بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
زيارة الاربعين بكل ما تحمله من معان رائعة وقيم نبيلة واثار طيبة وجهود ايمانية وتمسك اتباع اهل البيت عليهم السلام في احيائها فانها من الطبيعي تكون عرضة للقدح من قبل المخالفين وسعيهم دائما تجريد شعائرنا من معتقداتنا الروحية حيث ينظر اليها نظرة مادية سطحية ولزاما على كل من يحي زيارة الاربعين ان يتحصن بثقافة عالية بمستوى المسؤولية حتى يعلم اولا حجم التمسك بزيارة الامام الحسين عليه السلام يوم الاربعين وما يترتب عليها من اجر عظيم وثانيا حتى يرد من يحاول التشكيك بها.
حتى يكون حديثنا عصري ولا ادع مجال لمحاولة التشكيك في ما اعتمده من نصوص نحن نثق بصحتها ولكنهم يرفضون الاستدلال بها فانني ساعتمد على واقعنا الحالي وتحديد نقاط الالتقاء مع اهداف زيارة الاربعين.
كل المجتمعات عامة والانسان بطبيعته اذا ما احلت بهم مصيبة فانهم يجتمعون رغم الخلافات التي بينهم ليواسي احدهم الاخر وهذا ما نعيشه نحن في العراق فاذا ما احلت مصيبة بعشيرة ما نجد الاخرى التي هي على خلاف معها تقف الى جنبها وتواسها وهذا حتى بين الدول فاننا نشاهد عندما تحل كارثة بدولة ما تقف الاخرى التي على خلاف معها الى جنبها بعيدا عن الاغراض السياسية وهذه المواقف كثيرا ما تولد المحبة واجواء الوئام واطفاء نار الضغينة والحقد.
مصيبة الحسين عليه السلام مصيبة الامة الاسلامية فمما لا شك فيه ان الملايين الذين يتوجهون الى كربلاء الحسين عليه السلام لا تحمل قلوبهم الا المحبة والتجلد على التعب للوصول الى الهدف المنشود، فلا يمكن لمن يحمل في قلبه ذرة بغض لاخيه المسلم ان يحي زيارة الاربعين وبقية الزيارات، بل حتى عند ما تحدث مشاكل بين زائرين بمجرد تذكيرهم انكم زوار الحسين عليهم السلام ينقلب الخصام الى وئام واعتذار احدهم من الاخر.
واما الحديث عن الغاية من الجهود التي يبذلها الزائر سيرا على الاقدام وقطع الطرق وتعطيل العمل وحديثهم هذا مبطن حيث غايتهم الطعن بالتمسك القوي بالامام الحسين عليه السلام ونجيبهم على هذا كالاتي.
حتى لا استدل بالتاريخ ويكون هنالك اخذ ورد وتاويل استدل بالحاضر هنالك مسابقة اسمها ركضة المارثون تقيمها الدول على مر السنين اصلها ما هو؟
قام جندي يوناني يُدعى فيبيد يس بقطع مسافة 150 ميلاً عدواً من أثينا إلى اسبرطة وبعدها خاض معركة "مارثون " والتي انتصر فيها الأثينيون فقام هذا الجندي مرّة أخرى بالعدو إلى أثينا ليحمل لأهلها الأخبار بالنصر المؤزر، وكان هذا الجهد الذي قام به هذا العدَّاء فوق طاقته وأكبر مما يستطيع جسده البشري أن يتحمله، فبعد أن وصل إلى أثينا سقط على الأرض وهو يقول " مرحى.. لقد انتصرنا.. وبعدهـــا فاضت روحـــه، وتيمنا لهذا الجندي فقد اقر سباق المارثون الى يومنا هذا.
تعلمون التخصيصات المادية لهذه المسابقة اضافة الى قطع الطرق وانتشار المفارز الطبية حتى تعالج من يسقط اثناء المسابقة من اجل ماذا ؟ من اجل الجندي الذي مات قبل 2500 سنة.
ونحن نقيم الشعائر الحسينية من اجل رمز الانسانية الذي نال محبة واعجاب المسلمين وغير المسلمين ضحى بنفسه وعياله وصحبه من اجل ان يرسم لنا طريق الحرة والاحرار، نستكثر مناسبة واحدة في السنة ليس الغاية منها الا التقرب الى الله عز وجل ولا هنالك جوائز ورشاوي او تحيز او منشطات كما هو عليه المسابقات اليوم.
سامي جواد كاظم