تفاصيل ليلة الرعب التي عاشتها عائلة ديفو ..
تتكون عائلة ديفو من سبعة أفراد تعيش في أحد ضواحي نيويورك
و السبعة أفراد هم الأب رونالد وزوجته، بالإضافة إلى خمسة أبناء، ثلاث ذكور وبنتين،
ولكيلا نُبعثر الأوراق دعونا نتفق أن الاسم الذي نحتاجه هو اسم الابن الأكبر فقط،
لأنه سيكون حاضرًا في الكثير من الأحداث، وهو يحمل اسمه أبيه، رونالد ...
في الثالث عشر من نوفمبر في عام 1974 دخل شاب يُدعى رونالد ديفو أحد الحانات ، كان شديد التوتر والخوف،
ولم يكن أي شخص بحاجة إلى سماع كلماته لإدراك تلك الحقيقة الواضحة وضوح الشمس
لكن مع ذلك فقد أعاره الجميع الانتباه وانتظروا حتى التقط الفتى أنفسه ثم انفجر بالمفاجأة المدوية التي كان يحملها
لقد قال الفتى ذو الثلاثة والعشرين عام أنه قد عاد إلى البيت قبل قليل فوجد والديه مُمدين كجثة هامدة، وأنه يطلب المساعدة بسرعة!
أُصيب الناس بالذعر وركضوا مع الفتى باتجاه البيت، وقد لاحظوا في البداية أن كل شيء كان مُنظمًا وهادئًا
وهنا ظنوا أن الفتى مجرد مجنون أو شقي يعبث بهم، لكن مع صعود الدرج ودخول غرفة النوم رأى الجميع جثة زوج وزوجته ممدين بصورة ملائكية على الفراش
وكل واحدٍ منهما يحمل رصاصة في رأسه، ومع دخول الغرفة المجاورة كان نفس المنظر موجودًا، لكن أبطاله كان شابين صغيرين لم يتجاوز أكبرهم العشرين عام، وفي الغرفة التالية كان ثمة بنتين بنفس المنظر تقريبًا،
ان المنظر لا يدل على انها مجرد جريمة قتل، إنها مذبحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى !
لكن , كيف تمت الجريمة ؟
يقول المحققون الذين تولوا القضية أن مقتل عائلة ديفو والتحقيق بما حدث لهم يُمكن اعتباره من أغرب الجرائم
التي مرت خلال سنوات عملهم، ففي بداية الأمر ثمة شيء غريب وغير مفهوم بالمرة،
وهو أن العائلة كلها كانت نائمة تقريبًا قبل النوم، والسؤال, هل يُمكن قتل ستة أشخاص ومع ذلك يبقى كل فرد من الستة ساكنًا
أثناء قتل الذي يسبقه؟ أليس من المنطقي أن يركضوا مثلًا باتجاه النافذة أو الباب أو أي ملاذ للهرب؟
بالتأكيد هذا منطقي، لكن ما حدث كان خلاف ذلك بالمرة، فالعائلة بأكملها كانت مقتولة في وضعية النوم
وهذا أمر يدعو للتوقف عنده ...
يتبــــــــــــــــع ...
.
يقول رجال التحقيق أيضًا أن الجريمة قد تمت بمسدس من نوع كاليبر
وهو يتعلق أكثر بالهواة الذي يرتكبون جرائم قتل للمرة الأولى، وأيضًا من الأمور الغريبة أنه لم يكن ثمة فوضى في مكان الجريمة
حيث كان هناك ست جثث ساكنة ومطمئنة وكأنها لم تشعر بأي شيء، لم تكن هناك أي فوضى ولم يكن هناك دم متناثر في المكان,كانت جريمة نظيفة للغاية
أول من سألته الشرطة بالتأكيد كان الناجي الوحيد من المذبحة المروعة هذه، رونالد ديفو
والذي قال أنه ذهب إلى العمل في السادسة صباحًا ثم عاد فوجد كل شيء بهذه الطريقة التي رأتها جهات التحقيق
وعندما سألته الشرطة عن إمكانية اتهامه لأحد بارتكاب تلك المذبحة فكر قليلًا ثم قال بأن ثمة بائع للقطع الصغيرة
قد تشاجر معه قبل أيام ثم هدده في النهاية بأنه سوف يقوم بذبح كل عائلته ولذلك فإنه يشك بأن ذلك الرجل قد نفذ تهديده
لكن و بعد التقصي اكتُشف أن الشخص المذكور قد أُلقي القبض عليه في شجار قبل موعد المذبحة بيوم كامل
وهذا يعني استحالة قيامه بهذا الأمر ...
بعد شحة الادلة حاولت الشرطة ان تبحث في تاريخ العائلة و العلاقة الاسرية
كانت الحالة العصبية لتلك العائلة أشبه بالمترنحة، ففيما يتعلق بالعلاقات فقد كانت متوترة لأتفه الأسباب،
وخاصةً بين رونالد الأب ورونالد الابن، وكن ذلك بشهادة الجيران الذين قالوا إنهم قد سمعوا كثيرًا من الصراعات والشجارات
المحتدمة بين الأب والابن، والتي كانت عادة ما تنتهي بترك الابن للبيت مدة من الوقت قد تصل لثلاثة أيام
الأمر الثاني الذي يتعلق بأمور العائلة أن رونالد لا يذهب إلى العمل في السادسة صباحًا كما ادعى
فقد كان الفتى قد حصل على إجازة من عمله لمدة أسبوع كامل، وهذا يعني أنه كان في البيت طوال الوقت
و آخر الخبايا العائلية ان رونالد الابن والأب كانا يستخدمان السلاح
وبما أن رونالد الكبير قد مات فهذا يعني أن الشخص الآخر هو من استخدم السلاح وفعل ما فعل
وهنا كانت الطاولة على أتم استعداد كي تنقلب على رونالد الابن ..
محاصرة رونالد وقلب الطاولة عليه لم تكن لتكتمل سوى بدليل ملموس قوي،
ولم يكن هناك أقوى بالطبع من العثور على علبة خشبية تحمل بقايا سلاح بنفس مواصفات السلاح
الذي نفذت به الجرائم الست البشعة، وإذا كنا سنعمل العقل حقًا فإن الخطوة البديهية الأولى هي الذهاب
إلى ذلك الشاب المجنون والقبض عليه، وهذا ما حدث بالفعل، ومن المنطقي أنه قد ادعى الدهشة
وأخذ يدبدب في الأرض من فرط الصدمة من الاتهام كما ادعى
لكن بعد محاصرته بالأدلة الموجودة وعدم وجود أي طوق للنجاة جاء دور اعترافات المنتظرة.
كان رونالد، حسبما بدا واضحًا، يغرق وحده في هذه القضية، لم يكن أمامه بأية حالٍ من الأحوال سوى الاعتراف
ووضع بعض النقاط على الأحرف، وبالرغم من أن بعض تلك الاعترافات لم تكن منطقية إلا أن ذكرها واجب
بسبب الاهتمام الذي يلف تلك القضايا، وعلى رأس تلك الاعترافات مثلًا فقدان السيطرة على النفس.
يقول رونالد أنه عندما بدأ في تنفيذ جرائمه المجنونة هذه لم يكن يشعر بنفسه أو بما يقوم بها،
بل كان يسمع صوتًا في رأسه يقول له اقتل بلا توقف، وقد رجح البعض أن يكون رونالد قد اختلق هذا الأمر
بناءً على نصيحة المحامي الخاص به، وذلك حتى يبدو للجميع مجنونًا ويُخفف الحكم , و الاعتراف الثاني الخطير الذي قال به رونالد
أنه كان على علاقة غير أخلاقية محرمة مع شقيقته الصغرى، وعندما اكتشف والديه تلك العلاقة طردوه هو وشقيقته من البيت
ولذلك قرر قتلهما، ثم بعد ذلك إخوته كيلا يُفتضح أمره , ثم الاعتراف الأخير من اعترافات رونالد، والذي بدا قصة مسلية أكثر من كونه اعتراف في قضية
أن والده ووالدته كانوا يريدون قتله بسبب سوء السلوك وتسبيب المشاكل، لذلك قرر أن يقتلهم هو أولًا قبل أن يقوموا بتنفيذ ما يُفكرون به
وطبعًا هذا أمر استبعدته المحكمة تمامًا وفي النهاية صدر الحكم بالسجن لـ عام ومعنى ذلك نكوثه في السجن مدى الحياة في أكثر الجرائم المجنونة في القرن العشرين
سيطرت الشرطة على المنزل وقامت بأتجيره الا ان المشاكل لم تنتهِ , كانت العائلة الجديدة التي سكنت المنزل
ترى الأشباح والكوابيس والأصوات المرعبة في كل ليلة، ولذلك لم تجد بدًا من تركه
وبقي المنزل على حالته كما هو دون أن يقتر منه أحد بسبب ما يُقال عنه من أمور مرعبة.
تحولت قصة هذه العائلة الى فيلم سينمائي تم إنتاجه وتصويره في ديكور يُشبه البيت الحقيق
وبالطبع كان رونالد هو المتهم من وجهة نظر صناع الفيلم، لم يكن تصنيف الفيلم جريمة وغموض , انما صُنف كفيلم رعب .