بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
نقل الحكاية التالية آية الله العالم التقي الشيخ مرتضى الحائري اليزدي (رضوان الله عليه) على الصفحة الثالثة والخمسين من مذكراته المخطوطة، حيث كتب يقول ما ملخصه:
في ليلة صيفية نمت في ساحة داري في قم وأنا ضيق الصدر، فسمعت هاتفاً في عالم الرؤيا وهو يقول لي:
إذهب إلى مشهد الرضا زائراً والإمام (عليه السلام) يتكفل مصاريف سفرك.
وقد وقع في قلبي أن المقصود هو إمام العصر (عليه السلام)، لبيت هذه الدعوة وسافرت إلى مشهد الرضا (ع) وأقمت هناك حدود شهر ونصف الشهر... وقد نفد ما معي من المال، فاقترضت ثمن تذكرة العودة بالقطار من مال يعود لزوجتي، هو مبلغ ألف وخمسمئة تومان كان ثمن نسخة ثمينة للجزء السادس من كتاب (وسائل الشيعة) وهي نفيسة وعتيقة مكتوبة بخط مؤلفه الشيخ الحر العاملي وقد ورثتها زوجتي من والدها، أستاذي الجليل آية الله السيد محمد الحجة.. وكنت قد حملتها معي إلى مشهد الرضا فاشترتها مني العتبة الرضوية المقدسة بالمبلغ المذكور.. ومنه اقترضت ثمن تذكرة القطار.
وإلى تلك الساعة لم يكن هذا العالم الجليل قد ظهر له ما سمعه في منامه بشأن تكفل إمام العصر (عليه السلام) لمصاريف زيارته لمشهد الرضا (عليه السلام) رغم أنه كان على وشك العودة وقد اقترض لمصاريف إقامته مبلغاً من ابن عم له، يقول آية الله الحائري في تتمة حكايته:
مع اقتراب موعد حركة القطار ذهبت إلى الحرم الرضوي لأداء زيارة الوداع، وبعد إتمامها توجهت إلى ابن عمي المرحوم الشيخ (حسن علي دادجر) لأداء دين اقترضته منه لإقامتي في مشهد وقررت أن أسدده من المال الذي يعود لزوجتي ثمنا للكتاب المذكور، وفي الطريق كنت أحدث نفسي ممازحاً وأنا أهمهم قائلاً: لم أفهم بعد كيف تكفل مولاي الإمام بمصاريف سفري وقد نفد ما عندي واضطررت للإقتراض من أموال زوجتي على أن أسدد ديني لاحقاً.
وبمجرد أن خطرت هذه الفكرة في ذهني وقع في قلبي أن أذهب إلى منزل آية الله السيد محمد هادي الميلاني (رحمه الله) لعيادة السيد محمد الجزائري الذي كان قد أصيب في حادثة سير لكي أحمل إلى والده السيد صدرالله الجزائري في قم خبر سلامة وتحسن صحة ولده.
بهذه النية التي يحبها الله عزوجل ذهب الشيخ الحائري لعيادة السيد الجزائري في منزل السيد الميلاني الذي كان من مراجع الدين البارزين في مدينة مشهد المقدسة، والذي لم يكن الشيخ الحائري يقصد زيارته، يقول الشيخ في تتمة حكايته:
ذهبت إلى ديوانية آية الله الميلاني قدس سره فاستقبلني السيد الجزائري مسروراً وبحفاوة، فجاءني نجل السيد الميلاني السيد محمد علي وأصر هو وصهر السيد الجزائري عليّ أن أبقى قليلاً حتى يأتي المرجع الميلاني فاعتذرت وطلبت منهما أن يبلغاه سلامي لأنني على عجل من أمري فودعتهما وخرجت مسرعاً فصادفت آية الله الميلاني فسلمت عليه وودعته بسرعة معتذراً بموعد حركة القطار.
ثم ذهبت بسرعة إلى ابن عمي وأعطيته المال الذي اقترضته منه ثم توجهت إلى محطة القطار فوجدت السيد محمد علي الميلاني والسيد صهر السيد الجزائري بانتظاري وقد جاءا لتوديعي، وبعد الوداع صعدت القطار وجلست في مقعدي منه وإذا بالسيد محمد علي الميلاني يصعد قبيل حركة القطار، ووضع في يدي ظرفاً ونزل بسرعة وعندما فتحته وجدت فيه مبلغاً من المال وورقة كتب عليها يقول:
هذا المبلغ من المال ليس مني لكي أعتذر من قلته، إنه من الامام (عليه السلام) ومن سهمه المبارك.
إلى ذلك اليوم لم يكن مألوفاً أن يقدم أحد العلماء الإعتذار لأحد عند إعطائه مبلغاً من الحقوق الشرعية مهما كان مقدار هذا المبلغ، فكان هذا الإعتذار هو الأول من نوعه.
والطريف أن المبلغ الذي أرسله آية الله الميلاني قد غطى بالكامل مصاريف سفري هذا إلى مشهد الرضا (عليه السلام) وبضمنه ما اقترضته من أموال زوجتي، وقد زاد من هذا المبلغ خمسة قرانات انتبهت فيما بعد أنها تعادل أجرة العربة من محطة القطار إلى منزلي، فقد أعرضت عن ركوب العربة ورجحت الذهاب مشياً إلى المنزل!
وبذلك تحقق ما سمعته من الهاتف في عالم الرؤيا من أن إمام العصر(روحي فداه) قد تكفل بمصاريف سفري إلى مشهد الرضا (عليه السلام).