هو إسماعيل باشا بن مصطفى بن سليمان، الفلكى المصرى، من أكبر علماء مصر الفلكيين الذين ظهروا فى القرن التاسع عشر، ولد عام 1825م. فى القاهرة، وتوفى فيها عام 1900م.
تخصص بعلم الفلك و إصلاح آلات الرصد، و هذا ما ساعده على النجاح فى حياته كعالم. وكان قد أنهى دروسه فى باريس حيث أقام عدة سنوات، و المعروف أن العاصمة الفرنسية كانت آنذاك مركز إشعاع عالمى فى مختلف حقول المعرفة.
وفى سنة 1865 أنشأ إسماعيل مرصد العباسية أو الرصد خانه التى ألحقت بنظارة الحربية بضعة شهور، ثم ألحقت بنظارة المعارف حتى عام 1899. وفى الرصد خانة كانت تؤخذ الارصاد الجوية و الفلكية، و فيها كانت تقاس درجة الحرارة خمس مرات فى مواقيت الصلاة.
ثم عين إسماعيل الفلكى ناظراً لمدرستى المساحة و المهندسخانه. وكان فى كل عام يعمد إلى نشر تقويم فلكى باللغتين العربية و الفرنسية، وعلى هذا التقويم كانت تعتمد الحكومة المصرية فى ضبط حسابتها و عمل ميزانيتها، أى إنه كان بمثابة التقويم العلمى الرسمى الذى تعتمده البلاد.
يعد إسماعيل من أكبر علماء العرب و أولهم فى علم الفلك الحديث، وقد نشر العديد من الكتب القيمة التى تعتبر من مراجع علم الفلك كما نعرفه اليوم. وجدير بالذكر أن بعض كتبه كان يدرس فى المعاهد المصرية مثل كتابه : " الدرر التوفيقية فى تقريب علم الفلك و الجيوديسيه "، وكان للأزهر نصيب من تلك الدراسات. ومن أهم أبواب هذا الكتاب :
1. مقدمة لمزايا علم الفلك، وبعض التعاريف.
2. دراسات لأنعزال الأرض فى الفراغ.
3. دراسات حركة النجوم الظاهرية.
4. دراسات لدورة الأرض اليومية.
5. الكرة السماوية.
6. دائرة فلك البروج.
7. خطوط الطول و العرض السماوية.
8. خطوط الطول و العرض الأرضية.
9. أرتفاع الكواكب و أبعادها.
10. شرح بعض آلات الأرصاد كالعداسات و المناظير و الميكروسكوبات.
وما من شك فى أن علم الفلك يعد من أهم العلوم التى عنى بها المسلمون فى العصور كافة و يعود هذا الأهتمام إلى أسباب متعددة منها :
* أمر القرآن الكريم بالتدبر فى ملكوت السماوات و الأرض فى مثل قوله تعالى فى سورة يونس، الآية 100 : " قل انظروا ماذا فى السموات و الأرض ".
* ضرورة التعرف إلى مواقيت الصلاة و أوائل الشهور العربية و نحوها. وقد نشأت مسائل فلكية عديدة ساعد على حلها صفاء سماء بلاد العرب، و سماحة الإسلام، و إطلاقه الفكر من عقاله.
أهتم إسماعيل بالأجهزة العلمية، ومن المعروف أن المناظير الفلكية الكبيرة تتكون عادة من عدة عدسات مختلفة، يمكن بواسطتها تتغير نسبة التكبير حسب الطلب. و من اهم الأجهزة آلات قياس الزمن التى يشرحها إسماعيل فى كتابه، و المزوال الشمسية، و الساعات الفلكية، وطرق صناعة الساعات العربية ...
أهم مؤلفاته :
ألف إسماعيل العديد من الكتب، و من أهمها :
1. بهجة الطالب فى علم الكواكب.
2. آلايات الباهرة فى النجوم الزاهرة.
وقد عمل إسماعيل مع محمود الفلكى على وضع مدفع الظهر بالقلعة ليعلن الثانية عشرة لأهل القاهرة. و اليوم يستعمل هذا المدفع فى شهر رمضان المبارك ليعلن مواقيت الإفطار و الرفع، و فى الأعياد.