توصلت دراسة جديدة إلى أن الفيروس المسبب لـ”كوفيد-19″، المسمى SARS-CoV-2، يتحور بمعدل بطيء جدا بشكل غير عادي.
ووجد تحليل أجراه خبراء في الجمعية الملكية، أن أيا من التعديلات التي أجريت حتى الآن على الشيفرة الجينية لفيروس كورونا، تجعله أكثر عدوى أو شدة.
ويمكن القول إن النتائج مطمئنة للأطباء وعلماء الأوبئة، لأنها تشير إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض سابقا سيحصلون على الحماية من الإصابة مرة أخرى. كما أنها تعطي الأمل في أنه عندما يتوفر لقاح، سيكون فعالا على المدى الطويل.
وتثبت النتائج الأخرى من الدراسة أن فيروس كورونا تطور بشكل طبيعي في الخفافيش، ولم يطور في مختبر صيني، كما تزعم بعض نظريات المؤامرة.
ونُشرت مراجعة سريعة للبيانات المتاحة كمطبوعة مسبقة من قبل فريق عمل SET-C التابع للجمعية الملكية (مهام العلوم في حالات الطوارئ – كوفيد-19)، المكون من علماء الفيروسات الرائدين في بريطانيا.
ويقولون إن موقع وطبيعة الطفرات على فيروس SARS-CoV-2، لم تؤثر حتى الآن على ضراوتها.
واقترح الخبراء سابقا أن الفيروس يتحور ويصبح أقل حدة ولكنه أكثر عدوى.
والآن، وفقا لأحدث النتائج، يمكن تبديد هذه النظرية بشكل كامل.
وبدلا من ذلك، تركت الطفرات التي تطورت حتى الآن، علامات تسمح للباحثين بتتبع انتشار الفيروس. وهذه أداة رئيسية في السماح لواضعي السياسات بتحديد أفضل السبل لتقييد انتشار العدوى.
وقال البروفيسور جيفري سميث، المعد الرئيسي للبحث في قسم علم الأمراض في جامعة كامبريدج: “من الجيد أن SARS-CoV-2 أثبت حتى الآن أنه مستقر جدا، لأنه من الأسهل اكتشاف وعلاج فيروس ثابت إلى حد ما. ويسمح لنا تسلسل الجينوم الكامل بفهم ليس فقط إصابة شخص ما، ولكن تحديد سلالة الفيروس بدقة ومن ثم معرفة مصدر العدوى المحتمل. كما يسمح لنا بتتبع سلالات الفيروس التي أصبحت مسيطرة والتي قد تتكاثر أو تنتقل بشكل أكثر كفاءة”.
ويوضح أحد الجوانب السلبية التي أشار إليها الباحثون، أن معدل الطفرات البطيئة يمكن أن يسمح للفيروس بتطوير مقاومة بعض الأدوية.
ولكن هذه قضايا تخمينية، وفي المظهر الحالي للفيروس، فإن معدي الدراسة واثقون من أن المرض لم يصبح أكثر حدة أو معديا.