دوائرُ حولَ الدوائرِ، لو كان قلبي مَعَكْ قطعتُ مزيداً من البحرِ. ماذا أصابَ الفَرَاشَ،
وما صَنَعَ النبعُ بالفتياتِ الصغيرات؟ ماذا دهانا؟
لندخل هذا العناقَ السرابَ .. العناقَ السرابَ السرابْ
ونحن على مشهدٍ لا يُكَرِّر إلاّ حضورَ الغيابْ
تماثيلَ تُحصى، حصى، مشمشاً، شارعاً، شارعين. وبابْ
يطلُّ على خُطْوةٍ لم تصلْ بعدُ. ماذا أصاب الوهجْ
وما فعل الليلُ بالعتباتِ الأليفةِ؟ ماذا دهانا؟
لتنفصلَ العينُ عن نظرةٍ صَوَّبَتها؟ أحين تمدُّ الجذورْ
رسائلَها في الفضاءِ لتمتدَّ فينا يغيبُ الحضورْ؟
غيابٌ حُلوليَ في كُلِّ دارٍ. غيابٌ بلادٌ أُشيّدها في اللغهْ
غيابٌ دخوليَ في الروحِ. لاشيءَ فيَّ. غيابٌ غيابْ.
إذا غَفَر اللهُ للأنبياءْ
وعادوا إلى الأرضِ من ملكوت العقيدهْ؛
إذا غَفَر اللهُ للسجناءْ
وعادوا إلى البيت من رحلةٍ في مساء القصيدهْ
إذا غَفَر اللهُ للشهداءْ
وعادوا إلى الأهل من جنَّة الكلماتِ البعيدهْ
فهل تغفرُ الأمُّ لي
رحيلي إلى امرأةٍ ثانيهْ؟
دوائرُ حول الدوائِر، دعني أُفسِّرْ لكَ الحادثهْ
حلمتُ، كما كُنْتَ تحلم، أَن حزيران أقسى الشهورْ
وأَنَّ الكلام الذي يتكرَّرُ فينا لكي نتبعهْ
هو الكارثهْ.
حلمتُ، كما كنتَ تحلمُ، أن البحيرات زرقاءُ خلف يديَّ وخلفَ يديكْ.
وأن الطريق المعاكسَ أقربُ منّي إليَّ، وأقربُ منكَ إليكْ،
وأَن لحريتي رمزَ تموزَ والزوبعهْ
حلمتُ فَطِرْتُ لأدخل، ثانيةً، في الجذورْ
وغبتُ لأُحضِرَ كلَّ هدايا اللغهْ
إليكْ ..
وكدتُ أعود قُبَيْل انبثاق الفراقْ
ولكنَّ حادثةَ الوهم تمَّتْ، وتَمَّ احتراقُ البُراقْ.
على شارع عجَّ بالحالمين،
وبالرحلة الثالثهْ.
إذا ضَلَّت الروحُ خارجَها
ضَلَّتْ روحَ داخلها.
أسمِّيك نرجسةً حول قلبيَ
لو كان قلبي معكْ،
وأودعتُهُ خَشَبَ السنديانِ،
لكنتُ قطعتُ الطريقَ بموتٍ أقلَّ ...
أما من وراءٍ؟ أما من أمامٍ؟ أما من صعود؟
أما من هبوط؟
أما آن للفارس الحُرِّ أن يتوسَّدَ ظِلاً
وأن يشتري قبرَهُ قبل أن ينفدَ القفرُ. ماذا دهانا
أما كان من حقِّنا أن نُصَدِّق امرأةً واحدهْ
وأُسطورة واحدهْ؟
حرامٌ علينا مكاشفةُ الذات. هل ترقص الباسادوبلي
وتعبر في شارع المومساتْ؟
أما كان من حَقِّنا أن نواصل ذاك الضحكْ
وكَسْرَ الزجاجاتِ في شارع الليل حين يموتُ الملكْ؟
لنا الذكرياتُ، وللغزوِ ترجمةُ الذكرياتِ إلى أسلحهْ
ومستوطناتْ.
أما زلت تؤمن أن القصائد أقوى من الطائراتْ؟
إذن، كيف لم يستطع امرؤ القيسِ فينا مواجهة المذبحهْ؟
سؤالي غلطْ
لأنَّ جروحي صحيحهْ
ونطقي صحيحٌ، وحبري صحيحٌ، وروحي فضيحهْ
أما كان من حَقِّنا أن نكرّس للخيل بعضَ القصائد قبلَ انتحار القريحهْ؟
سؤالي غلطْ
لأني نمطْ
وبعد دقائقَ أشربُ نخبي ونخبكَ من أجل عامٍ سعيدٍ جديدٍ جديدٍ سعيدٍ
جديدٍ سعيدْ.
إذا ضلَّت الروحُ خارجَها
ضلَّتْ روحَ داخلِها.
سنكتبُ، لا شيء يثبت أني أُحبك غير الكتابهْ
أُعانق فيك الذين أحبوا ولم يفصحوا بعد عن حُبِّهم.
أُعانق فيك تفاصيل عمر توقَّفَ في لحظةٍ لا تشيخُ
هنا قلبُ أُمّي. هنا وجهُ أُمِّك.
هنا أوَّل الشِعْرِ والسخريهْ.
هنا أول السُلَّم الحجريِّ المؤدّي إلى الله والسجن والكلمهْ.
هنا نستطيع انتظارَ البرابِرة المؤمنين بجحشٍ توقف في أرضنا قبل ميلاد عيسى
عليه السلام،
وأسَّس دولته بعد ألفي سنهْ.
أتحسب أن الزمانَ يُضَيِّعُ حَقَّ الحمير بقتلِ العربْ؟
سنكتب، لا شيء يثبتُ أنَّ الزمانَ طويلُ اللسانِ سوى الكلمات التي لا تَصُدُّ
سوى موتِ
صاحبها
فقُلها
وقُلْها
وخفِّفْ عن القلبِ بعضَ التلوّثِ والأسئلةْ
وقُلْها
وخفِّفْ عن الناس ساديَّة العصرِ والأخوة – القَتَلَهْ
سنكتب من غير قافيةٍ أو وطنْ
لأنَّ الكتابة تثبت أني أُحبكْ،
وأنَّ لأُمي حقاً بقلبكْ
وأنَّ يديك يدايَ، وقلبيَ قلبُكْ!