يحكى أن رجلا بسيطا تتلمذ على السيرة النبوية العطرة وتربى عليها جيدا كان يعمل موظفا في إحدى الشركات، كان لا يخاف في الحق لومة لائم، دائما ما يفعل الصواب ولا يفكر في عوائقه لذلك حنق عليه كل رؤسائه في العمل والذين لم يروا تقصيرهم بل رأوا همته وإخلاصه في العمل، وكيف لشمعة منيرة مضيئة تشتعل لمدة أطول وتبين قصورهم، فكادوا له وعزموا على طرده من العمل ليس ذلك فقط بل عزموا على أن يطلبها بنفسه، وكانت الخطة أن يتم نقله كل فترة بسيطة إلى قسم جديد بالشركة حتى يمل ويقدم استقالته، ولكنه كان رجلا مبدأه الوحيد “واصل عملك دوما، وإن الله يحب من أتقن عملا”، وبكل قسم جديد كان يثبت جدارته ويكسب محبين له، ذهل كارهوه من مدى محبته لعمله حتى وإن كان صعبا بمراحل ومدى محبة الناس له فقرروا طرده نهائيا؛ وقبل تنفيذ مكيدتهم الأخيرة حضر مدير أكبر الشركات في ذلك المجال وتوسل إلى الرجل أن يعمل لديه بالأجر الذي يريد، وعندما سأله الرجل لماذا؟، أخبره بأن المنصب الذي يحتاجه فيه يتطلب خبرة واسعة في كل أقسام الشركة وبالنظر إلى سيرته العملية فقد شغل كل الأقسام وأثبت فيا نفسه وقمة براعته وعن جدارة.