في هذه الأيام الجميع يستخدم الهواتف الذكية للعديد من الأغراض إما التواصل أو اللعب أو العمل وما إلى ذلك من الأسباب المُجتمعة، حتى بات هذا الجهاز ذو أهمية كبيرة وفريدة في حياة مُستخدميه ولا أحد يستطيع الاستغناء عنه والعيش من دونه لما يحمله من بيانات وذكريات وتفاصيل جوهرية في حياة أي شخص.
يعمل الجميع على استخدام الهواتف الذكية باستمرار وبصورة مُفرطة أيضاً في كل مجالات الحياة فلا توجد إذاً أية حدود أو روادع للتعامل معه، لا أحد ينكر إيجابيات هذه الأجهزة في حياتنا، لكننا بنفس الوقت لا نُبدي أي ردة فعل تجاه السلبيات الكبيرة التي تنتج عن الاستخدام المُفرط لها، الأمر الذي يُعزز من إمكانية تدمير وتدهور حياتنا.
1. الأرق وعدم إمكانية النوم جيداً
منذ متى حصلت على قسط جيد من الراحة والنوم الوفير؟ اعتقد أن الإجابة صعبة نوعاً ما، فعند ذهابنا إلى الفراش يومياً لا نخلد فوراً إلى النوم بل نبقى لفترات طويلة نتحقق من الأخبار أو رسائل البريد الإلكتروني أو مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، وربما يسرقنا الوقت في مُمارسة لعبة ما سببت لنا الإدمان، ليُسبب ضوء الشاشة أيضاً مشاكل كثيرة في أعيننا.
كل هذه المُمارسات تسرق النوم من أعيننا، وحتى عندما نرقد في النوم لا نستمتع به بصورة كاملة، لتُزعجنا الإشعارات والإنذارات والصفارات والاتصالات على الدوام، ليؤدي كل ذلك إلى نقص كبير بكمية النوم المطلوبة لراحة الجسم الإنساني، ليؤثر ذلك بالتالي على كافة الأنشطة الأخرى التي يجب عليك القيام بها باكراً في اليوم التالي.
2. فقدان التركيز والانتباه لمن حولنا
يمثل التركيز على هواتفنا الذكية بدلاً من الانخراط في علاقة ودية مع أحبائنا وعائلتنا مشكلة كبيرة، كان من المفترض أن تجمع هواتفنا الذكية الناس معًا وتجعل العالم أكثر ترابطاً إلا أنها أدت إلى نتيجة عكسية كُلياً، وباتت تظهر هذه المُشكلة كثيراً في مجتمعاتنا، على سبيل المثال، تجد جميع من في المنزل مُنشغل بهاتفه الذكي حتى في الجلسات القصيرة عند الأقارب!
لتعمل هذه الأجهزة على تمزيق العلاقات الاجتماعية الواقعية مقابل تمكينها افتراضياً مع أشخاص آخرين ربما لا يستحقون ذلك أكثر من عائلتك، فإن كنت تجلس مع أحد ما يستخدم هاتفه ويتجاهل وجودك أمر مُزعج للغاية خاصةً عندما تُحاول مُحادثته وتجد بأنه لم يسمعك حتى لأنه مُنشغل في هاتفه.
3. التوحد وصعوبات في التواصل
منذ زمن بعيد، كان الناس يتفاعلون مع بعضهم البعض من خلال التواصل وجهًا لوجه، بفضل العلاقة الحميمة والروابط التي أنتجها هذا النوع من الاتصال الاجتماعي كان الناس قادرين على التواصل مع بعضهم البعض وبناء علاقات وشخصيات قوية جداً وفعالة في المجتمع وقادرة على تنفيذ العديد من الأعمال وحل الكثير من المُشكلات.
بمرور الوقت، أصبحت التكنولوجيا وسيطًا في محادثاتنا، سواءً من خلال رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو الدفع الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي وإلى أخره من الوسائل والطرق الافتراضية البعيدة، ليفتقد الناس في كثير من المواقف إلى التواصل الفعلي مع بعضهم البعض الأمر الذي قد تسبب بعدة مشاكل من بينها الخجل والوحدة وغيرها.
4. إشكاليات الغيرة والحسرة والحسد
يقضي الكثير من الناس وقتاً طويلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، يتصفحون الكثير من المنشورات (أغلبها لا يحمل تلك الفائدة الكبيرة) ويُشاهدون كل اللحظات الجميلة والمثالية التي ينشرها الناس وكل الأماكن التي يزورونها والألعاب والأجهزة الرائعة التي يشترونها وما إلى ذلك من الأنشطة التي بات من الضروري لكل شخص مُشاركتها على الشبكة.
عندما يرى الناس كل هذه التطورات فيمن حولهم تظهر لديهم الكثير من المشاعر كالغيرة والحسرة (بعيداً عن الحسد) لعدم القدرة والإمكانية على أقتناء ما يقتنيه الغير، ليؤثر عدم التطابق بين المنشورات والواقع إلى الكثير من المشاعر السلبية كالتوتر والاكتئاب والخوف أيضاً خاصةً من نظرة الأولاد تجاه ما يروه وقدرة الآباء على تأمين جميع هذه المُستلزمات الأساسية والكمالية.
5. انهيار وعدم استقرار في الميزانية
يعرض الهاتف الذكي كل يوم أمامنا مئات الأشياء والعناصر الجذابة قد تكون أفكار في مجال مُعين أو حتى مُنتجات براقة تجذبك بشدة لاقتنائها، ومع تكرار ظهورها أمامك والخوف من ضياع الفرصة عليك تعمل على شرائها في مرحلة قد لا يتعين عليك اتخاذ قرار شراء فيها، وهذا بسبب السياسيات التي تتبعها الشركات لتعزيز منتجاتهم وخدماتهم الفيروسية.
ليودي بك قرار الشراء المُتسرع هذا إلى تراكم الديون في بعض الأحيان فقط من أجل امتلاك هذا الشيء اللامع الجديد، والمُشكلة أن هذه الأشياء لن تتوقف عن الظهور فكل يوم ستُلاحظ وجود شيء ترغب في أمتلاكه وبالتالي إنفاق متهور على أشياء غير ضرورية وفقدان القدرة على امتلاك أشياء أخرى ذات أهمية.
6. الزهايمر ومشاكل الحفظ والتذكر
في الماضي، إن كنت تُريد الحصول على إجابات حول موضوع معين أو إيجاد معنى كلمة ما في لغة ما كان عليك الذهاب إلى المكتبة وقراءة كتاب والبحث في قواميس ضخمة أو التجربة والاكتشاف الذاتي ليترك كل هذا الجهد والعمل المبذول انطباعًا دائمًا في أذهاننا وجعل الإجابة صعبة النسيان وتدريب وحث العقل دائماً.
لكن في هذه الأيام، يتم الحصول على المعلومات بسهولة لدرجة أن العثور عليها لم يعد مغامرة أو ذلك التحدي الكبير والمُرهق، فعند الحاجة إلى معرفة شيء ما يتجه الجميع نحو جوجل الذي يجد لنا كل ما نبحث عنه بضغطة زر، الأمر الذي أدى إلى الكثير من المشاكل في الذاكرة بما يخص حفظ المعلومات وتذكرها وذلك بسبب سهولة البحث عنها مرة أخرى.
7. الخوف الشديد من فقدان الهاتف
كما لاحظنا لحد هذه النقطة فأن الهواتف الذكية تُسبب الكثير من الفوبيا لأصحابها ومنها فوبيا فقدان الهاتف أو عدم إمكانية الوصول إليه سواءً من خلال البطاريات الفارغة أو فقدان الإشارة أو فقدان الهاتف بأكمله، كشفت الأبحاث عن أربعة مصادر رئيسية تغذي هذا الخوف: عدم القدرة على التواصل وفقدان الترابط وفقدان الوصول إلى المعلومات وفقدان الراحة المرتبطة فقط بوجود الهاتف!
8. الهدر والضياع الكبير للوقت
جميعًا مرتبطون إلى حد كبير بهواتفنا الذكية، هذه الأجهزة الصغيرة ماهرة في جذب انتباهنا والتأكد من أنها ليست بعيدة عنا أبدًا والتي تجعلنا نعود بسرعة للتحقق من أي تحديثات قد تقدمها، ليبدأ صراعنا مع الوقت وكيفية إدارته في ظل وجود كل هذه المُلهيات على أجهزتنا الذكية، لنجد نفسنا في مأزق ضياع الوقت وعم القدرة على إنجاز جميع المهام الضرورية المطلوبة منا.