،،،،
《محرقة الهولوكوست تفاصيل لا يمكن نسيانها》
كانت كلمة الهولوكوست على مر التاريخ تأخذ معنى تقديم ذبيحةٍ على مذبح، إلا أنها في عام 1945 أخذت معنىً رهيبًا مختلفًا عن السابق وأصبحت كلمة تدل على مجزرةٍ جماعيةٍ لنحو 6 مليونٍ يهوديٍّ أوروبيٍّ على يد النظام النازي الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.
▪حول مجزرة الهولوكوست
تشير مجزرة الهولوكوست إلى تلك المحرقة الشهيرة التي قامت بها الحكومة الألمانية النازية خلال الحرب العالمية الثانية ضد أكثر من 6 ملايين من النساء والأطفال والرجال اليهود، إلى جانب ملايين من غير اليهود والغجر والمثليين وغيرهم.
حيث ادّعى النازيون أنّ هذه المجزرة هي الحل لمشكلة اليهود، ولم تكن المعارك ضد اليهود جديدةً ولم تكن أيضًا هذه المحرقة هي الأولى من نوعها بل تعود الحرب ضد اليهود إلى فتراتٍ تاريخيةٍ قديمةٍ، ولكنها الأولى على يد النازيين وبهذا الحجم، حيث خاضت ألمانيا حينها حربين؛ الحرب الأولى هي الحرب العالمية الثانية والحرب الثانية هي الحرب العنصرية ضد اليهود، فقد أحرق النازيون جثث اليهود في محارقٍ جماعيةٍ لإبادة آثارهم.
▪ما قبل الهولوكوست
بدأ الأمر مع استلام النازيين للحكم، حيث أنشؤوا معسكرات اعتقالٍ للمعارضين السياسيين والإيدولوجيات المختلفة، وتزايد هذا النوع من المعتقلات وتطورت أساليب التخلص من اليهود والمعارضين لتصل ذروتها قبل الحرب العالمية الثانية، حيث كانت الحكومة تعتقل اليهود والغجر وغيرهم من ضحايا العنصرية في معسكراتٍ خاصةٍ.
ورغبةً من الحكومة في مراقبة اليهود والقدرة على التحكم بهم والسيطرة عليهم، قامت بترحيلهم إلى معسكراتٍ جمعتهم بها، وكانت هذه المعسكرات تجبر اليهود على العمل غير المأجور، وأنشأ النازيون مثل هذه المعسكرات في مختلف المناطق التي احتلوها بهدف استغلال اليهود وغيرهم من الجماعات التي يرغب النازيون باستغلالها.
ومنذ بدايات الحرب العالمية وبدايات الغزو السوفييتي، بدأت عمليات القتل الجماعي لليهود والغجر وبعض مسؤولي الدولة وأعضاء الحزب الشيوعي السوفييتي، إلى جانب ترحيل اليهود من ألمانيا.
▪أسباب الهولوكوست
كانت أفكار هتلر النازي تدور حول نقطتين أساسيتين هما:
- التوسع الإقليمي: أي زيادة الرقعة الجغرافية المخصصة للشعب الألماني.
- التفوق العرقي: أي تصفية العرق الألماني من كل عرقٍ آخر غير مرغوبٍ.
كانت نظرة النازيين إلى اليهود تقوم على أنهم عرقٌ ملوثٌ للمجتمع وأراد الألمان التخلص منهم ومن كل ما يمكن أن يكون خطرًا على الألمان، حيث عارض النازيون الأفكار والقيم التي جلبها اليهود وطبقوها، إلى جانب سعي النازيين إلى القضاء على المعارضين السياسيين أيضًا.
▪تفاصيل الهولوكوست
بدأ الألمان عمليات الترحيل في أواخر عام 1941 ووضع المرحلين في معسكرات الاعتقال بدءًا من العجزة وكبار السن والمرضى والضعفاء وكل من يجدهم الألمان أقل مستوى منهم، ثم بدأت عمليات القتل الجماعي من معتقل بيلزك في 17 مارس 1942، وبنوا خمسة مراكز قتلٍ جماعيٍّ أخرى في بولندا المحتلة وهي تشيلمنو وسوبيبور وتريبلينكا وماجدانيك وأوشفيتز-بيركيناو، واستمرت عمليات القتل بهذا الشكل ما بين عامي 1942 و 1945.
انتشر ترحيل اليهود في كافة أوربا حيث تم ترحيلهم من ألمانيا إلى كافة المناطق التي خضعت لسيطرة الألمان في الحرب، وكانت أكبر عمليات الترحيل هي ترحيل 300 ألف يهودي من حيٍّ واحدٍ لليهود في وارسو دفعةً واحدةً.
حاول النازيون تنفيذ القتل الجماعي بشكلٍ سريٍّ إلا أن ضخامة العدد الذي قتلوه جعلت السرية أمرًا مستحيلًا، حيث نقل المراسلون الحربيون الأخبار عن المذابح إلى حكوماتهم والتي واجهت ألمانيا بالحقائق في ظل الصمت الذي أبدته الحكومة الألمانية حول القتل الذي تقوم به، ولم يكن الأمر قابلًا للتصديق في البداية حيث لم يتوقع أحدٌ قيام مثل تلك الجرائم أبدًا.
يذكر أن أكبر معسكرات القتل الجماعي كان معسكر أوشفيتز والذي قُتل فيه أكثر من مليوني شخصٍ عن طريق الإعدام بالغاز، ولم يكن الغاز وحده سبب الوفيات بل مات الكثيرون من الجوع والمرض، وبعد إعلان النصر السوفييتي تزايدت عمليات القتل وكان يقتل حوالي 12 ألف يهوديٍّ كل يومٍ.
▪ضحايا الهولوكوست
لم تقتصر الهولوكوست على اليهود كما يشاع عنها، بل قتل النازيين في تلك الفترة كل الجماعات التي لم تكن تروق لهم ومن أشهر الضحايا النازية:
- اليهود.
- شعب الغجر.
- الشعب السلافي وخاصةً الموجودين في الاتحاد السوفييتي وبولندا ويوغوسلافيا.
- المعوقون.
- المثليون الجنسيون.
- السود.
- الشهود.
- المعارضون السياسيون
،،،،