بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
هذه الدنيا رغم اغترارنا بها وتعلقنا بأذيالها وشعورنا أننا اصبحنا جزءً منها هي لاتحبنا، إذا رحلنا نتوقع أن رحيلنا يتسبب في حدث كالقمبلة وأن احبابنا سيعطلون كل شؤونهم لانهم تلقوا خبر رحيلنا ونظن أن المئات من الناس لن يتناولوا الطعام والشراب حزنا ً على فراقنا وسيخيم الحزن عند كل معارفنا بل سيكون وقع الخبر عليهم كالصاعقة.
هذا ما نظنه بل ما نحسن الظن أن يكون لأننا نعتقد أننا نمتلك مكانة شعبية ومعارف بشرية تتعدى الحدود بل علاقتنا تجاوزت حدودنا الجغرافي وسيقف لها الكثير من الناس وقفة حداد.
الواقع مع الأسف ليس كما نظن وليس كما نتخيل بل هو صادم لو اطلع الراحل على مشاعر الكثير ممن يعرفهم سيرا أنهم يتلقون خبر وفاته كأي خبر من الأخبار الخبر فلان رحل رحمه الله كان « احسن رجال وانتهى الأمر في الغالب»، ويمارسون حياتهم بل يمارسون استمتاعهم بيومهم دون أي منغص أو حزن كما يظن الراحل.
ومن يريد الدليل فلينظر للذين رحلوا قبله كيف تعامل هو مع رحيلهم وكيف تعامل الناس ايضاً، الوضع هو كذلك لن يموت أحد خلف أحد وإن كان هناك حزن خاص بالأقربين وهذا لايمكن نكرانه وهو الذي يحق للراحل أن يراهن عليه فقط الأقربون من رحمك سيكون حزنهم مختلف ومتفاوت ومع هذا بعد مدة سيمارسون حياتهم بشكل طبيعي جداً بل ستمر عليهم مناسبات أفراح لايوجد فيها شيء من ذلك الحزن.
أما عامة الناس والأصدقاء والمعارف والذين يضعون لك اللايكات والورد والقبلات على صفحات التواصل سيكون خبر رحيلك عابراً قد ينتاب البعض دقيقة تفكر وحزن وإن زادت ستكون دقيقتين.
أنا هنا لست بصدد تحطيم مشاعر الراحل ولكنه الواقع المر الذي أشعر من خلاله بقسوة هذه الدينا المتنكرة فلا أحد يبقى ولا أحد يستحق الحزن مدى الحياة سوى السادة الأطهار الذين اعطاهم الله أعلى من مكانة الأقربين ليستمر حزننا عليهم طول العمر - فهو الحزن الذي كلما اخلد الزمان تجدد.
أما نحن فلن يبقى لنا إلا العمل الصالح ولن ينفعنا سوى ما قدمناه ليكون سبباً لنيل الشفاعة وعلو الدرجات ومجاورة الطاهرين الذين استحقوا منا كل ذلك الحزن.
ما أريد الإشارة إليه نابع مما جاء في الخبر للراحلين وعدم الجفاء الفاحش في حقهم فقد جاء التأكيد في الرويات الواردة عن الأطهار وتأكيداً لمكانة الإنسان بالقول «اذكروا محاسن موتاكم»
نحن مع الأسف الشديد جفاة مقصرون مع الراحلين الذين ربطتنا معهم علاقة صداقة أو عمل او علاقة طفولة أوعلاقة حي أو ديوانية اوسفر أو غيرها.....
حينما يرحلون تطوى صفحاتهم بل ننسى كامل سيرتهم وعلاقتنا بهم تغدوا طي الكتمان وهذا اجحاف في حق انفسنا لأننا سنرحل وسيتعامل معنا كل هؤولاء بنفس الطريقة.
إذا رحل شخص ربطتك به علاقة خاصة فلا تبخل أن تدون سيرته الطيبه ومواقفه النبيله لان كثير من علاقات الراحلين وما تعرفه انت لايعرفها حتى اقرب الناس لهم فلماذا يدفن الميت وتدفن معه كل مآثره وسيرته العطره.
كلنا يمتلك قنوات تواصل ولاشك أنها افضل طريق لنكتب عن كل راحل كان بيننا وبينه علاقة خاصة وكان له مواقف طيبه وشريفة اكتبوا عنها واذكروا محاسنه لانها مما أُمرنا به ومما يدخل السرور عليه وعلى عائلته وأرحامه وهو واجب العشرة وحق الإنسان