،،،،
《معلومات عن جزيرة سقطرى》
سقطرى (Socotra) أرخبيل صغير يقع شمال غرب المحيط الهندي بالقرب من خليج عدن، إلى الجنوب من شبه الجزيرة العربية، ويبلغ طوله 250 كم، من الغرب إلى الشرق، وهو امتدادٌ للقارة الإفريقية على طول القرن الأفريقي.
يتكون الأرخبيل من جزيرة سقطرى الرئيسية، التي تبلغ مساحتها حوالي 3600 كم2، وهي أكبر جزيرة في العالم العربي من إجماليٍّ يُقَدَّر بنحو 258 جزيرة، بمساحة 6811 كم2، والجزر الأصغر الثلاث عبد الكوري، وسمحة، ودرسة، ونتوءات صخرية صغيرة مثل كال فرعون وصابونية وهي غير صالحةٍ للحياة، ولكنها مهمةٌ لطيور المنطقة، تتربع الجزر على ضفافٍ من الشعاب المرجانية الساحرة.
تتنوع التضاريس في الجزيرة بين هضبة جيرية تتخللها الكهوف الكارستية، وجبال الحجر التي تقع في الجزء الداخلي منها، وتحيط بها السهول الساحلية الضيقة في الشمال وسهول أكثر اتساعًا في الجنوب.
▪جزيرة سقطرى قديمًا
اعتقد الفينيقيون أن سقطرى موطن طائر الفينيق الأسطوري، وآمنوا برحلةٍ يُحلّق فيها إلى مصر الجديدة مرةً كل 500 عامٍ ليستعيد شبابه، وقد ذكر هيرودوتس (Herodotus)، وبلينيوس الأكبر (Pliny the Elder) هذه الأسطورة، كما سرد ديودور الصقلي (Diodorus Siculus) تفاصيلَ دقيقةً عن الجزيرة. كما ورد ذكرها في التراث العربي على أنها مسكن الرَخ (Roc)؛ وهو الطائر العملاق الأسطوري في رحلات السندباد البحري.
كانت سقطرى نقطة توقفٍ منتظمة على الطرق السريعة للتجارة البحرية، وقد أكّدت ذلك نقوشٌ لتجار هنود وأثيوبيين وعرب تعود لقرونٍ مضت، عثر عليها على صخور كهف هوك شمال الجزيرة القديمة، وقد اشتهرت منذ القدم بأنها مركزٌ لإنتاج المواد المستخدمة في الطقوس الدينية كاللبان والبخور.
يُقال أنّ اسمها مشتقٌ من كلمتي سوق وقطرة، وهي قطرة دم التنين العربي، في إشارةٍ إلى راتينج أشهر أنواع الأشجار على الجزيرة، فيما عرفت مصر القديمة سقطرى بأنها جزيرة الجنّي، روح الشجرة المقدسة، التي استخدموا صمغها في التحنيط، وقرابين المعابد والطب.
▪السُّكان في سقطرى
سادت الديانة المسيحية في الجزيرة فترةً طويلةً من الزمن، لكنها اختفت في القرن السابع عشر، وقد حكمها ولزمنٍ طويلٍ سلاطين المهرة في جنوب شرق اليمن، وانقطع حكمهم للجزيرة بسبب الاحتلال البرتغالي بين 1507 و1511، وفي الثمانينيات من القرن التاسع عشر، قبل السلطان الحماية البريطانية للسلطنة بأكملها، التي انتهى عهدها في عام 1967، لتصبح سقطرى جزءًا من اليمن الجنوبي المستقل، ومن ثم اليمن الموحّد.
يعمل سكان سقطرى في صيد الأسماك والغوص بحثًا عن اللؤلؤ والزراعة على نطاقٍ صغيرٍ. في الداخل، يرعى البدو الماشية والحيوانات الأخرى ويزرعون بعض المحاصيل، ومن حيث التجارة، تشمل صادرات الجزيرة السمن والأسماك والبخور.
▪التّنوّع البيولوجي لسقطرى
أسباب التنوع البيولوجي على الجزيرة
كانت وما زالت جزيرة سقطرى محطَ اهتمام علماء الأحياء لفرادة تاريخها الطبيعي، فقبل 18 مليون سنةٍ انفصلت عن قارة ما قبل التاريخ المعروفة جيولوجيًّا باسم غوندونا (Gondwana) العظيمة، حاملة معها أشكال فريدة من نوعها من الكائنات الحية، وأمنّت لها موطنًا معزولًا، ليتواصل تطوّر أشكال مدهشة للحياة.
تبعد سقطرى 320 كيلومترًا تقريبًا عن بر اليمن، أمطارها قليلة، والأراضي المنخفضة حارة وجافة، تتلاقى الغيوم مع قمم الجرانيت في جبال الحجر التي ترتفع إلى 1500 م فوق سطح البحر. طوّرت النباتات على هذه الجبال حيلًا لاستخراج الرطوبة من السحب والضباب المتراكم على الصخور، ونتيجةً لذلك، تعد الجبال موطنًا لأنواعٍ خاصة في هذه المنطقة الجبلية وحدها، شجرة دم التنين أو دم الأخوين (Dracaena Cinnabari) رمز الجزيرة، تبدو كالمظلة المقلوبة، لأنها تستخدم فروعها المقلوبة لجمع الرطوبة من الضباب.
▪النباتات في جزيرة سقطرى
يعيش على أرض الجزيرة 825 نوعًا من النباتات، منها 307 أنواع مستوطنة (لا توجد في أي مكانٍ آخر من العالم) أشهرها:
- شجرة دم التنين (Dragon Blood) المعروفة بدم الشقيقين، من الأنواع المستوطنة في جبال الحجر النائية، سميت باسم العصارة القرمزية التي تسيل منها، وتستخدم لأغراضٍ طبيةٍ وتجميليةٍ، يقول السقطريون أنّ الرومان استخدموه لمعالجة جرحاهم.
- وردة الصحراء (Adenium Socotranum) أشجار غريبة تشبه أرجل الفيلة مع زهور وردية أعلاها.
▪الحيوانات في جزيرة سقطرى
على جزيرة سقطرى يعيش 192 نوعًا من الطيور البرية والبحرية، 44 منها تتكاثر في الجزر و85 مهاجرة بانتظامٍ، بما في ذلك عدد من الأنواع المهددة بالانقراض، منها:
- الرخمة المصرية (Egyptian Vulture)، من الطيور القمَامة (الزبًالة)، ورؤيته مألوفة لدرجة أن السكان المحليين يطلقون عليها اسم البلدية.
- درسة سقطرى (Emberiza Socotrana) توجد في المراعي العشبية العالية في هضبة ديكسام، وهي مدرجةٌ في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) للأنواع المهددة.
▪الحياة البحرية للجزيرة
تتنوّع الحياة البحرية في سقطرى كما تتنوع الحياة البرية، إذ يعيش على الجزيرة 34 نوعًا من الزواحف، 90% منها مستوطنة، و96 نوعًا من القواقع البحرية 95% مستوطنة، كما يوجد 253 نوعًا من الشعاب المرجانية، و730 نوعًا من الأسماك الساحلية، و300 نوعٍ من سرطان البحر وجراد البحر والروبيان، وبفضل هذا التنوع الحيوي، أدرجتها اليونيسكو عام 2008 في قائمة مواقع تراث العالمي.
سُقَطرى كنزٌ من التنوع البيولوجي، وملجأ لأحياء انقرضت في مناطقَ أخرى من العالم. ظلت محمية فترةً طويلةً برعاية أهلها، إلا أنها الآن باتت عرضةً للنزاعات الجيوسياسية ومتطلبات التنمية وتغير المناخ، فمن يحميها؟
،،،