يحكى أن كان في يوم من الأيام سائق تاكسي يركب معه رجل، كان يسير بسيارته في سلام وأمان وإذا بسيارة تسير بسرعة فائقة تتقدمهم بمسيرتها وتقف مرة واحدة، حاول السائق تفادي الاصطدام بها بكل ما أوتي من قوة ونجح بفضل الله في ذلك؛ ولكن الأدهى من ذلك أن سائق السيارة الأرعن نظر إلى سائق التاكسي بنظرات لا تحمل إلا الغضب المميت، هنا نظر إليه السائق بابتسامة خفيفة تحمل كل المودة والحب ولوح إليه بيده ومضى قدما في طريقه…
ذهل الراكب من حال السائق مما دفعه إلى سؤاله: “كيف أن تتصرف بهذه الطريقة مع شخص كدنا بسبب أفعاله المتهورة أن نلقى حتفنا؟!”
أجابه السائق: “تقريبا بكل يوم بحياتنا نصادف أشخاصا يتشابهون مع ذلك الرجل، لديهم شحنات كبيرة من طاقة الغضب فهم أمثالهم كأمثال البارود القابل للاشتعال بأقل فرصة لذلك لا أحب أن أكون سببا في اشتعالهم ولا أحب أن أحمل شحنات مثلهم، كل ما أكنه لهم حبي في أن يكونوا بكل خير فالحياة قصيرة جدا في أن نضيعها في الندم على أشياء قد فعلناها في لحظات غضب منا”.