بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يوم على آل الرسول : عظيم
إن مولانا وسيّدنا الإمام الهُمام علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية والثناء كان يعلم باستشهاده ، وإنّه سيقتل مظلومآ غريبآ، وذلک لروايات وردت عن آبائه الطاهرين عن رسول الله 6، إضافة إلى العلم الإلهامي الإلهي له ، وإنّه قد أخبر جماعة من الناس ومن أصحابه بأنه سيدفن قرب قبر هارون العباسي بقوله 7: «أنا وهارون كهاتين » وضمّ بين إصبعيه السبابة والوسطى .
وحينما أنشد شاعره دعبل الخزاعي قصيدته التائية المعروفة في مأة وأحد عشر بيتآ والتي مطلعها:
تجاوبن بالإرنان والزفراتِ نوائحٌ عجم اللفظ والنطقاتِ[1]
إلى الحشر حتّى يبعث اللهُ قائمآ يُفرّج عنّا الهمّ والكُربات
وإنتهى إلى قوله :
مدارس آيات قدخلت من تلاوة ومنزل وحى مقفر العرصات
إلى أن قال :
وقبر ببغداد لنفسٍ زكيّة تضمّنها الرّحمن في الغرفات
فقال له الإمام 7: أفلا الحق لک بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتک .
فقال : بلى يا ابن رسول الله. فقال الإمام 7:
وقبر بطوس يالها من مصيبة ألحّت على الأفشاء بالزفرات
إلى الحشر حتّى يبعث الله قائمآ يفرّج عنا الهمّ والكُربات
فقال دعبل يا ابن رسول الله 6 هذا القبر الّذي بطوس قبر من هو؟
فقال الإمام 7: قبري ولا تنقضي الأيّام والليالي حتّى تصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري .
«ألا فمن زارني في غربتي بطوس ، كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورآ له »[2] .
وامّا الوارد من الأخبار عن أهل البيت : في بيان شهادته وقتله فمنها :
1 ـ عيون أخبار الرضا 7 (:2 258) وبحارالأنوار (:49 286) بسنده عن النعمان بن سعد قال : قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب 7: «سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسّم ظلمآ، إسمه إسمي ، وإسم أبيه إسم موسى بن عمران ...» الحديث .
2 ـ والعيون بسنده عن الحسين بن زيد قال : سمعت أباعبدالله جعفر بن محمد الصادق 7 يقول : «يخرج رجل من ولد ابني موسى إسمه إسم
أميرالمؤمنين 7 إلى أرض طوس ـ وهي بخراسان ـ يُقتل فيها بالسّم فيدفن فيها غريبآ...» الحديث .
3 ـ وفي العيون وأمالي الصدوق بسنده عن حمزة بن حمران قال : قال أبوعبدالله 7: «يُقتل أحد حفدتي بأرض خراسان ، في مدينة يقال لها طوس ...».
4 ـ وعن عبدالله بن الفضل الهاشمي : ـ في حديث ـ انه قال لرجل من أهل طوس : «سيخرج من صلبه ـ يعني موسى بن جعفر 7 ـ رجل يكون رضيً لله فى سمانه ، ولعبادة في أرضه ، يُقتل في أرضكم بالسّم ظلمآ وعدوانآ، ويُدفن بها غريبآ».
وامّا إخبار الرضا 7 بشهادته :
5 ـ في العيون بسنده عن أبي الصلت الهروي ، عن الرضا 7 في حديث : قال : «وما منّا إلّا مقتول ، وإنّي والله لمقتول بالسّم باغتيال من يغتالني ، أعرف ذلک بعهدٍ معهود من رسول الله 6 أخبره به جبرئيل ، عن ربّ العالمين ».
6 ـ وعنه أيضآ قال : سمعت الرضا 7 يقول : «والله ما منّا إلّا مقتول شهيد»، فقيل له : فمن يقتلک يابن رسول الله؟ «قال : شرّ خلق الله في زماني ، يقتلني بالسّم ، ثم يدفنني في دار مضيعةٍ وبلاد غربة ».
7 ـ وفي علل الشرايع والعيون وأمالي الصدوق والبحار بسندهم عن أبي الصلت الهروي ـ في حديث إقتراح الخلافة وولاية العهد من قبل المأمون للإمام
الرضا 7ـ قال الرضا 7 :«والله لقد حدّثني أبي عن آبائه عن أميرالمؤمنين 7 عن رسول الله 6: إني أخرج من الدنيا قبلک مقتولا بالسّم مظلومآ، تبكي عليّ ملائكة السماء وملائكة الأرض ، وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون الرشيد».
فبكى المأمون ثم قال له : يابن رسول الله، ومن الّذي يقتلک أو يقدر على الإساءة إليک وأنا حيّ؟!
فقال الرضا 7: «أما إنّي لو أشاء أن أقول من الّذي يقتلني لقلت » الحديث .
8 ـ وعن الحسن بن الجهم ، قال : قلت له 7: يا بن رسول الله 6، الحمد لله الذي وهب لک من جميل رأي أميرالمؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لک ، وقبوله لقولک .
فقال 7: «يابن الجهم ، لا يغرّتک ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع منّي ، فإنه سيقتلني بالسّم وهو ظالم لي ، أعرف ذلک بعهدٍ معهود اليّ من آبائي ، عن رسول الله 6، فأكثم هذا ما دمت حيّآ».
قال الحسن بن الجُهم : فما حدّثت أحدآ بهذا الحديث إلى أن مضى الرضا 7 بطوس مقتولا بالسُّم ، ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي ، في القُبّة الّتي فيها قبر هارون الرشيد إلى جانبه .
وفي هذا المضمار غيره من الأحاديث الشريفة إلى تدلّ بوضوح على قتل الإمام 7 وشهادته بالسّم ، وعلى قاتله وهو المأمون العبّاسي لعنة الله.
[1] () الإرنان : صوت البكاء وعجم اللفظ : لا تفصح .
[2] () إعلام الورى : 329 ـ 330، وفي العيون : :2 263.