اتخذت جوجل وآبل خطوات هذا العام تساعد المستخدمين على حماية أنفسهم من مئات الشركات التي تجمع ملفات التعريف بناءً على السلوك عبر الإنترنت.
وتعمل شركات أخرى في الوقت نفسه على ابتكار طرق جديدة للبحث بشكل أعمق في جوانب أخرى من حياتنا.
وقالت شركة جوجل في شهر يناير: إنها ستتخلص تدريجيًا من ملفات تعريف الارتباط على متصفح كروم، مما يجعل من الصعب على المعلنين تتبع عادات التصفح.
ويستخدم الناشرون والمعلنون ملفات تعريف الارتباط لتجميع بيانات التسوق والتصفح والبحث في ملفات تعريف مستخدم واسعة النطاق.
وتعكس هذه الملفات الشخصية اهتماماتنا السياسية وصحتنا وسلوك التسوق والعرق والجنس وغير ذلك.
وتقول آبل: إنها تطلب من التطبيقات في إصدار (iOS) سؤال المستخدمين قبل تتبعهم عبر الخدمات، وذلك بالرغم من أنها أخرت التاريخ الفعلي حتى العام المقبل بعد شكاوى من فيسبوك.
وأظهر استطلاع للرأي أجري في شهر يونيو أن ما يصل إلى 80 في المئة من المستجيبين لن يختاروا مثل هذا التتبع.
ومن المرجح أن تضغط هذه التحركات على صناعة الوسطاء الذين يجمعون ملفات تعريف المستخدمين، لكن من المحتمل ألا تتأثر الشركات الكبرى التي لديها مستودعات كبرى للبيانات حول المستهلكين بشكل سلبي للغاية.
وتنتقل الشركات التي تبحث عن طرق جديدة لتصنيف المستخدمين وتخصيص المحتوى إلى أداة جديدة تسمى الإشارات المادية من الهاتف نفسه.
ويقول أبهيشيك سين (Abhishek Sen)، الشريك المؤسس لشركة (NumberEight)، وهي شركة ناشئة تعمل في مجال الذكاء السياقي في المملكة المتحدة: يزداد وعي المستهلكين بالخصوصية وتقترب لحظة وفاة ملف تعريف الارتباط.
ويصف سين المنتج الرئيسي لشركة (NumberEight) – التي تستنتج سلوك المستخدم من أجهزة الاستشعار في الهاتف الذكي – بأنه برنامج تنبؤ بالسياق، بحيث تساعد الأداة التطبيقات في استنتاج نشاط المستخدم استنادًا إلى البيانات من مستشعرات الهاتف الذكي.
وتحتوي معظم الهواتف الذكية على مستشعرات داخلية تسجل البيانات عن تحركاتها، وتستخدم شركات، مثل (NumberEight)، أو المنافسين (Sentiance) و (Neura)، بيانات المستشعر لتصنيف المستخدمين.
ويعتقد الشريك المؤسس لشركة (NumberEight) أن السياق السلوكي سيصبح أكثر أهمية في مناخ يتزايد فيه التنظيم العام والتدقيق، حيث لم يعد بإمكان المسوقين تجميع ملفات تعريف مبنية على نشاط المستخدم عبر الإنترنت.
وتجمع الخدمات المعلومات عن نشاط المستخدم عبر تطبيقاته الخاصة مع معلومات حول ما يفعله في ذلك الوقت، بدلاً من معرفة التركيبة السكانية أو التفضيلات الشخصية للمستخدم.
وفي ظل التغييرات الجديدة، فإن العلامات التجارية مضطرة إلى إعادة التفكير في حملاتها، التي كانت تتمحور سابقًا حول معرفة الفرد وتفضيلاته، وستصبح الآن غير مضطرة لذلك، بحيث تحتاج فقط إلى معرفة هل المنتج أو الخدمة تصل إلى الجمهور المناسب.
ولن تمنع آبل وجوجل التطبيقات من تتبع ما يفعله المستخدمون داخل تطبيقاتهم الخاصة أو على مواقعهم الإلكترونية.
وقد يكون ذلك في صالح الشركات الأخرى، مثل فيسبوك، التي لديها مخازن كبرى من البيانات حول المستخدمين.