هيت من المدن العريقة في القدم ، ويعتقد الباحثون بأنها كانت أول موطن للتحضر في التاريخ وقد ذكر أسمها في الكتابات السومرية بإسم " دل دلي " وتعني آبار أو بئر نهرية.
وذكرت في الكتابات الأكدية بإسم " أتو " وتعني القير أو القار.
وقد كانت في عهد السومريين والبابليين والاشوريين معروفة بالقار " الأسفلت " الموجود فيها، حيث كانوا يأخذون القار منها ليطلوا به الجدران والسطوح وكذلك الأوجه الخارجية للسفن كعازل للرطوبة.
من أهم معالمها الأثرية هو آثار الخندق الشهير والمعروف بإسم " خندق سابور " والذي يعرف عند الناس " بكري سعدة " والذي حفرة الملك الساساني شابور الثاني ( 209 _ 379 م ) بالقرب منها في جهة الجنوب ويأخذ الماء من نهر الفرات وينحدر إلى الجنوب حتى يصل الأبلة بالقرب من مدينة البصرة .
وهي من المدن الشهيرة بمادة القار.
وهي من المدن العراقية الجميلة والتي تحيط بها البساتين وتزكوا فيها الفواكة والثمار والتمور ، وتنتشر في أرجائها المباني القديمة والحديثة ، وتحيط بها العيون الطبيعية التي تخرج منها المياة الساخنة ومنها عين ماء معدني يقال لها العين الجرباء يقصدها المصابون بالجرب من جهات بعيدة للاغتسال فيها فيشفون.
وبالقرب منها نحو أربعين مقاما يسميها الأهلون مقامات الشهداء، ويقال أنها مدافن قادة الجيش الذي أرسله الخليفة عمر بن الخطاب إلى العراق، فقتلوا ودفنوا في هذه المواضع.