أُديرُ في العائدين طرفي
عسى أرى طلعة الحبيبِ
لا تسألوا عنيَ الأطِبّا
فانني عارفٌ طبيبي
كأنكم بي يقال هذي
جنازة العاشق الغريبِ
أُديرُ في العائدين طرفي
عسى أرى طلعة الحبيبِ
لا تسألوا عنيَ الأطِبّا
فانني عارفٌ طبيبي
كأنكم بي يقال هذي
جنازة العاشق الغريبِ
غصصُ الفراقِ مُزِجنَ بالحسَراتِ
وفراق مَن أهوى فراق حياتي
عجبٌ لمَن يبقى لبُعد حبيبه
أن لا يموتَ بكثرة الزفراتِ
موت البريَّة عند وقت وفاتِها
والعاشقون لهم فنونُ مماتِ
مَن لم يَذُق طَعم الصبابة والهوى
ويكون صباً عُدَّ في الأمواتِ
لمّا عفوتُ ولم أحقد على أحَدٍ
أرحتُ نفسيَ من هَمِّ العداواتِ
إنّي أُحَيِّي عدوّي عند رؤيتهِ
لأدفعَ الشرَّ عني بالتحياتِ
ولستُ أبغي وإن بغيٌ يكفِّفني
كفاني البغيَ جبارُ السماوات
والغل والحقد من يخلع لباسهما
فقد تلبَّس أثوابَ الدياناتِ
أُخفي جميلاً كما أُبدي ويسترني
من البليّات علّامُ الخفيّاتِ
أكبرُ الآدابِ فيمن حازها
مَن إذا حُدِّث بالشيءِ نَصَتْ
رحم اللَه من العالَم مَن
حَضَرَ الناسَ بخيرٍ أو سكت
..
رَضِيتُ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا لا أَوَدُّهُ
وَأَيُّ امْرِئٍ يَقْوَى عَلَى الدَّهْرِ زَنْدُهُ؟
أُحاوِلُ وَصْلاً والصُّدُودُ خَصِيمُهُ
وَأَبْغِي وَفَاءً والطَّبِيعة ُ ضِدُّهُ
حسبتُ الهوى سهلاً، ولم أدرِ أنهُ
أَخُو غَدَرَاتٍ يَتْبَعُ الْهَزْلَ جِدُّهُ
تخفُّ له الأحلامُ وهى رزينة ٌ
ويعنو له من كلِّ صعبٍ أشدهُ !
..
مالي غيرك يا رب فلا تتركني لغيرك
نبثٌّ عتاباً بيننا وكأنني
ألَوِّحُ في ودِّي لها و تُصَرِّحُ
بَكَيتُ فَلَمّا لَم أَرَ الدَمعَ نافِعي
رَجَعتُ إِلى صَبرٍ أَمَرَّ مِنَ الصَبرِ
وَقَدَّرتُ أَنَّ الصَبرَ بَعدَ فِراقِهِم
يُساعِدُني وَقتاً فَعُزّيتُ عَن صَبري
"و أصدق الحبِّ شوقٌ لا نبوح بهِ
لكنّ وطْأَتَهُ تغزو ملامحَنا"