أَرسَلتَ تَسأَلُ عَنّي كَيفَ كُنتُ وَما
لَقيتُ بَعدكَ مِن هَمٍّ وَمِن حَزَنِ
لا كُنتُ إِن كُنتُ أَدري كَيفَ كُنتُ وَلا
لا كُنتُ إِن كُنتُ أَدري كَيفَ لَم أَكُنِ
أَرسَلتَ تَسأَلُ عَنّي كَيفَ كُنتُ وَما
لَقيتُ بَعدكَ مِن هَمٍّ وَمِن حَزَنِ
لا كُنتُ إِن كُنتُ أَدري كَيفَ كُنتُ وَلا
لا كُنتُ إِن كُنتُ أَدري كَيفَ لَم أَكُنِ
قَد تَحَقَّقت في سِرري
فَناجاكَ لِساني
فَاِجتَمَعنا لِمَعانٍ
وَاِفتَرَقنا لَمَعانِ
إِن يَكُن غَيَّبَكَ التَعظيمُ
عَن لَحظِ عِياني
فَلَقَد صَيَّرَكَ الوَجدُ
مِنَ الأَحشاءِ داني
أَأَنتَ أَم أَنا هَذا في إِلَهَينِ
حاشاكَ حاشاكَ مِن إِثباتِ اِثنَينِ
هُوِيَّةٌ لَكَ في لائِيَّتي أَبَداً
كُلّي عَلى الكُلِّ تَلبيسُ بِوَجهَينِ
فَأَينَ ذاتُكَ عَنّي حَيثُ كُنتُ أرى
فَقَد تَبَيَّنَ ذاتي حَيثُ لا أَيني
فَأَينَ وَجهُكَ مَقصوداً بِناظِرَتي
في باطِنِ القَلبِ أَم في ناظِرِ العَينِ
بَيني وَبَينَكَ إِنِيٌّ يُنازِعُني
فَاِرفَع بِلُطفِكَ إِنِيِّ مِنَ البَينِ
حَمّلتُمُ القَلبَ ما لا يَحمِل البَدَنُ
وَالقَلبُ يَحمِلُ ما لا تَحمِلُ البُدُنُ
يا لَيتَني كُنتُ أَدنى مَن يَلوذُ بِكُم
عَيناً لِأَنظُرَكُم أَو لَيتَني أُذُنُ
رَقيبانِ مِنّي شاهِدانِ لِحُبِّهِ
وِاِثنانِ مِنّي شاهِدانِ تَراني
فَما جالَ في سِرّي لَغَيرِكَ خاطِرٌ
وَلا قالَ إِلّا في هَواكَ لِساني
فَإِن رُمتُ شَرقاً أَنتَ في الشَرقِ شَرقُهُ
وَإِن رُمتُ غَرباً أَنتَ نُصبُ عِياني
وَإِن رُمتُ فَوقاً أَنتَ في الفَوقِ فَوقُهُ
وَإِن رُمتُ تَحتاً أَنتَ كُلُّ مَكانِ
وَأَنتَ مَحَلُّ الكُلِّ بَل لا مَحَلُّهُ
وَأَنتَ بِكُلِّ الكُلِّ لَيسَ بِفانِ
بِقَلبي وَروحي وَالضَميرِ وَخاطِري
وَتَردادِ أَنفاسي وَعَقدِ لِساني
بَيانُ بَيانِ الحَقِّ أَنتَ بَيانُهُ
وَكُلُّ بَيانٍ أَنتَ فيهِ لِسانُهُ
أَشَرتُ إِلى حَقٍّ بِحَقٍّ وَكُلُّ مَن
أَشارَ إِلى حَقٍّ فأَنتَ أَمانُهُ
تُشيرُ بِحَقِّ الحَقِّ وَالحَقُّ ناطِقٌ
وَكُلُّ لِسانٍ قَد أَتاكَ أَوانُهُ
إِذا كانَ نَعتُ الحَقِّ لِلحَقِّ بَيِّناً
فَما بالُهُ في الناسِ يَخفى مَكانُهُ
خاطَبَني الحَقُّ مِن جَناني
فَكانَ عِلمي عَلى لِساني
قَرَّبَني مِنهُ بَعدَ بُعدٍ
وَخَصَّني اللَهُ وَاِصطَفاني
قُلوبُ العاشِقينَ لَها عُيونٌ
تَرى ما لا يَراهُ الناظِرونا
وَأَلسِنَةٌ بِأَسرارٍ تُناجي
تَغيبُ عَنِ الكِرامِ الكاتِبينا
وَأَجنِحَةٌ تَطيرُ بغَيرِ ريشٍ
إِلى مَلَكوتِ رِبِّ العالِمينا
...
الحلاج
زَمَـانُـكَ أَحْجَـارٌ ،فَـكَيفَ طَـبَـخْـتَـهُ
عَلىٰ نِصْـفِ شَمْـسٍ طَارَدَتْـهَا الـمَغاربُ ؟!
وَرَشَّحْـتَ لِـلأَنْـيَــابِ صَـدْراً مُـدَلـلاً،
رَمَىٰ القَلْـبَ لَمَّـا فَاجَـأَتْـهُ الـمَخَالـبُ !
اقرب ابيات لقلبي لـ هزبر محمود من قصيدة في وادي النمل
سلِ الأحِبّةَ عندَ العِشْقِ إذْ ورَدُوا
هَلْ يا تُرى فَقَدوا أم يا تُرى وَجَدُوا ؟
و كَيْفَ كانَ لِقاءُ الحبِّ وقتئذٍ
أكانَ حَقًّا كأفلاكٍ قَدِ اتَّحَدُوا؟
وَ هلْ أحسّوا بِمَا للْحبّ مِنْ ألَقٍ
نُورٌ يَزيدُ وضُوحًا حيْنَ يبتعد