مصطلح جامع للفرق التقليدية من اليهودية الحاخامية المعاصرة. عَقَديًّا، تمتاز اليهودية الأرثوذكسية بأنها ترى أن التوراة المكتوبة والشفهية موحيَتان من الله حرفيًّا على جبل سيناء وأنها تواترت إلينا منذئذ بصدق ودقة.
تدافع اليهودية الأرثوذكسية من ثم عن المحافظة الصارمة على الشريعة اليهودية أو الهالاخا، بشرط ألا تفسّر هذه الشريعة إلا بالطرائق التقليدية وباتباع الاستمرارية التي وصلتنا عبر العصور. ترى اليهودية الأرثوذكسية النظام الشرعي قائمًا على وحيٍ ثابت غير منسوخ، بعيدٍ عن أي تأثير خارجي أو تاريخي. وعلامة الأرثوذكسية اليهودية: طاعة الإله وفروض الهالاخا الأخلاقية وغيرها، وهذا أهم من أي مسألة نظرية. من العقائد الرئيسة الأخرى الإيمان بقيامة أجسام الموتى في المستقبل، والثواب والعقاب للبر والفاجر، واصطفاء بني إسرائيل شعبًا مرتبطًا بعهد مع الله، وأن العهد المسيحي قادم وسيحكمه ملك مسيح يسترجع معبد بيت المقدس.
ليست اليهودية الأرثوذكسية طائفة مركزية. العلاقات بين المذاهب في اليهودية الأرثوذكسية متوترة، وتُعد حدود الأرثوذكسية موضع جدال شديد ونقاش كبير. يمكن تقريبًا تقسيم اليهودية الأرثوذكسية إلى يهودية الهاريدي (وهي أرثوذكسية جدًّا)، وهي أكثر محافظة وانعزالًا، واليهودية الأرثوذكسية الحديثة، وهي أكثر انفتاحًا على المجتمع الخارجي. قامت كل فرقة من هاتين الفرقتين على تيارات مستقلة. وكلاهما رسميًّا اختزاليّ، يرى أن الأرثوذكسية ليس مجرد تيار آخر من اليهودية، بل هو المذهب الصحيح من اليهودية نفسها.
ومع أن الحركة تعتنق أفكارًا تقليدية، فإنها ظاهرة حديثة. وكانت هذه الظاهرة نتيجة انهيار المجتمع اليهودي الذي حكم نفسه بعد القرن الثامن عشر، وشكّلها الصراع الفكري ضد ضغوط التنوير اليهودي وبدائل العلمنة والتجديد التي نالت أتباعًا أكثر. يعد الأرثوذكس المحافظون شرعيًّا والمتنبّهون عقَديًّا أقلية صغيرة من اليهود، ولكن إلى جانبهم العديد من غير المحافظين المتأثرين بهم أو الذين ينتسبون إليهم. وبالإجمال تعد اليهودية الأرثوذكسية أكبر مجموعة يهودية دينية، ويقدّر أن أتباعها المحافظين أكثر من مليونين، وإلى جانبهم عدد يكافئ هذا من الأتباع الاسميين أو الداعمين.