلات على حساب شعبه وكرامته وسمعته. والسبب هو أنها تعرف مسبقاً انها ستحتاج قريباً إلى مهاجمته واتهامه بالشوفينية والصدامية حين يأتي وقت "المشكلة" التالية، والتالية، حتى يزهق ويرفض الاستمرار في الابتزاز. لذلك فمهما انبطح ذلك الرئيس لها، فهي تكتفي بوصفه بـ "المعتدل" مثلا.. كما تفعل إسرائيل مع عباس الذي يغتال الفلسطينيين من اجلها في التنسيق الأمني.
ـ ولأن المناقشات تدار بهذا الشكل، أي بدون تبيان حقيقة الابتزاز بشكل واضح، لم يدرك العراقيون حجم الضرر