..
لو لامست كفاك حرقة أدمعي
لتفحّمت فالدمع من إحشائي
..
..
لو لامست كفاك حرقة أدمعي
لتفحّمت فالدمع من إحشائي
..
..
يا أيها الباكي ودمعك خافيا
عيناك تروي ما تسر وتكتم
..
..
وكم تباهى ملوكٌ في ممالكهم
كأنهم خلّدوا فيها وقد علموا
إن المآل لقبر ساء مسكنه
بئس المقام وسجيل ستحتدمُ
..
..
كن عابراً يحثو العبير بخطوهِ
فالله بالإيمان حقاً جمّلك
..
اذا كان حُزني كوناً فسيحاً
فهل تحتويه نُجُوم الصُدور ؟
على قمة الحُزن يعلو بكاء
وهل للأسى جبل قد يمُور؟
ما الشَوقُ مُقتَنِعاً مِنّي بِذا الكَمَدِ
حَتّى أَكونَ بِلا قَلبٍ وَلا كَبِدِ
وَلا الدِيارُ الَّتي كانَ الحَبيبُ بِها
تَشكو إِلَيَّ وَلا أَشكو إِلى أَحَدِ
- المتنبي
..
أنا مثل صحوك في المتاهة أعزل
لا حلم في أفق الضراعة يهطل
ولذا أكرّر في الترقّب وجهتي
وبألف خيطٍ لي يحدّق مغزلُ
أنا مثل قنديل انتظارك مطفأ
وكليل وحشتك الغريبة مقفلُ
وكما اتسعتَ على حروفك صامتا
يمتدّ فيّ إليك صمتٌ معولُ
كان احتراق النهر بين جفافنا
يهذي.. ولكنْ طيف مائك يذهل
كان العبور إليك ومضة عارفٍ
أغراه في عينيك ما يتأمّل
حتى توغّل في مسافة حلمه..
ما كان قبلك في المسافة يوغل
لكــــــــــنّ دربـــا لوّنته حكايةٌ
خضراء يسردها نقاءٌ أمثل
أوّلتُها دمعاً.. وحينا بسمة
ويلذّني في الدرب ما يتأوّل
يا غيم روحي كم مطرتُك ظامئاً
وكم اشتهاك يبابُ قلبٍ قاحلُ
العابرون إليّ قبلك لم يروا
إلا شواطئ عزلةٍ تتململُ
ونوارسا ملّت حوار مسائها
فاستسلمت للصمت وهو مبلبل
فيما استويت على اخضرار قصيدتي
وحططت في غصني يماما يهدل
واستلقت الأشياء تمهل وصلنا
ولطالما كنا بهِا نتمّهل
كي نرسم الضوء المدلل أنجما
للتائهين وألف دربٍ نغزل
ما كنت أحسب أن نهرك جدولٌ
في الرمل..يا كم في الرمال جداول!
هل بعد موتك في فسيح غوايتي
إرثٌ؟ وهل بعد ارتحالك منزل؟
..
ماذا دهى الحبّ حتى تاهَ مركبنا
هل داهَمَ العُميَ في ذا الليلِ إبصارُ
فإذا التفتُ لحُسنهِا
سكت الكلامُ عَنِ الكلام
وأضعتُ ما أعدّدتُه
حتى إبتدائي بِالسلام
ما عاد غضا في هواكِ تصوفي
عودي ولا تأتي عديني واخلفي
فلتكتفي بالحُب أو لا تكتفي،
إنِّي - أنا - بالموتِ فيكِ سأكتفي