السلام عليكم
تسمى حالياً تِلـّو، قد يكون الأسم مشتق من تل اللوح أو تل لوح لكثرة ما أكتشف فيها من ألواح ورقم طينية مكتوبة بالخط المسماري في بداية وصول الرحلة والمستكشفين الأوربيين في نهاية القرن التاسع عشر،وجرسو أسمها السومري،في حين سميت (هوّارة) في كتب البلدانيين العرب المتأخرة. واحدة من أهم العواصم في سومر القديمة، واقعة على مسافة 5 كم شرقي نهر الغراف ،قبالة مدينة النصر. كان يطلق عليها إسم لجش خطأ بينما تقع لجش(تللول الهباء) على مسافة 25كم جنوب جيرسو. وجرسو هي المدينة الدينية لدويلة لجش التي تحمل عاصمتها السياسية والديينة إسم لجش أيضا ً. اكتشفت اثار جرسو من قبل مجموعة من الباحثين الفرنسيين المختصين في علم الآثار في عام 1877 بقيادة أرنست دي سارزيك، والذي كان في نفس الوقت القنصل الفرنسي في ولاية البصرة. وقد حصل دي سارزيك على الموافقة باجراء التنقيب من الوالى انذاك ناصر باشا وضل دي سارزيك مستمرا بالتنقيب إلى ان مات في عام 1901 واكمل المهمة من بعده الفرنسي كاستون كروس. نقّب الفرنسيون في تِلـّو بين 1877 و1933 واكتشفوا على الأقل 50000 نص مسماري كانت واحداً من المصادر الكبيرة لمعلوماتنا عن النشاطات السومرية في الألف الثالث ق.م. وكذلك وفرت كتابات الإهداء المنقوشة على الحجر والطابوق شواهد ثمينة لتقييم التطور التاريخي للفن السومري.
تأسست المدينة في عهد العُبيد السابق على التاريخ (حوالي 5200- حوالي 3500 ق. م)، وظلت مسكونة حتى أواخر العصر الفرثي (247 ق. م-240م).
وفي أوائل عصر السلالات سمّى الحكام اللجشيون أنفسهم " ملوكاً " (لوغال(، بالرغم من إن المدينة نفسها لم تدخل أبداً ضمن قائمة الملوك السومرية الرسمية. ومن بين أشهر المنشآت في لجش في ذلك العهد مسلة النسور، المنصوبة احتفالا ً بانتصار الملك أنـّاتوم على دولة أوما المجاورة. وأخيراً سقطت لجش تحت سيطرة سرجون الأكدي (حكم للفترة من حوالي 2334- حوالي 2279 ق. م). وبعد 150 سنة نهضت لجش من جديد. وكان أعظم عهود رخائها عهد غوديا (حوالي 2125)، الذي ربما كان واليا ً أكثر من كونه ملكا ً مستقلا ً، وكان خاضعا ً اسميا ً للغوتيين في غرب إيران، وهم شعب مقاتل سيطروا على معظم بلاد بابل من حوالي 2230 - حوالي 2130.
كان في جرسو العديد من المعابد، من بينها إينينـّو " بيت الخمسين "، المقر الخاص بالإله الأعلى إنليل. أما معماريا ً فأشهر الأبنية هو ذلك البناء الذي مازال بحالة جيدة، ويعتقد أنه سد وناظم، ومما لا شك فيه أنه كان يحتوي على بوابات تتحكم بتدفق المياه، وتحتفظ بالمياه اللازمة للمنطقة في خزانات..
جرةَ فضّيةَ رائعةَ للكش،التي عثرعليها في كرسو.هذه الجرة النذريةِ وُضِعَت مِن قِبل الملكِ في معبدِ ننكرسو،مصنوعةُ بشكل رائع ولَها قاعدة من النحاسِ.تَتضمّنُ الزينةُ الرمزيةُ المنقوشة نِسْرُ برأسُ أسدَ، والذي من المحتمل أن يكون رمزاً للإلهِ الربيعيِ للحربِ والخصوبةِ،الأسد محبوب من قبل الإلهة الأمِ،الأيائل والوعول يذكّرانِ بالقطعانَ الجبلية لعشتار.في النقشِ المسماري الإهدائيِ،الملك مدعو باسم (أمير)،كذلك يوجد اسم الكاهن الأكبرِ(دودو) قَدْ تُؤْخَذُ كإشارة للقوَّةِ المُتزايدةِ للكهنةِ. بعدعهد رائع ومزدهر مِنْ تسع وعشرين سنةِ ماتَ الملكِ ، وخُلِفَ مِن قِبل إبنِه، أنأنّاتم الثّاني، الذي كَانَ الحاكمَ الأخيرَ مِنْ طراز أور- نانشة.تَلتْ ذلك فترة غامضة وعلى ما يبدو كَانَت هناك ثورة شعبيةِ، التي رُبَما أعطتْ أعداء لكش الفرصة المطلوبة لجَمْع القوّةِ لنزاعِ قادمِ.
سدّة في جرسو لتنظيم المياه على نهر (نينا- جينا)، المتفرع من نهر الفرت قريباً من أومـّا(جوخا)، والذي دارت حوله معارك طاحنة بين مملكتي لجش و أومـّا بسبب الأراضي الزراعية وحصص المياه.
صورة جوية لبقايا مدينة جرسو
مسلّة الموسيقى
تظهر المسلة طقوس يصاحبها صوتِ القيثارةِ بمناسبة بناء معبدِ مِن قِبل الأميرِ كوديا 2100 ق م في عاصمتِه جرسو للإله ننجرسو، إله دويلة مدينة لكش في بلاد سومر. المسلة تَتوافقُ مع التقليدِ الفَنِّي للفترة السومرية الجديدة،على خلاف المسلات مِنْ الفترةِ السَابِقةِ(ألأكدية) التي ركّزَت على المآثرِ القتاليّةِ لحُكَّامِ إكد،والتي تَمِيلُ إلى إظهار الملكِ منشَغلاًَ في النشاطاتِ الدينيةِ.
إفريز من الحجر بنقش قليل البروز َلمشاهدِ مأدبةِ
هذه الإفريز، بثقبِه المركزيِ، يُصوّرُ مشاهدَ لمأدبةِ في مركب، وهو من المشاهد النادرة. هذه المآدبِ الطقوسيةِ كَانتْ مناسبةَ للمشاركة مَع الإلهِ وتَبْدو بأنها كانَت أحد الأشكالِ الرئيسيةِ للعبادةِ أثناء هذه الفترةِ. 2700-2650 ق م
الدقة في تنفيذ نحت ألأجسام، وبروز التفاصيل المحزوزة هي سمة وخاصيةَ للفَنِّ في المرحلةِ المبكرة من عصر فجر السلالاتِ في بلاد سومر. متحف اللوفر
جزء من مسلة حجرية نحت عليها تمثال إلهة أو كاهنة معظمة، تؤرخ الى سلالة لكش الثانية،عثر عليها في جرسو،معروضة في متحف اللوفر.