قليلة هي التقنيات التي كانت مهمة أو معطلة للصناعة التحويلية مثل الأتمتة حيث بفضل هذه التقنية أصبح بإمكاننا الآن إنتاج المزيد من الأشياء بعدد أقل بكثير من الأشخاص، كما تعد خطوط التصنيع الحديثة أكثر كفاءة وأرخص في التشغيل من الإصدارات السابقة، وغالبًا ما ترتبط الأتمتة بفقدان الوظائف وتدمير المجتمعات، ولكن كيف يبدو مستقبل الأتمتة في الواقع؟
العمالة اليدوية:
تعمل الأتمتة على تقليل عدد الأشخاص المطلوبين في تصنيع خطوط الإنتاج بشكل مطرد منذ عقود، حيث يمكن للمصانع اليوم أن تنتج أكثر بكثير من المصانع في الفترات السابقة، ويمكنها أن تفعل ذلك بقوى عاملة أصغر، حيث لعبت تقنية الأتمتة دورًا كبيرًا في تقليل تكاليف العمالة اليدوية للتصنيع، ومع ذلك اختفت العديد من الوظائف في هذه العملية.
اليوم يقضي ما يقرب من نصف ساعات العمل في التصنيع في القيام بالأعمال اليدوية، ولكن بحلول عام 2030، يتوقع المحللون أن تنخفض هذه النسبة إلى 35٪ فقط.
الانسجام مع البشر:
الجانب السلبي الأكثر وضوحًا للأتمتة هو فقدان الوظائف للناس، ومع ذلك هناك قضية مهمة أخرى يجب مراعاتها عند التفكير في إدخال المزيد من الأتمتة في مكان العمل، لأن الإفراط في الاستثمار في استخدام هذه التقنية يمكن أن يترك الآلات تتفوق على البشر.
كما يوضح هذا المقال من جامعة كيترينج: “قد تؤدي الأتمتة الثقيلة للوظائف أكثر من اللازم إلى زيادة الأرباح ولكنها يمكن أن تساهم في بيئة عمل غير إنسانية، وقد يؤدي التفاعل البشري الأقل تواترًا إلى شعور العمال بالعزلة المتزايدة وقد يقلل من الدافع الداخلي”.
سيكون الحفاظ على التوازن الصحيح مع الاستمرار في زيادة مقدار الأتمتة في مكان العمل أحد أهم التحديات للعديد من الشركات على مدار العقد المقبل، وهذا التحدي بارز بشكل خاص في قطاع التصنيع.
تسريع التأثيرات:
يمكننا بالفعل رؤية التأثيرات التي تحدثها الأتمتة المتزايدة على تطور قطاع التصنيع، ويتوقع معظم المحللين أن منتصف عام 2020 هو نقطة تحول للأتمتة في مكان العمل.
وبحلول منتصف العقد، يمكن أتمتة ما يصل إلى 15٪ من جميع الوظائف في التصنيع والنقل والتخزين وتجارة الجملة والتجزئة إلى حد ما، ولا يعني هذا بالضرورة أن الناس سوف يفقدون وظائفهم، ولكن يعني أن طبيعة الأدوار قد تتغير بشكل كبير.
أنظمة أقل تكلفة وأكثر كفاءة:
كما هو الحال مع أي نوع من التكنولوجيا، كلما طالت فترة وجود تقنية الأتمتة، أصبحت أرخص وأكثر سهولة في الوصول إليها، كما أن تكاليف إنشاء خط تصنيع آلي هي بالفعل أقل بكثير مما كانت عليه قبل بضعة عقود فقط، حيث تعتبر التخفيضات المستمرة في التكلفة عاملاً هامًا في دفع نمو القطاع ككل.
خلال الفترة من 2015 إلى 2025، يتوقع المحللون أن تكلفة الروبوت الصناعي ستنخفض بنسبة تصل إلى 65٪، مما يؤدي إلى تخفيض أسعار الأتمتة، لكن تستمر تكاليف توظيف العمالة البشرية في الارتفاع، وهذا التناقض مسؤول عن تسريع التحول إلى خط تصنيع مؤتمت بالكامل في العديد من الشركات.
إيجاد الوظائف:
لقد تعودنا جميعًا سماع أن الأتمتة تدمر الوظائف، ومع ذلك، من الضروري إدراك أن هذه التقنية توجد أيضًا وظائف، علاوة على ذلك، لمجرد أن بعض المهام التي يقوم بها شخص ما كجزء من وظيفته تتم بشكل تلقائي، فهذا لا يعني بالضرورة أنه سيفقد وظيفته.
نظرًا لأن الروبوتات التي نحتاجها للأتمتة – والتقنيات التي تدعمها – تصبح أكثر تقدمًا، تزداد قدرتها على إيجاد الوظائف وسحبها، وبعد عقد من الآن، قد يكون لدينا روبوتات أتمتة تقوم بنوع المهام التي لم نعتقد أبدًا أنها يمكن أن تكون آلية.
إعادة التوازن للاقتصاد:
على المستوى العالمي، أحد التحديات التي تطرحها الأتمتة هو التوزيع غير المتكافئ، حيث تعتمد بعض البلدان على العمل اليدوي أكثر من غيرها، وستشعر البلدان التي تحوي اقتصاداتها حاليًا على معظم مهام العمل المعرفية واليدوية البسيطة والتي تتولى الأتمتة مسؤوليتها على أن أي تحولات سريعة هي الأصعب.
في بعض الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وسلوفاكيا، يزيد عدد وظائف التصنيع التي يُحتمل أن يتم تشغيلها آليًا في المستقبل عن 50٪، وعلى النقيض من ذلك، فإن 31٪ و 32٪ فقط من وظائف التصنيع في كوريا الجنوبية واليابان على التوالي معرضة للأتمتة.
مثل أي قطاع في صناعة التكنولوجيا يعتبر حيويًا لمستقبل الاقتصاد العالمي، يتطور مجال الأتمتة بمعدل سريع جدًا، وقد يجعل هذا التطور السريع من الصعب مواكبة وتقييم أحدث الاتجاهات التي من المحتمل أن يكون لها التأثير الأكبر.
إن الاتجاهات التي حددناها أعلاه هي الأكثر ترشيحًا لتشكيل مستقبل الأتمتة على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم.