معارك وبطولات كثيرة وغير معروفة، شهدها يوم العاشر من رمضان عام 1973، الذي يأتي كل عام حاملا ذكرى نصر أكتوبر العظيم، والعديد من الأبطال الذين جلبوا النصر، ورغم ذلك باتوا طي النسيان، وعُرفوا باسم "الأبطال المنسيين" على مر الزمان.
وتكشف "الوفد" في التقرير التالي الدور الذي لعبه الكثير من الأبطال ممن لم يذكرهم التاريخ أو يُسلط الضوء عليهم، في الذكرى الـ 43 لنصر العاشر من رمضان.
"أول شهيد":
واحد من أبطال النصر الذين لم يذكرهم التاريخ، هو "عبدالهادي السقا"، الذي كلف بمهمة استطلاع معلومات العدو، وذلك بعد تخرجه في الكلية الحربية، وانضمامه إلى سلاح المخابرات الحربية والاستطلاع.
كانت مهمته هي استطلاع المعلومات عن العدو، للإعداد للحرب، وكان لها أثر كبير في دعم القوات المسلحة المصرية بالمعلومات اللازمة عن العدو، وكشف كل تحركاته الداخلية والخارجية.
لم تبدأ مهمة الاستطلاع في حرب أكتوبر، ولكن بدأت بعد نكسة 67 بعامين، حيث نفذ "السقا" المهمة باقتدار، لمدة تزيد عن 5 أشهر انتهت في العاشر من نوفمبر.
وبعد عودته من مهمته الأولى، منحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، نوط الشجاعة العسكري، وأثناء تكريم الرئيس محمد أنور السادات الضباط الذين قاموا بأعمال بطولية خلف خطوط العدو، منحه نوط الترقية الاستثنائية.
توفى عبدالهادي، في السادس من أكتوبر عام 1973، أثناء عبور الطائرات الهليكوبتر التي كانت ضمن مجموعات استطلاع خلف خطوط العدو، اعترضتهم طائرة إسرائيلية وأطلقت صاروخًا علي الطائرة الهليكوبتر، فأصاب الصاروخ طائرة النقيب السقا ليستشهد
هو ومجموعته، ليكون أول شهيد في كتيبة الاستطلاع.
"صائد الطائرات":
المقاتل علوان حسون علوان، ابن محافظة كفر الدوار، وأحد المقاتلين البواسل في حرب أكتوبر، وهو صائد للطائرات، وكان يعمل بصاروخ "استيريللا أو سام 7"، المضاد للطائرات.
وفي يوم 14 أكتوبر، كانت طائرتان مصريتان عائدتين بعد معركة جوية، وخلفهما طائرتين إسرائيليتين تفوقهما في مدى القتال، فحقق علوان إحدى بطولاته، حيث أطلق صاروخه على الطائرات الإسرائيلية، فدمر واحدة، وفرت الثانية، رغم فارق السرعات بين الصاروخ والطائرة.
ومن إنجازاته إسقاط سبع طائرات إسرائيلية، وإصابة اثنتين، وأسر اثنين طيارين إسرائيلين، وإنقاذ طائرتين مصريتين، وهو انجاز عسكري كبير لصائدب الطائرات.
حصل المقاتل علوان على وسام نجمة سيناء، وبعد انتهاء مدة خدمته العسكرية عام 1974، عاد إلى بلدته مغمورًا، إلى أن توفى عام 2009.
"بطل الألغام":
واحد من المنسيين في حرب أكتوبر، هو البطل مرتضى محمد، الملقب بـ"بطل الممرات"، والذي أمضى ٦ أيام في الحرب بدون راحة، يبطل مفعول القنابل الزمنية التي تلقيها طائرات العدو الإسرائيلية فوق مطارات مصر الحربية.
كان مرتضى يبطل ثلاث قنابل في وقت واحد، وفي أحد المرات أبطل اثنتين، وانفجرت الثالثة، وهو يحملها ليلقيها بعيدًا عن الطائرات المصرية، ليكتب في عداد الشهداء.
"الكوماندوز":
هو محمد محمد خليفة، الشهير في فرقته بـ"شيزام"، ويطلق
عليه أبناء محافظته الإسماعيلية اسم "الفدائي الكوماندوز"، حيث شارك في القتال ضد الإنجليز، وحرب العداون الثلاثي، والنكسة، وحرب الاستنزاف، ونصر أكتوبر.
ويعتبر "الكوماندوز"، أول فدائي يعبر قناه السويس مع الجيش المصري في حرب الاستنزاف، وشارك في معركة جبل المر، وهي أقوي التحصينات الأسرائيلية، التي استطاع الجنود المصريون اقتحامها، واستطاع أسر 7 جنود صهاينة، وحصل على العديد من الأنواط أهمها نجمه سيناء.
"صائد الدبابات":
بطل أسطوري في حرب أكتوبر، استطاع أن يحفر اسمه في الموسوعات الحربية باسم "صائد الدبابات"، هو الرقيب الأول محمد عبدالعاطي عطية شرف، أول جندي في حرب أكتوبر يستطيع تدمير 23 دبابة إسرائيلية بمفرده، وحصل بعدها على نجمة سيناء من الطبقة الثانية.
ولم يكن صائد الدبابات ينتظر الدبابة تأتي إليه ليدمرها، بل يذهب إليها بقدميه، وفي يوم 15 أكتوبر تسلل إلى خطوط العدو ودمر دبابتين، وعربة مجنزرة، في قلب أحد المعسكرات الإسرائيلية، ليلحق بهم هزيمة نكراء.
"أول من تسلق خط بارليف":
هو مقاتل عنيد، بدأ مع سلاح الصاعقة ثم انتقل إلى سلاح المدفعية، وتخصص في الصواريخ المضادة للدبابات، حيث كان البطل عبدالرحمن أحمد أول فرد من مجموعته يتسلق خط برليف والساتر الترابي على ضفة القناة الشرقية .
استطاع تدمير نحو 13 دبابة من أصل 13 صاروخ دون خطأ واحد، وحقق إنجاز آخر حينما استطاع تدمير 7 دبابات إسرائيلية خلال ساعات قليلة.
"البطل العاجز":
هو البطل عبدالجواد، جندي الصاعقة المصري، الذي حمل لقب الجندي الوحيد على مستوى العالم الذي قاتل بنسبة عجز 100 %، فبعد قيامه بتدمير مدرعة إسرائيلية وقتل 22 جندي إسرائيلي، أصيب في قدمه وفقد عينه، ورغم ذلك رفض الخروج من الخدمة، بالإضافة إلى سجله الحافل والمشرف، حيث استطاع خلال الحرب تدمير 16 دبابة و11 مدرعة و2 عربة جيب و2 بلدوزر وأتوبيس، بالإضافة إلى الاشتراك في تدمير 6 طائرات اسرائيلية.
من المؤسف حقّاً
أن تبحث عن الذكريات في عصر
الخونة