كان الحسن والحسين ابنا علي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين في سن الصبا وكانا حفيدين للرسول صلي الله عليهم وسلم، يسيران علي هدي من سنة الرسول الكريم ويحسنان اعمالهما وعبادتهما وكانا حريصين علي اداء الصلوات في أوقاتها وكانا يحسنان الوضوء وذات يوم ذهبا الي محل الوضوء فوجدا شيخاً كبيراً لا يحسن الوضوء، فلا يتم غسل الاعضاء .
تشاورا في الامر وفكرا في تقديم نصيحة لهذا الشيخ الكبير حتي يحسن وضوءه ويتمه ولكن كيف ؟! اذا كلمه احدهما فقد يشعر الرجل بالحرج والضيق وقد لا يقتنع بنصيحة من اولاد في سن اولاده، واخيراً وصلا الي فكرة طيبة قال احدهما للآخر هيا نتحدث في صوت عال كان بيننا خلافاً حول الوضوء فانت تتهمني بانني لا احسنه وانا اردك عليك بانك انت الذي لا تتوضأ كما يجب، وحين يسمع الرجل ذلك سيتدخل بيننا فنستعرض امامه كيف نتوضأ وصوءاً كاملاً وصحيحاً ولابد انه سينتبه الي خطئه .
وحدث ما توقعه الشقيقان الطيبان، وانتبه الرجل الي خطئه هو فقال لهما : بارك الله فيكما .. بل انا الذي لا احسن الوضوء، ورجع الي الماء واعاد وضوءه من جديد مستفيداً من كلام الحسن والحسين، وهكذا ان النصيحة لابد ان تقدم في ثوب جميل حتي يقبلها الآخرين