من المنطقي أن نقول: إن عام 2020 هو عام لا يُنسى بسبب جائحة فيروس كورونا وما تبعها من حالات إغلاق أثرت في الجميع على مستوى العالم، ولكن مع ذلك يعتبر عامًا مميزًا في المجال التقني حيث ظهرت الكثير من الخدمات والأجهزة الجديدة، ومنها: الهواتف الذكية الرائدة، والكاميرات الرقمية المميزة، وطُرز منصات الألعاب الجديدة.
ففي شهر سبتمبر الحالي فقط أُعلن عن الكثير من المنتجات التقنية الجديدة، وأَطلقت شركات التقنية الكبري أجهزتها المنتظرة، مثل: منصات الألعاب Xbox Series X و PS5 وكاميرا Sony A7S III من سوني التي تعمل بشاشة تعتمد على اللمس، وهاتف Galaxy Note 20 Ultra من سامسونج.
والآن مع قرب نهاية شهر سبتمبر، فإن المنتج الأكثر ترقبًا هو هاتف آيفون القادم من آبل، الذي يُشاع أنه سيحمل اسم (آيفون 12) iPhone 12 وتشير التسريبات والشائعات إلى أنه سيأتي بمجموعة كبيرة من الميزات الجديدة، مثل: معدل التحديث العالي، وأحجام مختلفة، ومعالج A14 القوي، لكن الإضافة المهمة هي: دعم شبكات الجيل الخامس 5G.
ولكن مع ذلك، فإن آبل ستواجه موقفًا لم تجد نفسها فيه من قبل، لأن نشر شبكات 5G سيكون خارج سيطرتها، وستكون في أيدي شركات الاتصال اللاسلكية، ومن ثم قد تختلف تجربة اتصال 5G في هاتف آيفون 12 بشكل كبير من منطقة لأخرى، وهو موقف غير عادي لشركة آبل المعروفة بتحكمها في صياغة كل جانب من جوانب منتجاتها تقريبًا، من الأجهزة إلى البرامج.
فعلى سبيل المثال: نجد في الولايات المتحدة أن مدى انتشار شبكات 5G يتفاوت من مدينة إلى أخرى، واعتمادًا على شركة الاتصال اللاسلكي يأتي اتصال 5G بمجموعة متنوعة من الترددات، بعضها يوفر سرعات مذهلة حقًا، بينما البعض الآخر يتمتع باتصال مستقر، ولكنها توفر سرعات ليست أسرع بكثير من شبكة 4G LTE، وبعض أجزاء الولايات المتحدة لديها تغطية شبكة 5G من جميع شركات الاتصالات اللاسلكية الكبرى، وبعضها الولايات ليس لديها تغطية 5G على الإطلاق.
هل هذا يعني أن اتصال 5G سيحدد نجاح هاتف آيفون 12 أم لا؟
من حيث المبيعات، بالطبع لا، فمن المحتمل أن تبيع آبل الملايين من هاتف آيفون 12 الجديد، لكن هذا لا يعني أن كل من يشتري هاتف آيفون 12 سيحظى بتجربة رائعة في الاتصال بشبكات 5G والعمل عليها.
حيث سيؤدي وجود مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، من المستخدمين الجدد الذين يتصلون بالإنترنت، إلى زيادة هائلة في حركة المرور على شبكات 5G التي لا تزال في مهدها، ومن ثم هناك احتمال كبير أن يحصل كثير من الناس على تجربة سيئة عند الاتصال بشبكة 5G وهم يستخدمون هواتف آيفون 12 الجديدة.
ولكن لماذا تقوم آبل بإصدار هاتف ذكي يدعم شبكات 5G الآن وهي ليست جاهزة بعد؟
باختصار، الشركة مجبرة على ذلك حتى لو لم تكن شبكات 5G جاهزة بالكامل الآن، وذلك لأنه في غضون عامين، ستكون شبكات 5G هي الطريقة التي سيتصل بها معظم مستخدمي الهواتف الذكية بالإنترنت، وفي هذه الفترة الانتقالية سيظل بإمكان أي مستخدم لهواتغ آيفون 12 الاتصال بشبكة 4G LTE التي لا تزال شبكة سريعة وآمنة تمامًا.
كما أن هاتف آيفون 12 هو منتج يتوقُ الكثيرون لامتلاكه، ويتطلعون إلى تجربة الاتصال بشبكات 5G من خلاله، وهذا لا يعني أن هواتف سلسلة آيفون 11 ليست رائعة، ولكن دعم هاتف آيفون 12 لشبكات 5G سيعني اتصالات أسرع في هاتفك والأجهزة المتصلة، وإجراء عمليات تنزيل للمحتوى، وتحميله عبر الإنترنت خلال ثوانٍ معدودة، وكذلك الاستمتاع ببث الألعاب والفيديو دون انقطاع، وغير ذلك الكثير.