اكتشف ألكسندر فلمنج عام 1928، عن طريق الصدفة، أول مضاد حيوي في العالم عندما ظهر عفن غريب في أحد أطباق تجاربه قضى على جميع الفيروسات التي حوله، لتشكل هذه الحادثة حدا فاصلا في عالم الطب والصحة.
وقام العلماء في ذلك الوقت بتجميد العفن الأصلي الذي ظهر في طبق فلمنج، بهدف الحفاظ عليه ودراسته بشكل معمق والاستفادة منه مستقبلا.
وبعد 92 عاما من التجميد، قرر مجموعة علماء إعادة إحياء عينة من فطريات فلمنج، وقاموا بتسجيل الرقم التسلسلي لحمضه النووي، بهدف مساعدتهم في تطوير مضادات حيوية جديدة، لكن النتائج التي لاحظوها كانت غريبة بعض الشيء.
وقال العالم والاستاذ الجامعي في “أكسفورد” تيم باراكلو: “بعد هذه الفترة الطويلة التي قضاها العفن بالتجميد، ينمو مرة أخرى بكل بساطة”.
وأضاف باراكلو: “ما عليك سوى أخذ قطعة صغيرة من العفن المجمد في هذا الأنبوب ووضعه في طبق مناسب وسينتشر بسرعة كبيرة”.
وعبر العالم عن دهشته، قائلا: “لقد أدركنا، أنه لم يقم أحد بتسجيل تسلسل جينوم هذا البنسلين الأصلي، على الرغم من أهميته التاريخية للتجارب”.
واستخدم الفريق المعلومات الجينية لمقارنة البنسلين المنتج في عهد فلمنج مع سلالتين من البنسلين في أمريكا تستخدم على نطاق واسع لإنتاج المضادات الحيوية الصناعية.
ولاحظ الفريق وجود اختلاف بين النوعين، من حيث المعلومات الجينية، بين البنسلين التي ينتجه العفن الأصلي الأول وبين البنسلين المصنع، وهو ما خالف توقعاتهم، بحسب البحث المنشور في مجلة “Scientific Reports”.
ونوه الباحث إلى أن الهدف من هذه العملية هو البحث عن الاختلافات التي تطورت بشكل طبيعي في أنواع المضادات الحيوية المختلفة والتي من شأنها أن تلقي الضوء على كيفية تعديل إنتاج المضادات الحيوية في المستقبل للمساعدة في “المعركة ضد الجراثيم والفيروسات”.