بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



لقد كان من سموِّ اخلاق الامام علي بن موسى الرضا(ع) انه اذا جلس على مائدته اجلس عليها مماليكه حتى السايس والبواب، وقد ضرب بذلك مثلاً رائعاً لالغاء التمايز بين الناس، وانهم جميعاً على صعيد واحد لا فرق لاحد منهم على الآخر الا بالتقوى.
قال للامام الرضا(ع) رجل والله ما على وجه الارض اشرف منك فاجابه الامام(ع) قائلاً: التقوى شرفتهم، وطاعة الله احظتهم. وقال له رجل: انت والله خير الناس، فرد عليه الامام(ع) قائلاً: يا هذا خير مني من كان اتقى لله عز وجل واطوع له والله مانسخت هذه الآية:
«وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم» (الحجرات، 13).
وهكذا ـ مستمعي الكريم ـ كان الامام الرضا(ع) قد تنكر لجميع مظاهر التعالي والتفوق على خلق الله تعالى، وهذه هي سيرة جده رسول الله(ص) وسيرة آبائه العظام الذين اعرضوا عن زهو الدنيا وزخرفها.