"وقلتُ لقلبي حينَ لجَّ بهِ الهوىوكلَّفَني ما لا أُطيقُ من الحُبِّ
ألا أيُّها القلبُ الذي قادَهُ الهوى
أفِق.. لا أقرَّ اللهُ عينَكَ مِن قلبِ"
"وقلتُ لقلبي حينَ لجَّ بهِ الهوىوكلَّفَني ما لا أُطيقُ من الحُبِّ
ألا أيُّها القلبُ الذي قادَهُ الهوى
أفِق.. لا أقرَّ اللهُ عينَكَ مِن قلبِ"
"نَادَيتُ قاضِي الهَوىٰ: باللهِ خذ بِيَديإنْ رمتَ لله فعْلَ الخَيْرِ والصدقَا
أشْكو الغَرامَ إليكم فَاقبلو شغفِي
ولوْ شَكوتَ لصَخرٍ رَقَّ واحتَرَقَا
فَقال: واللهِ لا يَقْضي لكم أحدٌ
قلبٌ وطرفٌ هما للعشقِ قد خلقَا"
نظرتُ إلىٰ السماء وقلتُ ربيأتيتك تائبًا أرجو رِضاكَ
أتيتك خاضعًا والقلب يبكي
وما لي في الورىٰ ربٌّ سِواكَ
أنا العبدُ الضعيفُ وأنت ربي
وما لي ملجأٌ إلا حِماكَ
فجُد لي يا كريمُ بفيضِ عفوٍ
ويسر لي المسير علىٰ هُداكَ *
لا يتٌواضٍـع إلا مـنْ كانْ واثقَـاً بْـنْفَسة
ولا يَتٌكبْـر
إلآ مـنْ كانْ عالماً بْـنْقَصٍة
وَقَائِلَةٌ مَا بَالُ دَمْعِكَ أَسْوَداً؟!وَجِسْمُكَ مُصْفَرٌّ وَأَنْتَ نَحِيلُ!
فَقُلْتُ لَهَا: أَفْنَى جَفَاكِ مَدَامِعِي
وَهَذَا سَوَادُ المُقْلَتَيْنِ يَسِيلُ.
فَما في حَياةٍ بَعدَ مَوتِك رَغبَةٌ
وَلا في وِصالٍ بَعدَ هَجرِكَ مَطمَعُ
وَما لِلهَوى وَالحُبِّ بَعدَك لذَّةٌ
وَماتَ الهَوى وَالحُبُّ بَعدَك أَجمَعُ
كثير عزة
مُهَفهَفَةٌ وَالسِحرُ مِن لَحَظاتِها
إِذا كَلَّمَت مَيتاً يَقومُ مِنَ اللَحدِ
أَشارَت إِلَيها الشَمسُ عِندَ غُروبِها
تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُجى فَاِطلِعي بَعدي
وَقالَ لَها البَدرُ المُنيرُ أَلا اِسفِري
فَإِنَّكِ مِثلي في الكَمالِ وَفي السَعدِ
..
نروِّض أنفُسنا أقصى رياضتِها
على مواتاةِ دَهرٍ لا يُواتينا !
البحتري
..
تُسائِلني حُلوَةُ المَبسمِ
متى أنتَ قبَّلتني في فمي؟!
تحدَّثتَ عنِّي وعن قُبلةٍ
فيا لكَ مِن كاذِبٍ مُلهَمِ!
فقلتُ أُعابثُها: بل نَسِيتِ
وفي الثَّغرِ كانَت، وفي المِعصَمِ
فإنْ تُنكريها فما حِيلتي؟
وها هي ذي شُعلةٌ في دَمي
سلِي شَفتيكِ بما حسَّتاهُ
من شَفتيْ شاعرٍ مُغرمِ
ألم تُغمِضي عندَها ناظريْكِ
وبالرَّاحتيْنِ ألم تَحتمي؟
هبِي أنَّها نِعمةٌ نِلتُها
ومن غيرِ قصدٍ.. فلا تَندمي
فإنْ شئتِ أرجَعتُها ثانيًا
مُضاعَفةً للفَمِ المُنعمِ
فقالت -وغضَّت بأهدابِها-:
إذا كانَ حقًّا.. فلا تُحجمِ!
سأُغمِضُ عينيَّ كي لا أراكَ
وما في صَنيعِكَ من مأثمِ
كأنَّكَ في الحُلمِ قبَّلتَني
فقلتُ: وأفديكِ أن تَحلمي
زِدْني بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيّرا
وارْحَمْ حشىً بلَظَى هواكَ تسعّرا
وإذا سألُتكَ أن أراكَ حقيقةً
فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابي لن تَرى
يا قلبُ أنتَ وعدَتني في حُبّهمْ
صَبراً فحاذرْ أن تَضِيقَ وتَضجرا
إنَّ الغرامَ هوَ الحياةُ فمُتْ بِهِ
صَبّاً فحقّك أن تَموتَ وتُعذرا
قُل لِلّذِينَ تقدَّموا قَبلي ومَن
بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرَى
عني خذوا وبي اقْتدوا وليَ اسمعوا
وتحدّثوا بصَبابتي بَينَ الوَرى
ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا
سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى
وأباحَ طَرْفِي نَظْرْةً أمّلْتُها
فَغَدَوْتُ معروفاً وكُنْتُ مُنَكَّرا
فَدُهِشْتُ بينَ جمالِهِ وجَلالِهِ
وغدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا
فأَدِرْ لِحَاظَكَ في محاسنِ وجْهه
تَلْقَى جميعَ الحُسْنِ فيه مُصَوَّرا
لو أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورةً
ورآهُ كان مُهَلِّلاً ومُكَبِّرا