بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الرضا بالتدبير الالهي
قال مولانا الحجة المهدي أرواحنا فداه في رسالة بعثها الی ثاني سفرائه في غيبته الصغری ابي جعفر محمد بن عثمان معزيا له بوفاة والده والسفير الأول للإمام في غيبته الصغری الشيخ الجليل عثمان بن سعيد رضي الله عنه قال )عجل الله فرجه): إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ تسليماً لأمره ورضاءً بقضائه، عاش ابوك سعيداً ومات حميداً فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه (عليهم السلام)، فلم يزل مجتهداً في أمرهم ساعياً فيما يقربه الی الله عزوجل وإليهم، نضر الله وجهه وأقاله عثرته.
أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء، رزئت ورزئنا وأوحشك فراقه وأوحشنا، فسره الله في منقلبه، وكان من كمال سعادته أن رزقه الله عزوجل ولداً مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره، ويترحم عليه، وأقول الحمد لله، فإن الانفس طيبة بمكانك وما جعله الله عزوجل فيك وعندك، أعانك الله وقواك وعضدك وو فقك، وكان الله لك ولياً وحافظاً وراعياً وكافياً ومعينا.
روی هذه الرسالة المهدوية المباركة الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين، والتدبر فيها يهدينا الی مجموعة من الوصايا الضامنة لسعادة الدارين نشير اجمالاً الی أهمها في النقاط التالية:
أولاً: نجد في الرسالة وصية للمؤمنين بالأخذ بالآداب الشرعية عند مصيبة موت احد أعزائه وأهم هذه الاداب هي: أن يستذكر الحقيقة القرآنية المعبر عنها في قوله تعالی: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» وبها إبتدأ الامام رسالته
وهذه الآية تذكر الإنسان بأن الحياة الدنيا هي دار ممر لا مقر، وأن مجيء الإنسان إليها مرحلة من مسيرته من الله والی الله عزوجل، هذا أولاً، وثانياً أن يتحلی المؤمن في مثل هذه الحالات بالتسليم لأمر الله عزوجل والرضا بقضائه دون إعتراض لأن ذلك مفتاح الرقي في معارج الكمال، وقد ورد في الأحاديث الشريفة أن الله جلت حكمته يبتلي الإنسان بالبلاء فاذا صبر عليه إجتباه وإذا رضي به إصطفاه.
أما الوصية الثانية: في رسالة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه فهي التي يتضمنها قوله (عليه السلام) عن سفيره الأول: «عاش... سعيداً ومات حميداً فرحمه الله والحقه بأوليائه ومواليه عليهم السلام فلم يزل مجتهداً في أمرهم ساعياً فيما يقربه الی الله عزوجل وإليهم نضر الله وجهه وأقاله عثرته».
هذه العبارة تشتمل علی وصية مهمه وهي أن يكون إجتهاد المؤمن في إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) الذي فيه خير الخلق أجمعين وأن يكون سعيه فيما يقربه الی الله عزوجل واليهم عليهم السلام، والمراد بهذا التقرب أن يسعی في العمل بما فيه رضا الله ورضا أوليائه (عليهم السلام) من الأعمال الصالحة.
كما أن هذا التقرب المقدس يتحقق بالتخلق بأخلاقهم عليهم السلام الإلهية التي ينبغي أن يجتهد في التعرف عليها من مطالعه سيرهم والتدبر فيها وهذا التقرب المقدس هو مفتاح أن يعيش الإنسان سعيداً ويموت حميداً والأهم من ذلك أن يلحقه الله عزوجل بأوليائه عليهم السلام في الدنيا والآخرة.
كما أن في هذه العبارة وصية بحسن الدعاء للأموات وذكر محاسن فعالهم كما تلاحظون في عبارة الإمام (عليه السلام)