بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
انتشرت رائحة عبق الحزن في الأرجاء ، وهذه الليلة الحزن يفترس الكون على مصاب السلطان ، من هو السلطان الذي تغرب في بلاد الغرب ! ولماذا تغرب ، ، فيقال انه في ليلة السابع عشر من شهر صفر ، إن السلطان علي ابن موسى الرضا قبل أن يأتي الى أرض طوس قد ودع أهل بيته و أقاموا له العزاء والبكاء قبل أن تحل عليه هذه المصيبة ، خرج الإمام إلى أرض طوس ، أرض الغرباء بلا أهل ولا عشيرة ، وكان المأمون ألف لعنة عليه ، يرُسل خَدمته إلى الإمام طلبا منه الحضور الى قصره ، ؟ القصر الذي شهد على هذا الظالم والطاغي انه من قتل السلطان علي ابن موسى ..؟
تلك الأرض التي لو أمكنها أن تتكلم ، أو تهمس في إذن الإمام لا تذهب ، ولكنها المنية ؟ حيث تأخذ أبناء طه وياسين إلى مصائب ، وكأنه الدهر يجازيهم بالبلاء وهم أفضل الناس بعد رسول الله “ص” جرى الأمر وقد سُجل في سجلات المأمون هذه الجريمة العظيمة ، التي لم يخشى الله الذي يراه ، دس السم في العنب ، و طلب من الإمام ان يأكله و يدعي انه افضل عنب ، رحل الرضا وكأن شمساً قد هوت من فوق السماء باكية ، تبكي لمن تجرع مرارة الس
م واحشائه قد تقطعت من الألمِ ، بعدما تجرأت تلك الأيادي الظالمة على قتله ، لهفي لإبن المرتضى كيف يموت بالسمِ وهو سلطان العَرب والعجمِ ..
تذكر جده الشهيد وهو يتلوى من الألم فوضع راسه تحت التراب يعفره ، أأموت على الفراش وجدي مات تحت خيول العدا ، نزلت أملاك السماء حزنا على الرضا ، وقد غاب القمر حين اغمض عينه ، جاء من أقصى المدينة ابنه الجواد والانكسار والدمع في عينه ، كيف يُقتل ابن المصطفى وشبل المرتضى ؟ أُيعقل أن تعود مصائب آل محمد و بمصاب الغريب تجددت أحزان آل محمد ؟
هنا الحسين ؟ هنا علي المرتضى هنا المسموم ! هنا الزهراء تبكي على المسموم الغريب !
وكأن السماء قد اعلنت حداد الحزن في أرض طوس ، بأرض طوس رحل السلطان إلى ربه ، بعدما عانق السم احشائه الطاهرة ، فر اللعين مختبأ في قصره فرحا ، بموت الغريب ، ولا يعلم بان له في نار جهنم شجرة ك شجرة الزقوم .سيأكل منها و تتجرع كبده الم السم الذي أسقاه مولانا الرضا وله مختلف من العذاب ، يا سماء أشهدي على هؤلاء القوم انهم قد فعلوا به كما فعل آل أمية بجده الحسين ، وحتى آخر لحظات حياته وقبل أن تغمض عينه كان يتذكر جده الغريب ، ويتذكر عطشه و سبي النساء ، أغمض عينه وفاضت روحه الطاهرة الى جوار ربه ..
تزلزلت أرض طوس وشوارعها ، والشيعة تبكي على السلطان الغريب ، طوبى لأرض طوس احتوت جسد بضعة الزهراء ، الارض التي يحضرها مختلفٌ من الملائكة ، انطفأ الم السم ومات الإمام مسموما ، ونيران الحقد لازالت مشتعلة على آل محمد ، والاحزان تجدد بعد كل مصيبة ، والسماء تبكي والأرض لا نسمع إلا أنينها ..
السلام على الغريب ، سلطان الغرباء ، وأنيس النفوس المهمومة ، وشمس الشموس ، الإمام الذي دُفن بأرض طوس علي ابن موسى الرضا ..