الصباح/بغداد – بشير خزعل:في سوق الهرج لم تعد الانتيكات والتحف وحدها هي التي تباع باسعار مرتفعة، فتجارة
اخرى قد شاعت بين الهواة والاغنياء، اذ اصبح تداول العملات القديمة هواية ومكسبا لمن يحرصون على اقتناء كل ماهو
قديم: الدينار العراقي وفئات مختلفة من الخمسة والعشرة دنانير، روبيات وليرات عثمانية ذهبية وفضية، فضلاً عن
عملات اجنبية يعود تاريخ بعضها الى بداية العام 1800، من يتاجر بهذه المهنة قلائل في سوق الهرج القديم ومن
يشتريها لابد وان يكون على دراية ولوبشيء بسيط عن تاريخ تلك المطبوعات والمسكوكات النقدية التي كانت تبسط
نفوذ الملوك والسلاطين في ذلك الزمان.
المصادر
لم يحدد بائع العملات القديمة حسن محيي قاسم مصدرا لبيع العملات، فلا مكان او محل تشتري منه كميات ومبالغ
طائلة منها، بل يقتصر اقتناؤها من المحتاجين ممن يبيعون ماتحويه منازلهم من تحف وانتيكات وبعض الذين يدخرون
تلك العملات من دون سابق معرفة بقيمتها او حتى جنسيتها، اضافة الى التداول بين بعض الهواة ممن يستبدلونها
باخرى تكمل مالديهم من تسلسلات رقمية او تاريخية لانواع محددة من العملات، يقول محيي : اشتري مختلف العملات
القديمة العراقية والعربية والاجنبية، وسعر الشراء يكون حسب قيمة الفئة النقدية وقدمها، الدينارالعراقي الملكي الذي
استبدل بعد نهاية حكم الزعيم قاسم نشتريه بسعر ثلاثة الاف دينار او ما يعادل دولارا و70 سنتا اميركيا، فئة الخمسة
دنانير ثمنها 16 الف دينار بسعر العملة الحالية، الليرة والروبية يختلف سعر شرائها حسب نوع العملة، فهناك الليرة
الذهبية والمجيدي والقرش وهي عملات عثمانية تم استبدالها بعد دخول البريطانيين للعراق، فالليرة عملة عثمانية
مسكوكة من الذهب الخالص تم تداولها في الدولة العثمانية في العام 1855 واصل تسمية هذه العملة اخذه الاتراك من
الايطاليين، واشار قاسم الى وجود فئة ليرة واحدة وليرتين الى حد خمس ليرات كما توجد ربع ونصف ليرة، وحمل
البعض منها اسم سلاطين الدولة العثمانية كالليرة الحميدية والمجيدية وهي الاغلى من بين جميع العملات العثمانية
والاجنبية الاخرى.
سعر الصرف
محمد رزوقي جاسم صاحب انتيكات في سوق الهرج يبيع ويشتري العملات القديمة قال : افضل اسعار الصرف التي
نتداولها في بيع وشراء العملات القديمة هي في الليرة العثمانية الذهبية القديمة فوزنها يقارب المثقال او 5 غرامات من
الذهب عيار21، وهذا يعني ان سعر صرف الليرة الحالي يقترب من 289 الف دينار عراقي ، وفي المقابل لايمكن ان
نقبل بشراء عكسي بعد تصريف الليرة الى المجيدي، فالليرة الواحدة تساوي 5 مجيديات فضية، سعر مثقال الفضة
بالعملة العراقية هو35 الف دينار ما يعني ان سعر المجيديات الخمسة يساوي 175 الف دينار عراقي، أي ان الفرق
بحدود 114 الف دينار، ولذلك نشتري المجيدي الواحد بسعر لايتجاوز الخمسة عشر الف دينار عراقي، وهنا ياتي فرق
الربح المتراكم اذا اشتريت كميات كبيرة من المجيدي الفضي لمقابلته مع الليرة الذهبية، كما يوجد فرق التحويل في
العملة اذا اشتريت او بعت بالدولار الاميركي وهو ربح متراكم لدى التاجر الشاطر، لكن التداول ليس بالمستوى المطلوب
الذي يتوقعه البعض بسبب اقتصار البيع والشراء على الهواة وبعض الموسورين ممن يمارسون اقتناء العملات القديمة
او المحتاجين ممن يستبدلونها بالعملة
الحالية.
عملة بالوزن
واضاف رزوقي : في بداية ظهور القرش كان وزنه ستة دراهم. وهويعادل واحد من المئة من الليرة العثمانية، أي ان
100 قرش فضي= ليرة ذهبية واحدة.
والقرش الواحد = 40 بارة عثمانية، وكلمة قرش أصلها ألمانية من كلمة( كروشر) وفي عهد السلطان العثماني
محمود الثاني ضرب قرش جديد بوزن درهم واحد سمي بـ(القرش المحمودي) كانت قيمته الشرائية أقل من القرش القديم
الذي وزنه 6 دراهم، فأطلق الناس على القرش القديم اسم القرش الصاغ أي القرش الصحيح أو القرش السليم،والقرش
المحمودي = 10 بارات، وبين جاسم ان البارة في بداية ظهورها تزن ستة ونصف قيراط، ونسبة الفضة فيها تساوي
90بالمئة، ولكن مع مرور الزمن أخذت قيمتها تتناقص، وفي عهد السلطان محمود الثاني سنة 1839وصل وزنها
إلى نصف قيراط وبلغ عيار الفضة فيها إلى 40بالمئة فتدهورت قيمتها وأصبحت أصغر عملة عثمانية متداولة بين
الناس وفي الأسواق وشائعة في أسواق المنطقة الشرقية لجزيرة العرب و بلدان الخليج العربي، وعندما نجد ان احد
الاشخاص لديه 100 او خمسين بارة فشراؤها يتم عن طريق الوزن وكذلك القروش، ويتم حساب سعرها على اساس
خصم نسبة الفضة فيها فاذا كان وزنها 100 غرام يحسب من 50 – 60 غراما، ولايوجد تداول كبير في الفئات
الصغيرة من العملة الا ضمن نطاق محدود وفي اغلب الاحيان تستخدم لاغراض العرض فقط على العكس من الليرة
الذهبية التي يقبل على شرائها الصاغة بسبب النقاوة العالية للذهب المستخدم في صناعتها.
عانة وفلس
احد رواد السوق الحاج فاضل داخل القرغولي بين ان اهتمامات هواة التحف والانتيكات لاسيما الاوراق النقدية القديمة
ينحصر في العملات العراقية التي يكون الاقبال على شرائها اكثر من العملات العربية والجنيه الاسترليني القديم، فهي
لم تعد تصلح سوى للعرض كتحف قديمة باستثناء المسكوكات من المعادن الثمينة كالذهب والفضة، مؤكدا ان شراء
كميات من العملات الورقية القديمة من العهد الملكي او التي استبدلت بعد ثورة 14 تموز العام 1958 هو الشائع،
ويذكر القرغولي انه مازال يتذكر اجراء الزعيم قاسم باخراج العراق من منطقة الاسترليني العام 1959، واستغل
المعادون له من بعض الاحزاب هذا الاجراء وانشدوا اهزوجة (عاش الزعيم الزيد العانه بفلس)، بالرغم من ان الفلس
ظل متداولا لفترة متأخرة من نهاية سبعينيات القرن الماضي
منقول