مع المسير الى كربلاء
وها هوَ العشقُ في وجدانيَ اتقدا
الى الذي تحتَ تربِ الطفِّ قد رقدا
امشي العجالةَ لا شيئٌ يُعاجِلُني
بل ذاكَ قلبي لِوَعدٍ في اللقا عقدا
يا واهبَ العمرَ نوراً يستضيءُ بهِ
أنتَ الحسينُ الى العليا رفعتَ يدا
لا مِن عجيبٍ نرى الالافَ مرهقةً
مِنَ المسيرِ فَصوتُ الاقتداءِ شَدا
لبيكَ يبنَ عليٍ طاعةً قَصَدتْ
هذي الملايينُ تاتي كربلاءَ فِدا
ما حَرَّفَت فِكرَها إِرهابَ أَزمنةٍ
أو غَيَّرتْ خُطوَها جورٌ وظلمُ عِدا
يعلو أذانٌ بصوتِ الحقِّ هاتِفُهُ
للأَربعينِ استعِدوا فالمسيرُ بدا
منازلٌ أُفرِغَت والناسُ قد هَرَعَت
إلى الحسينِ ورودُ الروح حينَ حدا
ما زَيَّن الدربَ كثرُ الناسِ قادمةً
بل حُبُّكَ النورُ في أرواحِهِم رَفَدا
لمَّا وهبتَ الهَ الكونِ منكَ دَماً
أهداكَ قوماً كَنَملٍ وصفُهُم عَددا
تأوي اليكَ كما تأوي النِّمالُ إلى
تلكَ الممالكِ منكَ استُوثَقتْ رَشدا
تطوفُ حولك تستجديكَ مرحمة
فانت مَن وهْبُهُ المعطاءُ ما نفدا
وأنت مُنجِدُ من لا خيرَ في يده
وشافعٌ في خِضَمِّ الهولِ إذ كَمَدا
لا أحرق الله وجها كان تحرقه
شمسُ القوائض لمّا نحوك اعتمدا
أو عبرة قضقضت أنفاس مطلقها
عليك في الحزن إذ واساك معتقدا
تالله انك في اراوحهم عمدٌ
يا ذا الكرامة كن للمهتدي عمدا
ناظم الفضلي