قراءة أولية لقصة أصحاب الكهف ( ع ) على وفق ما يحتمل السياق والممارسة التأويلية
سراج محمد

إن الحديث عن النص القرآني هو الحديث عن الأدبية بمطلق صورها الجمالية والأسلوبية المرتفعة والعصية على التكرار أو المقاربة لا من قريب ولا من بعيد ، والانطلاق من الأس الأدبي لمعاينة الخطاب القرآني ليس مرتهناً بالنظرة المؤسساتية لمعنى الأدبية ، فهي هنا خارج منطقة الجنسنة ( شعر / قص / مسرح ) ، ربما يسأل سائل أليس القرآن سرداً ؟ بلى إنه سرد بالمعنى الإجرائي لا الوظيفي ، بمعنى آخر أنه غير داخل في غائيات السرد النفعية كما هو في الأدب ، فهناك فرق بين أن تكون سارداً من أجل السرد لأنه يحقق قيمة جمالية وتوصيلية معينة وبين أن تكون سارداً متوسلاً به كآلية غاياتها خارج المؤدى الوظيفي له بل تتخطى ذلك لتمنح أبعاداً كونية وعقدية وفقهية وهي بذلك مكتنزة للبعدين الوظيفي والإجرائي معاً لذلك تتحقق أدبيتها بعيداً عن تجنيسها ، فعندما يذكر القرآن الكريم قصة ما ، فهي لا ترد من أجل المتعة أو الحكي ، إنها تعكس قيمة ماورائية بعيداً عنها فتكون بذلك مثلاً يراد منه مؤدى يخص حياة الإنسان ويعنى بتنظيم سلوكياته وكل ذلك يجري بفضاء تركيبي معجز ، ترى أين يكمن الإعجاز في القرآن الكريم ؟ إنه ليبدو ظاهراً بسيطاً ومفهوماً إلا إنه عصي على التكرار حتى على مستوى جملة واحدة أو آية صغيرة ، رغم أنه نزل في بيئة كانت البلاغة فيها في أوجها في مجتمع يتنفس الشعر واللغة لديه تتحرك فوق ممكناتها الطبيعية ، نزل في عصر الذرة الجمالية الصادمة إلا أنه أحدث هزة نوعية وسبب مغصاً معرفياً على بساطة ألفاظه ، وقد عجزوا تمام العجز عن مجاراته وظلوا حيارى كأن على رؤوسهم الطير لا يملكون تفسيراً لذلك السحر ، فأين يكمن السر بذلك ؟ سأجيب عن هذا التساؤل بعيداً المنطق حتى لا نتهم بالتعمية على أننا روبوتات وماكانات مؤمنة تحركنا العقيدة فحسب ، فما دام النص القرآني الشريف صادراً من الذات الإلهية المطلقة الكمال ، فمن المنطقي أن يكون هو الآخر كاملاً ؛ لأن ما يصدر عن الكامل هو كامل بالضرورة ، هذا ما أردت مجانبته للاعتبار السالف الذكر ، لذلك سأجترح النص القرآني بعيداً عن القدسية فقط للمصادقة على إعجازه علمياً ، وطالما النص القرآني مؤلف من ألفاظ وتراكيب لغوية يمكنني أن أبدأ بالتساؤل الآتي : هل كل تركيب يعطي دلالة ؟ والإجابة هي لا طبعاً ؛ فإذا قلت مثلاً ( سأسافر اليوم ) فهذا التركيب لا يعطي دلالة معينة أو مفهومة إلا إذا جاءت في سياقها الإجرائي على وفق طبيعة الظرف الذي قيلت فيه ؛ لأن جملة ( سأسافر اليوم ) هي كلام وليست لغة ! وما دامت كلاماً فينبغي أن تكون مرتهنة بطبيعة قائليها وظرفهم فهي لا تعطي سوى الوظيفة التوصيلية لها وبذلك تكون الجملة غير دالة ؛ لأنها في المناطق المعرفية الأخرى كالتداولية والتفكيكية تعطي معنى مغايراً ومختلفاً تماماً ، بمعنى آخر أن هناك فرقاً شاسعاً بين اللغة كنظام وبين الكلام كظاهرة له ، وقيمة الكلام بالنسبة لمعناه تكمن في تركيبه وموقعه في السياق حتى يعطي دلالة معينة ، فلو قلنا أن حي ( العشار) مثلاً تهدمت بناه التحتية في الحرب وبعدها تمت إعادة بنائه فسنجده قد بقي محافظاً على اسمه ( العشار ) ولم يتغير ؛ لأن قيمة العشار لا تكمن ببناه التحتية بل في موقعه من الأحياء الأخرى ، هكذا تكون فاعلية اللفظة فهي لا تحقق لوحدها دلالة إلا بموقعها وعلاقتها بالألفاظ الأخرى داخل السياق الذي جيء بها من أجله ، إن هذا المعنى قد طرحه الجرجاني قبل قرون مضت في نظريته المعروفة ( النظم ) ومفادها حسن الصياغة وتوخي معاني النحو وعدم الفصل بين اللفظ والمعنى ، لهذا فقضية إعجاز القرآن الكريم لا تكمن في لفظه لوحده ولا بمعناه مجرداً ، إنها في براعة التأليف أي بعلاقة حرف مع حرف في الكلمة الواحدة ومن ثم بعلاقة كلمة مع كلمة في الجملة الواحدة ضمن سياق خاص تحكمها طبيعة التركيب ، وهكذا كل شيء في النص القرآني لم يأتِ اعتباطاً أو عبثاً وهذا ما لا يقدر عليه مخلوق مهما بلغ في الأدبية والبلاغة والمعرفة ، بقي أن نقف على شيء غاية في الأهمية وهو أن نظرية النظم قد طوّرت مقولاتها من قبل الغربيين بشكل موسع وشائك وأخص بذلك العالم اللغوي الفرنسي فرديناند دو سويسر عندما فرّق بين اللغة والكلام وقال بالثنائيات ( خير / شر – بياض / سواد ..... الخ ) إلا إن سوسير يرى باعتباطية العلامة ( الكلمة ) أي أن لا علاقة بين الدال والمدلول لديه ( اللفظ والمعنى ) وهذا ما لا يمكن تطبيقه على النص القرآني باعتبار القدسية ولأنه سيجرنا إلى نتائج تتنافى مع الطبيعة العقدية لدينا ، فقد نتجت عن مقولات سوسير مناهج نقدية عديدة كالبنيوية والسيميائية والتفكيكية ونظريات النقد الثقافي والتلقي والتأويل ، وأهون ما ينطلق منه الأس النصي هو تبنيه لقضية موت المؤلف والتي لا يمكن – والعياذ بالله – أن نطبقها على القرآن الكريم خصوصا في المنهج البنيوي بالتحديد ، إن إعجاز القرآن الكريم يمتد إلى مناطق معرفية كثيرة حقيقة ولا يقتصر على المؤدى السياقي واللغوي فحسب ، لهذا تتعدد التفاسير والتأويلات بمختلف المشارب فمنها الفقهي ومنها العقائدي ومنها اللغوي ومنها الجمالي والأسلوبي ، وانطلاقا من طبيعة القرآن الكريم السياقية الباعثة على التفكير والتأمل استوقفتني قصة أصحاب الكهف ( ع ) الواردة في سورة الكهف الشريفة وتوصلت بعد طول تأمل وقراءة إلى تأويل ما من خلال عمليات رياضياتية مبسطة من داخل سياق الآيات وليس بشكل اعتباطي سأحاول أن أطرحها في هذه الورقة البحثية – إن صح التوصيف – فلعلي أكون مصيباً وقد لا أكون والله أعلم ففي النهاية هي فرضية قائمة على فهمي الشخصي على وفق القرائن المتوافرة في الآيات الكريمات ، يقول الله عز وجل في سورة الكهف : بسم الله الرحمن الرحيم ((أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)
فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)
ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)
وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)
هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)

وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)
إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)

وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ۖ رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21)
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22)صدق الله العلي العظيم .
الواضح أن سياق السورة بشكل عام يتحدث عن إثبات العقيدة وترسيخها بعد أن تبيّن كل شيء من قبله عز وجل بقرينة قوله في بداية السورة (( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا )) فعبّر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )) بالعبد ولم يقل رسولا أو نبياً تقريراً لربوبيته جل وعلا وكذلك عبّر عن القرآن بالكتاب ؛ لأنها توحي بإتمام الأمور واستيضاحها ومن ثم يستمر سياق الآية على نحو الحتمية والنهاية التي لا بد منها وهكذا تدخل الآية التاسعة بشكل مفاجئ لتروي قصة أصحاب الكهف وسبب نزول الآية معروف وواضح على وفق ما جاء في كتب التفسير ، وما يبرر ذكر قصة أصحاب الكهف هو عضد واضح لقضية الإيمان وترسيخ العقيدة لما فيها من النكت والعبر ، إلا إن التساؤل الذي يمكن أن يطرح هو بكيفية السياق (( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً )) فقد جاءت عطفاً على قوله (( وإنا لجاعلون ما عليها صعيداً جرزا )) أي أن إيمان أصحاب الكهف ليس أمراً عجيباً إزاء آيات الله العظام ومنها النهاية الحتمية بهذه الطريقة ، إلا إن هناك آية مخفية في السياق هي أعجب وأعظم من قضية أصحاب الكهف وهي مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالنهاية ونيل الجزاء ، قبل أن أتعرض للرواية الواردة عن الإمام علي ( ع ) بعددهم ، أريد أن أستفسر عن سر عمق الخطاب الإيماني لأصحاب الكهف ، لنقرأ الخطاب ((وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا )) في البدء لنركز الضوء على مفردة ( إذ قاموا ) لأنها ستتعلق بنتيجة التأويل ، بالإمكان الآن أن نتخيل المشهد : فتية بادروا بالإيمان فهداهم الله وأعانهم على ذلك ومن ثم ناموا ( 309 ) عاماً واستيقظوا بعدها ، كيف يمكن لشخص غض الإيمان أن يكون خطابه بهذا الشكل المعمق ( ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد إذن شططا )) على الرغم من أنهم لم يشعروا بالمدة التي ناموا فيها بدلالة قوله ((قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ )) فالإيمان مترسخ لديهم يقيناً ( إذ قاموا فقالوا ) السياق لا يشعرنا بالفارق الزمني بين القيام والقول ، إن هذا يعكس أمراً مهماً ألا وهو أنهم لم يكونوا لوحدهم في الكهف وأنهم – والله أعلم – كانوا في عالم تجلى لهم فيه كل شيء ، وقرينة ذلك قوله تعالى ( بعدتهم ) ولم يقل بعددهم مثلاً ، فمفردة العدة تحيلك إلى العدد بمعية ما ، عكس العدد الذي لا يشي سوى بالعددية ، سنربط هذه المفردة فيما بعد بالتأويل الرقمي كما سنرى ، والحقيقة أن المعية متحققة بقوله تعالى (( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال )) هذه أولى مبثوثات مفردة ( عدتهم ) وهي وجود الملائكة معهم ، وهكذا يمكننا أن نتساءل عن بضع أمور منها ، لمَ لم تصرح الآية الشريفة بعددهم ؟ ولمَ خص ذلك الأمر بالقليل ؟ ومن هم القليل ؟ .
لا يخفى أن المولى عز وجل لديه علم كل شيء وهناك علم خص به نفسه وحده وقد أفاض على بعض عباده من خاصته من هذا العلم ، وهناك كثير من الآيات تدل على ذلك ، سنجيب عن ذلك من خلال قراءتنا للآية الشريفة ((سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا )) لو تمعنا بالأعداد المذكورة في الآية الشريفة قليلاً سنلاحظ أن هناك فارقاً في الأعداد هكذا ( 3 ---- رابعهم كلبهم ) ، ( 5 ------ سادسهم كلبهم ) لم يذكر العدد ( 4 ) ، أليس الأولى بالمنطق الرياضياتي أن يقول ( 4 ------ خامسهم كلبهم ) ومن ثم قال ( 7 ---- وثامنهم كلبهم ) ولم يذكر العدد ( 6 ) انتقل من العدد ( 5 ) إلى العدد ( 7 ) وبهذا تكون الأرقام التي لم تذكر في سياق الآية ( 4 – 6 ) ، ولو تمعنا في الفارق بين الأرقام التي ذكرت سيكون واحدا ( 3-4 ) – ( 5-6 ) – ( 7 – 8 ) وبهذا يكون مجموع الفارق ( 3 ) ومجموع الأعداد التي لم تذكر هي ( 10 ) ، فلو جمعنا الأعداد التي ذكرت بدون الكلب التي هي ( 3+ 5 + 7 ) سيكون المجموع ( 15 ) ، ولو جمعنا الأعداد التي ذكرت مع الكلب والتي هي ( 4+6 + 8 ) سيكون الناتج (18 ) وهكذا يمكننا بعد جمعنا البيانات أن نقوم بالعملية الآتية :
الأعداد التي ذكرت مع الكلب – الأعداد التي ذكرت بدون الكلب + فارق الأعداد سيكون الناتج 6
18 – 15 + 3 = 6
وهذا هو عددهم وقت هروبهم كما جاء في الرواية المنقولة عن الإمام علي ( ع )
كما يمكننا أيضا من خلال العملية الحسابية الآتية أن نتوصل إلى نتيجة أخرى هكذا
الأعداد التي ذكرت بدون الكلب – الأعداد التي لم تذكر + فارق الإعداد سيكون الناتج ( 8 )
15 – 10 + 3 = 8 وهذا هو عددهم في داخل الكهف بقرينة قوله ( بعدتهم ) لكون الراعي والكلب قد التحقوا بهم ، هذا ويمكننا أن نتوصل إلى النتيجة نفسها من خلال عملية أخرى وهي : الأعداد التي ذكرت مع الكلب – الأعداد التي لم تذكر سيكون الناتج أيضا ( 8 )
18 – 10 = 8
الآن يمكننا أن نجمع النتيجتين ( 6 + 8 ) = 14 وهم القليل ، الأئمة المعصومين عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم ، بقي أن نتوصل إلى سر قوله ( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ) ويمكن أن نتوصل إلى سبب ذلك من خلال العملية الحسابية الآتية :
الأعداد التي ذكرت بدون الكلب × فارق الأعداد + الأعداد التي ذكرت مع الكلب + الأعداد التي لم تذكر ستكون النتيجة ( 73 )
15 × 3 + 18 + 10 = 73
وهم أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ، وهذا العدد وارد في إحدى الروايات ويمكننا أن نتوصل إلى عدد آخر أيضا ورد من خلال العملية نفسها لكن -1 ، بقرينة قوله ( وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ) والحقيقة أنه ليس كلبهم جميعا بل كلب الراعي فقط ولهذا ننقص واحدا من النتيجة فتكون ( 72 ) بدلالة ( الضمير هم ) ، فتأويل الآية أن أصحاب الإمام الحسين الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم وأهليهم هم أفضل من أصحاب الكهف فأي عجب يمكن أن يعتريك إزاء واقعة الطف ، وعلى ما يبدو هذا هو سر تلاوة رأس الإمام الحسين ( ع ) وهو على الرمح لهذه الآية حسب ما تقول الروايات ، الآن بالإمكان أن نقرأ الآيات من جديد بعد فك مغاليقها بنية أصحاب الإمام ( ع ) وستتكشف لنا الأمور جلية وواضحة ، وحسبي أن أكتفي ببعض الإشارات :
- أوو إلى الكهف .... وفي رواية أو حديث يعبر عن الأئمة بالكهف
- إذ قاموا : بقرينة قول رسول الله ( ص ) هذان إمامان إن قاما وإن قعدا
- وترى الشمس تزاور : لدينا رواية أن جبريل ( ع ) كان يظلل للإمام عن حرارة الشمس والكهف في الآية إنما هو الإمام الحسين ( ع ) والله أعلم .... نسألكم الدعاء