لازلت أذكر كل شيء
في صباحي في مسائي
في ربيعي عند صيفي وشتائي بخريفي
لا زلت أذكر باحة البيت العتيق
التخت.... اللبلاب.... الأحباب... والصوت الرقيق
عش لأفراخ السنونو فيه كانوا يلهثون
يتهامسون بصوتٍ مسهُ الجوع كثيراً
أين أمي يسألون......
لا زلت أذكر والدي عند الغروب
يأتي محمل بالهموم وبالمتاعب
لا يلوم ولا يعاتب
قد كان رمز للدماثة واللطافة والتسامح
مازلت أذكر أخوتي كم يلعبون
يتشاكسون ويضحكون ويمرحون
عند المساء ثغلقُ الأبواب في حارتنا
لا لعب لا صوت ويجتاح السكون
في باحة البيت كان الكل يقرأ
وبها ننام... ونرقب النجمات نحصيها ونتعب
ونراقب القمر الجميل وضؤه الفضي فوق النخل
فوق جداران البيوت فوق الكل يسطع
نصحوا على صوت العصافير الجميلة والبلابل
وحفيف أشجار النخيل
وخرير ماءٍ في السواقي والجداول
والكل ينهض باسماً
والكل ينتظر الفطور بلا تكاسل
هكذا كنا
هكذا كانت حياه الطيبين