الحذر والتحفظ يسيطران على سوق انتقالات الدوري الألماني
في ظل الخسائر الفادحة التي تعرضت لها الأندية الألمانية لكرة القدم بسبب تفشي جائحة كورونا، شهدت سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف نشاطا متواضعا قبل بداية الموسم الجديد.
صفقة ليروي ساني ظلت الأعلى في زمن كورونا إلى غاية اللحظة.
بدلا من سيطرة رغبات واحتياجات المدربين على النشاط في بورصة اللاعبين هذا الصيف، كانت الغلبة للحذر الشديد في ظل وضع مالي مأزوم للأندية الألمانية لكرة القدم.
صفقة ليروى ساني إلى نادي بايرن بقيمة 50 مليون يورو قادما من مانشستر سيتي الإنجليزي،كانت قد أبرمت في وقت مبكر من 2020، أي قبل تحول وباء كورونا إلى جائحة عالمية، ولا زالت هذه الصفقة هي الأكبر للأندية الألمانية هذا الصيف.
وبدلا من إنفاق مبالغ كبيرة لضم لاعبين جدد في ظل أزمة كورونا، لجأت العديد من فرق البوندسليغا لتدعيم صفوفها من خلال اللاعبين العائدين بعد انتهاء فترة إعاراتهم لأندية أخرى أو اللاعبين المنضمين من خلال صفقات انتقال حر.
وأنفقت جميع الأندية الـ18 المشاركة في دوري الدرجة الأولى للبوندسليغا نحو 137 مليون يورو حتى الآن وهو ما يمثل تراجعا حادا وهائلا عن إنفاق أندية البطولة على تدعيم صفوفها في 2019.
وللمقارنة، ففي مثل هذه الفترة من العام الماضي، أنفق بوروسيا دورتموند وحده مبلغا مقاربا لهذا المبلغ وذلك من بين 700 مليون يورو أنفقتها أندية البطولة حينذاك.
ويتوقع أندريا أنييلي رئيس رابطة الأندية الأوروبية تراجعا بنسبة تتراوح بين 20 و30 بالمائة في سوق انتقالات اللاعبين خاصة وأن الأندية الصغيرة والمتوسطة هي الأكثر تأثرا بأزمة كورونا، وإن لم يفقد اللاعبون الكبار قيمتهم.
وفي المقابل، ترك كاي هافرتس فريق باير ليفركوزن الألماني إلى تشيلسي الإنجليزي مقابل 100 مليون يورو ليمنح ليفركوزن بعض الارتياح والاستقرار المالي.
واتجه لاعبون ألمان آخرون إلى الخارج مثل تيمو فيرنر وكيفين فولاند وروبن كوخ ولوكا فالدشميت وفيليب ماكس، ويرجح أن ينضم إليهم ماريو غوتسه الفائز بلقب كأس العالم 2014 مع المنتخب الألماني وذلك بعد رحيله عن دورتموند نهاية الموسم الماضي.
وما زال أمل اللاعبين بدون عقود كبيرا في ظل تمديد فترة الانتقالات حتى الخامس من تشرين أول/أكتوبر بسبب تأخير نهاية الموسم الماضي.
ومع ذلك، لم يتأكد بعد ما إذا كانت الفترة المتبقية من سوق الانتقالات ستشهد تحركات مالية كبيرة. وحتى بايرن ميونخ، المعروف بكبر حجم أرصدته المالية وتدفقات الإيرادات العالية، يتعامل مع أمواله بعناية وحذر.
وصرح أولي هونيس الرئيس الشرفي للنادي البافاري لمحطة "شبورت 1" الألمانية التلفزيونية بأنه و"طالما ظلت الجماهير غائبة عن المدرجات ، سيخسر بايرن ما بين 50 و60 مليون يورو من عائداته".
ويواجه إنتراخت فرانكفورت وضعا مشابها حيث ذكرت صحيفة "بيلد آم زونتاغ" الألمانية أن النادي يعاني من تراجع يتراوح بين 50 و75 مليون يورو من عائداته بسبب أزمة كورونا.
وقال فريدي بوبيتش المدير الرياضي للنادي إن هذه المبالغ تم حسابها "بتحفظ" بدون حساب نفقات الانتقالات.