النتائج 1 إلى 8 من 8
الموضوع:

الكتابةُ ، بين الكاتب والقارئ

الزوار من محركات البحث: 4 المشاهدات : 321 الردود: 7
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    احساس شاعر
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: بغداد الحبيبة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 61,676 المواضيع: 17,422
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 88477
    مزاجي: متقلب جدا
    المهنة: كرايب الريس
    أكلتي المفضلة: الباجه
    موبايلي: نوت ٢٠
    آخر نشاط: منذ 4 يوم
    الاتصال: إرسال رسالة عبر ICQ إلى فقار الكرخي
    مقالات المدونة: 17

    Smileys Afraid 058568 الكتابةُ ، بين الكاتب والقارئ

    ذكَرَ أولو العِلْمِ بفنِّ الكتابَةِ أنّ مَنْ كَتبَ كتاباً فلا يكتُبه إلاّ وهو يَفْتَرِضُ أَنَّ النَّاس كلَّهم له أعداء، وكلّهم عالمٌ بالأمور، وكلّهم متفرِّغ للكاتِبِ، فلا يَرْضَيَنَّ بِكتابِه غُفْلاً، ولا برأيِه عَفْوِيّاً، لأنَّ لابتداءِ الكتابِ فتنةً وعُجْباً،
    فإذا سَكَنَت طبيعةُ نَفْسِه وذَهَبَ من العُجْبِ ما بِه، وعادَتِ النفسُ وافرةً، أعادَ النَّظرَ في كِتابِه، وتَوَقَّفَ عندَ فُصولِه تَوقُّفَ مَن يَكونُ وَزنُ طَمَعِه في السّلامةِ أنقَصَ من وزْنِ خَوفِه مِنَ العَيبِ، فَلا يَغُرَنَّ قَوماً خلْوَةُ الحَديثِ
    حَتّى لا يَلِجَ بِهِم في العِيِّ والإكْثارِ، ففي الإكْثارِ عِثارٌ، ولا يَخْلَونَّ كاتِبٌ بعِلْمِه عندَ فَقْدِ خُصومِه[1].

    فَلا عُذْرَ لَك أيُّها الكاتِبُ إنْ كَتَبْتَ كتابك وقَدْ غابَ عَنْكَ قارئُك الذي هُوَ خَصمُكَ، فَلا تَسْتَريحَنَّ مِنْ شَغَبِ خَصْمِكَ وتَصفُّحِ ناقِدِكَ. ثُمّ إنَّكَ أيُّها الكاتبُ المُنْشِئُ، عَقْلُكَ شَجِيٌّ مَشْغولٌ، فلا تَنْسَيَنَّ أنَّ عَقْلَ القارئِ المُتَصفِّحِ
    خَلِيٌّ فارغٌ مُتفرِّغٌ، رَقيبٌ مُترصِّدٌ. هذا، وقَدْ أعْذرَ مَن أنذرَ ، وأنصَفَ مَن حَذَّرَ، و ما قصَّرَ مَن بَصَّرَ.

    فأنتَ أيُّها الكاتبُ مُكْرَهٌ على مُراعاةِ قارِئكَ، مُبْتَلىً بمُتابعَتِه، ولا حَقَّ لَكَ في مُجاوَزَتِه، وها أنتَ –استجابةً له ونزولاً عند مَطالبِ نقْده- تعزمُ على إنشاءِ كتابِكَ نشأةً بعدَ أخْرى ومراجعةً تلو أخرى، وسَبْكِه ثانيةً بَعْدَ أُولى،
    والعنايَةِ بتهذيبِه وتَشذيبِه، من غيْرِ أن يَدّعِيَ أنّه أوْفى المَطْلوبَ حَقوقَه وشَرائطَه.

    ولكن، أليسَ هؤلاءِ يفقَهونَ فنَّ الكتابَة، وفضلَ الكتابَة، وقَواعدَ الكتابَةِ، وشُروطَها وآدابَها؟ أجَلْ، كلّ النّاسِ يعلَمُ أنّه لولا الكُتبُ المدوَّنَةُ والأخبارُ المخلَّدةُ، والحِكمُ المخطوطةُ، لبَطَلَ أكثرُ العلمِ، ولغلَبَ النِّسيانُ الذِّكْرَ، ولَمَا كانَ
    للناسِ مَفزعٌ إلى مَوضعِ اسْتذكارٍ، ولحُرِموا أكثرَ المَنافع؛ ولكنّهُم يَنبَغي أن يَعْلَموا قَبْلَ ذلِكَ أنْ ليسَت العِبرَةُ بكثرَةِ المَكتوباتِ والمَقْروءاتِ، وإنّما العِبرةُ بوَظيفتِها ومَقاصدِها، وأنْ يَعْلَموا أنّ الكتابَةَ عَهدٌ وعَقدٌ بين الكاتبِ والقارئِ،
    فلولاها لبَطَلت العُهودُ والشروطُ، فينبغي أن يُخْلِصُوا فيما ائْـتُـمِنوا عَليْه، وأن يُجِلّوا الكتابَةَ ويُعْظِموا قَدرَها وخَطَرَها، وأنّ أشرفَ الكَلامِ وأَعظمَه مِن القُلوب مَوْقعاً ما دَلّ بعضُه على كُلّه، وكَفى قليلُه عن كَثيره، فرُبّ إشارة أبلغُ
    من لَفظ، وكنايةٍ مِن حَقيقةٍ، إذا سَدَّتْ مَسدَّ الكلام، وذلِكَ لقِلَّةِ مَؤونَتِها وخِفّة مَحْمَلِها. فَما أحبَّ التخْفيفَ والحَذْفَ إلى النّفسِ، وماأكرَه إليْها التثْقيلَ والتَّطويلَ، ولو اقتصدَ النّاسُ في الكَلامِ اقتصادَهُم في العَيش وتدبيرِ الأمورِ،
    لقالَ الكُتّابُ ما قلّ ودلَّ، ولَما سُوِّدَتْ صَحائفُ إلاّ في مَنفعةٍ وخَيْرٍ، ولَخَرَجوا بالاقْتصادِ في الكَلامِ مِنْ دائِرَةِ الكَلامِ والعِبارةِ اللُّغَوِيَّةِ إلى دائِرةِ الفِعْلِ والسُّلوكِ، لِيَصيرَ الإيجازُ مَنْهَجَ حَياةٍ وأسْلوباً في الفِكْرِ والفِعْلِ؛ وانْتِقالاً بالأمّةِ
    مِنْ حالَةِ الفَوْضى في المَنْهَجِ إلى حالَةِ النِّظامِ والتَّوازُنِ، ومِنْ طَريقِ الإسْرافِ والتَّبْذيرِ إلى طَريقِ الوَسَطِيّةِ والقَصْدِ والاعْتِدالِ[2]

    ذلِكَ هو الكتابُ، وذلِكَ أثرُه في تغييرِ أحْوالِ الإنسانِ والعالَم من حَوْلِه، ولقَد عَرفَ العُلماءُ منذُ القَديمِ قيمةَ الكتاب وخَطَرَه، فرَحلوا إلى طَلَبِ العلمِ والْتَمَسوا كُلَّ طَريقٍ يبلغُ بهِم الغايةَ، رَحَلَ أهلُ المغْرِب والأندَلُسِ إلى القَيْـرَوانِ
    ومِصرَ والشّامِ والحجازِ فَلَقُوا العُلَماءَ وأخذوا عنهم ورَووْا وأجِيزُوا لحمل العلمِ والرّوايَةِ عنهُم، وصنّفوا الفَهارِسَ والبَرامجَ.

    لقَد كانَ دونَ الحُصولِ على الكِتَابِ خَرطُ القَتادِ، تُشدُّ إليه الرِّحالُ وتُضربُ أكبادُ الإبِل، أمّا اليومَ فقَد وصلَت الكُتبُ من كُلّ أقطارِ الدّنيا، تَأتيكَ بين يَديْكَ سَعْياً، بَل أصبحَ الكتابُ يَقْتَحِمُ كُلَّ البُيوتِ فيُعْرَضُ عليْك مُصَوّراً على شاشاتِ
    الحَواسيبِ تُحمِّلُه من الشّبكةِ ثُمّ تُقلِّبُ صَفحاتِه كَما َتَشاءُ، من غيرِ أن تَبذلُ في الحُصولِ عليه جُهداً أو مالاً، وكأنّه يَقولُ بلسانِ حالِه: هذا الكتابُ، فأيْنَ القارئُ ؟

    هل الكتابَةُ فعلٌ تفاعليّ ؟
    يُقالُ إنّ الكتابةَ فعلٌ تَفاعليّ يقتضي من الكاتب أن يغوصَ في واقع المجتمَع ويُشارِكَه همومَه. والحقيقةُ أنّ في هذا الكلامِ وجهَيْن اثنيْن يَبدُوانِ مُتعارضَيْن:
    * أولُهما الانسِلاكُ في لُجّة المجتمَع ومشكلاتِه وظواهِرِه للوُقوف على حَقائق الأشياء وطَبائع الناسِ وأشكالِ المعاناة
    * أمّا الوجه الآخَرُ المخالفُ فهو أنّ الكاتبَ لا يكتبُ حينَ يكتبُ إلاّ وهو خارجَ الذّات الموصوفَة، فإن لمْ يخرجْ من خِضمِّ تلكَ الظواهر وظلَّ منشغلاً بها وبمتغيّراتها فإنّه لَن يَستطيعَ أن يتأمّلَها إلاّ بعد الخُروج منها والعلوّ عليْها والتّفكيرِ فيها
    من بعيدٍ، فيُجرّد منها أفكاراً ومَفاهيمَ تُتَّخذُ مَوضوعَ تأمّلٍ يَنوبُ عن ظواهر المجتمع في قاعدتِها المادّيّةِ الملموسَة.
    فإنّ للأفكارِ طبائعَ تفرضُ على الكاتبِ هيئاتٍ وأحوالَ نفسٍ حتّى تَنْقادَ له وتُسْلمَ نفسَها ليتأمّلها ويُقلّبَ فيها النّظرَ التأمّليَّ، وهذا شرطٌ من شروطِ الكتابةِ: الدّخولُ في نَسَقِ الجسمِ الاجتماعيّ الموصوفِ لاستيعاب ظواهرِه، ثمّ الخُروجُ
    منه وانتزاعُ مفاهيمَ وصورٍ ذهنيّةٍ منه للتمكُّن من رؤيته ووصفه وتفْسيرِه.

  2. #2

  3. #3
    احساس شاعر
    غالي حمادة

  4. #4
    من المشرفين القدامى
    τhe εngıneereD ❥
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: IraQ
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,613 المواضيع: 719
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 17768
    مزاجي: MOOD
    أكلتي المفضلة: Fast Food/Bechamel Pasta
    آخر نشاط: 18/August/2024
    مقالات المدونة: 6
    شكرا فقار

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الدولة: بــــغـــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 35,715 المواضيع: 5,001
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 24237
    مزاجي: متغير
    شكراً ^_^

  6. #6
    سفير السلام ..مراقب عام
    مستشار قانوني
    تاريخ التسجيل: April-2020
    الدولة: العراق.. الديوانية
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 24,180 المواضيع: 1,436
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 4
    التقييم: 48304
    مزاجي: مبتسم
    المهنة: الحقوقي
    أكلتي المفضلة: الباجه.. الكباب.. سمك مشوي
    موبايلي: هواوي =Y9 مع ريل مي 51
    آخر نشاط: منذ دقيقة واحدة
    مقالات المدونة: 3
    شكرا جزيلا لك

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    نـوتيلآ
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,103 المواضيع: 2,180
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 39708
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    مقالات المدونة: 2
    شكرا لك

  8. #8
    احساس شاعر
    منورين..

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال