هو أبو الحسن على بن عبد الله بن حمدان الحمدانى التغلبى. و قبيلة تغلب التى إليها أنتمى كانت من القبائل المرهوبة الجانب فى الجاهلية و الإسلام، وفيها قيل :
لو تأخر الإسلام لأكلت تغلب العرب. كان والده قد ولى الموصل من قبل الخليفة العباسى المتقى لله الذى لقب علياً بأسم " سيف الدولة " و أخاه الأكبر بأسم
" ناصر الدولة ". وقد ولد سيف الدولة فى 17 ذى الحجة سنة 303 هــ .
تسلم ناصر الدولة إمارة الموصل بعد أبيه و حكم سيف الدولة مدينة " واسط " و ضواحيها. ثم تقلبت الأحوال بسيف الدولة فأنتقل إلى بلاد الشام فملك أنطاكية و حلب و الجزيرة الفراتية ثم دمشق، وجعل مدينة حلب عاصمة إمارته. وشكلت إمارة حلب حصناً منيعاً بوجه الروم و البيزنطين، فكانت لسيف الدولة معارك مشهورة خلدها المتنبى فى قصائده و ذكرها أبو فراس فى شعره.
كان سيف الدولة رجل سيف و قلم، فشجع الشعراء و الكتاب و اللغوين و الفلاسفة، و ألتقى فى بلاطه مشاهير العصر أمثال المتنبى و أبى فراس و أبن خالويه و الفارابى. وقد جاء فى كتاب " يتيمة الدهر " : كان بنو حمدان ملوكاً أوجههم للصباحة، و ألسنتهم للفصاحة، و ايديهم للسماحة، و عقولهم للرجاحة. و سيف الدولة مشهور بسيادتهم، وواسطة قلادتهم، و حضرته مقصود الوفود، ومطلع الجود، و قبلة الآمال، و محط الرحال، و موسم الأدباء، و حلبة الشعراء، ولم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما أجتمع ببابه من شيوخ الشعر و نجوم الدهر ... ".
كان أمير حلب أديباً شاعراً محباً لجيد الشعر " شديد الأهتزاز له "، ومن محاسن شعره أبيات يصف فيها قوس قزح، فأمر له سيف الدولة بمائتى ألف دينار. و أخبار سيف الدولة كثيرة مع الشعراء، خصوصاً مع المتنبى الذى أمضى فى بلاطه تسع سنوات و مدحه بقصائد مشهورة، حتى إذا ما ذكر الواحد منها ذكر معه الأخر. و يضيق المجال أمام تفصيل علاقة المتنبى بأميره، ويكفى أن نعود إلى ديوان أبى الطيب للتعرف إلى عظمة الشاعر و الأمير.
توفى سيف الدولة متأثراً بمرضه، و كان قد قارب السبعين، فملك بعد ولده أبو المعالى سعد الدولة، ولكنه توفى فى الاربعين من عمره، فتولى بعد ولده أبو الفضل، و بموته أنقرض ملك بنى سيف الدولة.