من لهج قلبه بحب الدنيا ألتاط منها بثلاث:
هم لايغبة, وحرص لايتركه. وأمل لايدركه .... (الامام علي)
من لهج قلبه بحب الدنيا ألتاط منها بثلاث:
هم لايغبة, وحرص لايتركه. وأمل لايدركه .... (الامام علي)
أعترفي لي كما اعترفتي له أيتها البكماء
الآية في سياق الحديث عن موسى النبي وقومه ... والمعروف ان القص القرآني له وظائف في السياق ... ولعل من هذه الوظائف هو اخذ العِبرة مع اشتمالها على مضمر الوعد والوعيد ...
المهم هنا هو مقاربة الآية مقاربة قرائية منتجة ... من خلال ربط الدوال بمدلولاتها وكيفية توظيفها في السياق القرآني .... وعليه نفهم ..
ان السامري لم يكن شخصاً عادياً ... بل كان قيادياً وذا كلام مسموع عند هؤلاء القوم .. وهذا يتضح من قوله (بصرتُ بما لم يبصروا) ... وقد استخدم الفعل (بصر) وبما يوحي الى البصيرة القائمة على القراءة او بمعنى آخر يمكن ان نسميه الاجتهاد .... ووهذا ما يجعلنا امام اعتباره مجتهداً او على اقل تقدير انه من الشخصيات المهمة في قوم موسى...
هم كلتيله بعد عمري
لا ضمين واحجيلي
الآية في سياق الحوار بين موسى النبي وبين السامري ... على الرغم من ان موسى هو الحاكم الذي يجب على القوم اتباعه ... الا انه لم يستعمل صلاحياته الحاكمة هنا ... بل اراد ان يسمع من السامري وجهة نظره ... واراد مكاشفته امام القوم ... وبيان سوء اجتهاده بالحوار ... دون استخدام القوة في انهاء الامور مع توفر الامكانية في فعل ذلك ...
فموسى لم يستعمل سلطته .. بينما نرى السامري قد استعمل سلطته في فرض ما اجتهد به على الاخرين ... وهذا ما يدل على انه مجتهد وله شأن في ذلك الزمان ... سلطته في فرض بصيرته والتي الغت اي بصيرة غيرها ... وهو ما يمكن تفسيره بانه مصادرة للرأي الاخر ... ولربما يعني في ظلاله الآخرى ولاية موازية لولاية النبي التي اوجبها الله على العالمين ... فهو استخدم اجتهاده وجعل منه ولاية سمحت له الغاء الآخر ... الآخر نائب النبي/هارون والاخرين /القوم ...
والسؤال المطروح هنا ... ما وجه هذه الولاية التي استعملها السامري؟؟؟
لعل من الثابت هنا ان نؤشر ان للسلطة الدينية قوة كبيرة على وجدان الامة ... ولهذا لم يدخر الطواغيت بمختلف عناوينهم جهداً في سبيل اضفاء هذه السلطة على انفسهم ... ولاجل ان يحتفي السامري بهذه السلطة التي تؤسس الولاية على الامة ... قرَنَ فعل ايجاد العجل بقبض قبضة من اثر الرسول ... فاسبغ القدسية على فعله بهذه القبضة .. وهو ما مكنّه من اتمام فعله بصورة كاملة ....
لكن المفارقة هنا هو في التلاعب بالمفاهيم .... والاعتماد على خداع الامة بصورة كاملة ... ففي انتظار رجوع النبي/المقدس ... وبوجود نائب النبي/هارون ... وبهذا فقد تم تجاوز المقدس الحي الى المقدس الجامد ... وجعل القداسة مختصّرة في قبضة تراب من اثره ... وهو التفاف على مفهوم القداسة ومصادقها ..