في يوم من الايام كان الأصمعى يمشي في صحراء الحجاز وبينما هو كذلك مر في طريقة علي صخرة كبيرة مكتوب عليها : أيا معشر العشاق بالله خبرو .. إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع .. فرد عليه الاصمعى ببيت مثله كاتباً علي الصخرة : يدارى هواه ثم يكتم سره .. ويخشع في كل الأمور ويخضع ، ثم سار الأصمعي في طريقة .
وفي اليوم التالي مر الاصمعى علي نفس المكان فوجد مكتوب علي الصخرة تحت البيت الذي كتبه في اليوم السابق بيت شعر آخر يقول : وكيف يدارى والهوى قاتل الفتى .. وفي كل يوم قلبه يتقطع ، فرد عليه الاصعمى ببيت يقول : اذا لم يجد الفتى صبراً لكتمان أمره .. فليس له شئ سوي الموت ينفع .
مر الاصمعي في اليوم الثالث ليري ماذا رد عليه الفتى، فوجد شاباً ممددا مقتولاً عند الصخرة، انه العاشق قتل نفسه آخذاً بنصيحة الاصمعي الذي قد قال بيت من الشعر ولم يظن أبداً أن العاشق سوف يأخذ به و يفعل ذلك ويقتل نفسه، ووجده قد كتب علي الصخرة بيتان : سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا .. سلامي الى من كان للوصل يمنع .. هنيئا لارباب النعيم نعيمهم .. وللعاشق المسكين ما يتجرع