السومرية نيوز/ الانبار
أفتى رجل الدين العراقي عبد الملك السعدي، الجمعة، بحرمة مطالبة بعض المحافظات بإقليم مستقل، معتبرا أن ذلك سيجزأ ويفتت العراق، فيما حذر من استيلاء بعض الدول الإقليمية على إقليم الجنوب في حال أعلن ذلك.
وقال السعدي في بيان صدر عنه، وتلقت السومرية نيوز"، نسخة منه إن "هناك مَن ينادي بجعل بعض المحافظات إقليما وهو ما يسمى بالفيدرالية، وتحت ذرائع عديدة منها مالية وأمنية وسياسية، أو الاستقلال عن هيمنة حكومة المركز المتسلِّطة في الأذى والتهميش والإقصاء والمداهمات والاعتقالات وعدم التوازن الإداري والعسكري وغير ذلك".
وأضاف السعدي أن "المطالبة بالإقليم مُحرَّم شرع، لأنَّه المطلوب لدى إسرائيل وأمريكا وحتى من يتظاهر بأنَّه لا يريد التقسيم من الحُكَّام وبعض الدول المجاورة"، معتبرا أن "ذلك سيؤدي إلى تجزئة وتفتيت العراق والقضاء على وحدته".
وأكد السعدي أن "الدستور العراقي الحالي يُخوِّل القائد العام للقوات العسكرية التدخل في الإقليم بحجة حماية الحدود وفض النزاع، وله صلاحية اعتقال أي فرد بما فيهم رئيس الإقليم"، متسائلا "ما الفائدة من قيام الأقاليم".
وحذر السعدي من "استيلاء بعض الدول الإقليمية على إقليم الجنوب إن أعلن ذلك"، مشيرا إلى أن "هناك بعض الدول لها أطماع بأنَّ حدودها هي إلى بغداد كما سمعته من بعض حُكَّامها عام 1979م".
وتابع السعدي أن "قياس الإقليم على إقليم كردستان فيه فارق؛ لأنَّ كردستان أخذ الحكم الذاتي بوقت يختلف عن وقتنا هذا"، داعيا إلى "العدول عن هذه المطالبة، والسعي لإصلاح ما فسد من أمور العراق وفي مقدمتها تعديل الدستور وقانون المحافظات".
وكان السعدي اعتبر، في 21 كانون الثاني 2013، أن الخروج للتظاهرات والمشاركة بها "فرض عين" على كل عراقي باستطاعته الخروج "لنصرة المسلمين المستضعفين" في العراق.
وزار السعدي وهو أحد علماء الدين السنة البارزين، نهاية الشهر الماضي، ساحة الاعتصام في الانبار ووجه للمتظاهرين كلمة أكد فيها على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، معتبرا أن هذه التظاهرات "إسلامية وعراقية خالصة لا تمثل فئة أو طائفة أو محافظة معينة"، فيما اتصل رئيس الوقف الشيعي صالح الحيدري بالسعدي وشكره على هذه الكلمة.
وكان عدد من المحافظات العراقية قد هدد في وقت سابق، بإعلان إقليم مستقل احتجاجا على "سياسة الحكومة"، وما يتعرض له أهالي تلك المحافظات من عمليات إقصاء وتهميش.
وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى وبعض مناطق بغداد، منذ 25 كانون الأول 2012)، تظاهرات حاشدة شارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون أبرزهم محافظ نينوى اثيل النجيفي ووزير المالية رافع العيساوي، للمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة.