الحياة أصبحت بطريقة ما يجب أن تستمر الى وقت لا
يجب عليها فيه أن تفعل وحتى هذا الحين ستفرح وتحزن وتغضب ،ستضحك وتبكي .. وتارة أخرى ستريد بكل ما لديك من طاقة يا صديق أن تصمت لان نفسك أصبحت عاجزة عن تحمل عبء التعايش حتى في الأمور البسيطة ..
لا ريب أن ما مر بين كلماتي الآن ليس بجديد ،فهذا هو الطبيعي وهذه هي الحياة ،ولكن الغير طبيعي هو أن تجلس لتراقب هذا كله بينما هو يحدث ،تتأمل في الجروح والآلام لتتقن تطهيرها وتفهم ماهيتها ، تراقب الضحكات في القلوب المنكسرة وهي تتعالى وتهبط تماما تماما كالماء الذي يتكبد عناء أن يعلن عن انه يتقطع من الغليان فوق جمر الألم
تراقب زفرات الغضب وهي تبحر في النفوس وأشرع القنوط التي تؤازرها دائما ،فتدرك كما هي غريبة تلك الضحكات ورائعة هي تلك البسمات وممتدة هي تلك الزفرات ...
وحينما تفعل هذا لن تصير نفسك هي نفسك قبل أن تفعل ، ستعيش حالات من التألم الغير عادي للجروح التي تذكرك بندوبك ، وستبكي فرحا باللحظات الحالمة التي أدركها من هم حولك وأخفقت لسبب ما في ان تعيشها ، ستدرك كم هو مؤلم أن يتالم من هم خاصتك وربما _وأنا في هذا معي العذر _ تعيش الألم أضعاف ما يعيشوه ولن يعيش أحد ما بك سوى نفسك التي بين جنبيك ...
إنك حين تؤثر الصمت فأنت علي يقين بأنك تحتاج إلي هذا الصمت دون غيره في هذا الوقت دون سواه وإنك يا صديق لمحق ، وإنك حين تصرخ بكل طاقتك فتعلن عن فاقة فاقت كل الحدود فتعبر بصراختك تلك إلى عوالم اخرى غير محسوسة فإنك رائع في تألمك و انيق في نداءك هذا ....
فاصرخ صامتاً بالصمود .. !