أشكو إلى كمدٍ في الروح يأكلُها:
من أين تُؤكَلُ هذي الروحُ يا كَمدُ؟
وأَجرِدُ الحزنَ مِنِّي حين أكتبُهُ..
أقسى من الموت حزنٌ ليس ينجردُ!
أشكو إلى كمدٍ في الروح يأكلُها:
من أين تُؤكَلُ هذي الروحُ يا كَمدُ؟
وأَجرِدُ الحزنَ مِنِّي حين أكتبُهُ..
أقسى من الموت حزنٌ ليس ينجردُ!
قد جُن عشقا والحبيب لغيرهِ
ماذا يقول ولا سبيل لصبره
صفر اليدين يعود هل أمْر الهوى
يذوي وحيدا في زوايا صفره؟!
ولكل قلب والحنين وقيعةٌ
حتى يموت ولا وليَّ لثأره
فإذا رأيت الوجد يقسم إرثه
أعط اليتيم ولو بقايا عطره
رضي النصيب ولا ضلوع تلمّه
من كان قلب حبيبه مع غيره
قَلبي وعَقلي، فما أدري لأيّهما
أُرخي الزّمام وأُلقي بالمقاليدِ
خصمانِ واختصما في كلّ شاردةٍ
كأنّما وجِدا من أجلِ تشريدي
تجَادلا فأنا المُحتارُ بينهُما
في العقلِ حُريّتي والقلب تقييدي
وأبحث عنك في كل الزوايا
فتعكسني المرايا في مَداكا
وأعجب من رحيلك واشتياقي
أنا قمحُ المشاعرِ في رَحاكا
وخُذْ قولًا تُوثِّقه دموعي
بأني لم يعذبني سواكا
"كُلُّ الجِراحِ ستُنسى حينَ تلتئِمُ
إلّا الجِراحِ التي يأتي بها الكَلِمُ
جُرحُ اللسانِ شديدٌ في مرارتِهِ
يزدادُ سُمًّا إذا ما خطّهُ القلمُ
فاجعل لِسانِكَ في غمدٍ ليحفَظهُ
لا يجرحنَّ فؤاداً ليس يلتئِمُ
بين الشِفاهِ وأسنانٍ لتسجِنهُ
فلا نراهُ سِوى إن كُنتَ تبتسِمُ"
تبت يدُ العذرِ ما للشوقِ أعذارُ
واسمع حنيني فإنَّ الوقتَ غدّارُ
أتعزفُ النّاي آهاتٍ على وجعي
إن بحتُ أنّي برغم الحزن جبّارُ
إنَّ الجِراحَ إذا خبَّأتَها… شُفِيَت
فاكتُم جِراحَك، لا تُخبِر بها أحَدَا
كم مِن كليمٍ شَكا للناسِ لوعَتَهُ
فزادَهُ الناسُ وَجْدًا فوقَ ما وَجَدَا!*
واني في هواه متيم
ومالي سواه عشيقا
وددت لو اني في يوم اعانقه
واخبره اني في هواه غريقا
وقد كان أولى لو تمسَّكَ بالهوى
ولكنّـه الرُّبّـانُ أرخـى المراكِـبَا
فأغرقَ في بحر العنادِ رصانتي
وأشعلَ قاع البحر نارًا وحاطبا
فهل تداوين قلباً باللقىٰ كرماً؟
فما لقلبي دواء غير لُقياكِ
لم تهجرين محباً لم يكن أبداً
يهوى سواكِ ، ومن بالهجر أغراكِ؟