هناك لحظةٌ واحدة تأتي لا تعد بعدها الحياة كما كانت، لحظة واحدة تفصلكَ عن حياتك الجديدة وإغلاق الباب خلفك للأبد.
أحياناً تكون علىٰ شكلِ هزيمة تقصم ظهرك، وربّما خيبة تعلّق كلّ دموع حياتكَ عليها وترحل.
عن غيرِ قصد ستتخلىٰ عن نفسك القديمة، عن غير قصد سيتحوّل الماء الرّاكد داخلك إلىٰ طحالب تنمو.
كلّ الأشياءِ التي حاولتَ أن تزحف إليها، كلّ المحاولاتِ الجاهدة ستختفي وسيكون هناك قائمة طلبات جديدة مِن الكون.
هناك لحظة واحدة سيتحوّل الباب داخلكَ إلىٰ حائط ويختفي المقبض الذي يمسككَ منهُ النّاس عادةً.
ستحتفظ باسمك وعائلتكَ وموقعكَ وجسدك، ربّما ستغيّر قصة شعرك لكن وحدك من يراكَ وأنتَ تدفع العمر الذي مضىٰ وتعيدهُ الآن.
سيكونُ الليل أهدىٰ وأطول، وستكون الحياة أكثر جديّة، والرّغبات أكثر وحشيّة،
ستتغيّر طريقتك لفتح الكتاب، وأخذِ الصّور، ستصير الأرقام في عمرك مجرّد دروس، وتهتم بالكائنات التي لا تعرف أسماءها وستكون حريص علىٰ عدمِ الصّراخ في وجهك أمام المرآة،
وفجأة ستتجاوز الأخبار السّيئة كأنك تقطع الشّارع تماماً.
وسيكون مِن السّهلِ عليك أن تقول "لا"... وترحل دون أن تعطي أعذار، ولن يتحرك الجبل بداخلك كما كان بعد أن يقول لك أحدهم أنا "أحبك".
لرهف اسطنبلي
شيحصل منجن كهوة بطيخ .. هذا سام ريگة يبس من الفرات بمدوناتجن مي ما شارب