خمس خطوات لتأقلم الأسرة مع الطفل التوحدى




تستطيع الأسرة أن تقدم الكثير لطفلها المصاب بالتوحد ويكون لها دور رئيسى فى ذلك، وتقول أميرة عبد السميع، استشارى برامج التربية ومحاضر بجامعة المنصورة، دائما نؤكد للآباء والأمهات على أهمية تعليم الأم والأب للطريقة الممثلة التى يمكنهم مساعدة أبنائهم المتوحدين على اكتساب وتعلم العديد من المهارات المختلفة، وأن يثقفوا أنفسهم من خلال الإطلاع، وأن يحضروا دورات تدريبية ويصبحوا معلمين ومدربين أساسيين لأطفالهم.

بالإضافة إلى أهمية وجود مراكز تدريبية وتعليمية لهم إذا لا بد من مشاركة الأسرة فى تعليم وضبط سلوك طفلهم التوحدى ووضع الأهداف التربوية والتدريبية لها فى الخطة التربوية الفردية.

الخطوات التى يجب على الآباء إتباعها حتى يتأقلم الطفل المصاب بالتوحد مع أسرته والحياة الاجتماعية.

أولا: حدد مشاعرك تجاه الموقف وذلك بالاستعداد النفى لتقبل التشخيص بعد المراجعات الطبية المدققة، من المؤكد أن الأحاسيس المتضاربة سوف تنتابك، كن شجاعا واجه مشاعرك كخطوة أولى لمواجهة طفلك لا تخجل من مشاعرك الممتزجة بالألم والحزن والدموع أبكى إن استطعت وأصرخ إن أردت، ولكن لا تكتم الألم فى قلبك تكلم مع زوجتك التى تعانى مما تعانى منه تكلم مع والديك والأقربين ممن تثق بمشورتهم وأمانتهم تكلم فهذه هى الخطوة الأولى.
ثانيا: خذ فترة استراحة

بعد معرفة تشخيص التوحدى تكون فكرة طيبة لو أخذت مهلة للراحة تجمع فيها أنفاسك وترتب أفكارك من أجل الاستعداد للخطوة التالية
ثالثا: ثقف نفسك

حاول أن تبنى من نفسك موسوعة متحركة أجمع أكبر قدر من المعلومات حول حالة طفلك أعراضها كيفية السيطرة أو التقليل من آثار التوحدى ما يمكن عمله كخطوات علاج ناجحة وفعالة حدد أهدافك وخطواتك تعلم كل شىء عن التوحد، اقرأ كتبا على مواقع الإنترنت اشترك فى الرسائل البريدية التى ترسل من قبل مؤسسات العناية بأطفال التوحد، وهى كثيرة ومتوفرة على شبكة الإنترنت.

اشترك فى المؤسسات التى تعتنى بهؤلاء الأطفال وكون شبكة من العلاقات الاجتماعية الخاصة بطفلك "أطباء ومدرسين، ومتخصصين".

اخرج إلى الهواء وتنفس وقل الحمد لله على كل حال طفلى ما زال يتنفس، ومع العلاج والعناية المستمرة سيتحسن يوما بعد يوم زد ثقتك بالله عز وجل واعلم أن الله مع الصابرين.
رابعا: افرح بالإنجازات الصغيرة
ربما عندما لأول مرة أن ابنك توحدى أصبح للحياة لون قائم وأصبح كل حلو مر فى حلقك حتى الأشياء التى تعودت أن تراها ممتازة فى ولدك صرت تنظر إليها الآن على أنها جزء من التوحد مثال ذلك الطفل الذى يستطيع أن يكرر الجمل بنفس الهيئة التى سمعها قد يظن فى البداية أنها علامة قوة الذاكرة ولكن بعد التشخيص التوحد يعلم الأهل أنها جزء من التوحد وأن الطفل يكرر ما يسمعه من عبارات دون فهم حقيقى لمعنى الكلمات.

بالتأكيد سوف تسير الأيام وستكون هناك أفراح وأحزان تتخللها الدموع والضحكات ولكن نصيحتى لكما أيها الوالدان هى أن تفرحا بالإنجازات التى قد لا تعنى شيئا لغيركما ولكنها تعنى الكثير لكما (أول ابتسامة، أول مرة يرمى رأسه فى حضنكما ولا يمانع ولا يصارع، أول كلمة وإن جاءت متأخرة، أول مرة يجلس معكما ويصلى ويقلد حركات الركوع والسجود فى الصلاة.

تمتعوا أيها الوالدان بهذه الإنجازات الصغيرة الكبيرة وثقوا بأن عزيمكتم القوية وبإيمانك بالله تعالى تكونان قد انتصرتما على المرض.
وأخيرا أقول: نعم طفلى توحدى ولكن هذا لا يعنى نهاية الدنيا نعم التوحد يؤثر على كل جزئية من جزئيات حياة الطفل ولكن هنا يأتى التحدى لكما بأن تبذلا ما فى وسعكما.