من فلسفةِ المقاييسِ اللُّغَوِيةِ:
الاشتقاقُ المعنويّ 2 - 2:
قال أبو عبدالرحمن : أسلفتُ في الأسبوع الماضي : أنَّ الْـمَالِك أيضاً يتصرَّف في ملكه بالعدل وإلا كان ظالماً؛ فلا يؤذي مثلاً جاره؛ بأنْ يَتَّخِذَ حِرْفَتَهُ الْـمُزْعِجةَ قريباً من داره، أو يَرْفَعَ أدوار بيتِه؛ فيكشف محارِمَه.. والتعدِّي كافِ عن ذِكْرِ وضعِ الشيئ في غير موضعه .. قال الإمامُ ابن فارس رحمه الله تعالى : «الأصلُ وضعُ الشَّيْئَ في غير موضعه.. ألا تراهم يقولون : (مَنْ أَشْبَهَ أباه فما ظَلَم) كأنهم يجعلون الشخصَ (ظُلْمَةً) في التَّشبِيْهِ؛ وذلك كتسْمِيتِهم الشَّخْصَ سواداً؛ فعلى هذا يُحْمَلُ الباب؛ وهو مِن غريب ما يُحمل عليه كلامهم» .. [مقاييس اللغة 3/468/ دار الجيل ببيروت].
قال أبو عبدالرحمن : كلمة (ظَلَمَ) في الْـمَثَلِ «مِن أشْبَهَ أباه فما ظَلَمَ»: ليستْ ظَلَمَ فيه بمعنى أنه فعل ضِدَّ العدل؛ وإنما هو من الظلام ضِدَّ الضياء .. أيْ أنَّ حَمْلَه شَبَهَ أبيه إضاءَةٌ على عفاف الأُمِّ، وأنَّ الابْنَ اِبْنُ أبيه بلا أدنى شُبْهَةٍ؛ وقد مَرَّ أنَّ الفِعْلَ (ظَلَمَ) فِعْلٌ يأتي منه أيضاً الاسمُ (ظَلَماً) بمعنى أضاء، وليس الفِعْلُ ههنا بمعنى ضِدِّ العدل؛ لأنَّ أيَّ معنى يُدَّعى لا يُعْقَلُ إلا بمعنى : كَوْنُهُ جاءَ شِبْهَ أبيه: ليس ظُلْماً .. والمعنى حينئذٍ تَعَجَّلَ حَمْلَهُ شَبَهَ أبيه قَبْلَ أن تَتَّضِحَ كُلُّ ملامحِه : جاء قَبْلَ أوانِه؛ فكأنه ظَلَمَ الشَّبَهَ؛ فجاء به قبل أوانِه كوصفِهم الأرض بأنها مَظْلُومةٌ؛ لأنها حُفِرَتْ ولم تكن محفورةً قَبْلَ ذلك .. قال الشاعر :
فأصبح في غبراءَ بعد إشاحةٍ *** على الْعيْشِ مَرْدودٍ عليها ظليمُها
إلا أنَّ العِبْرةَ بالأرجح، وأما المعنى الآخَرُ الذي هو ضِدُّ العَدْلِ : فلا نُكْتَةَ وراءه؛ فأصبح معنى الضياء هو الْـمُتَعِيِّنُ ..، وأصْوبُ طريقٍ لِـمَعْرِفَةِ الظلم أنْ نبحث صُوَر الأشياءِ التي يَعُدُّها الناس تظالماً؛ فنجد الظلم الذي هو ضدُّ العْدلِ : لا يعدو ثلاثة أمور: إما إيصالُ أذى في النفس أو المال أو العقل أو الدين أو العِرضْ، وإما مَنْعُ حقٍّ واجب كالعوض عن جِناية، أو العوضِ عن مشقَّةِ أجير .. وإما جحدُ ذي حقٍّ حقَّه بالشهادة لِـمَدِينِه؛ ولهذا كان الشرك ظلماً عظيماً ؛ لأنه جَحْدٌ لكمال الله ووحدانيته .. بَيْدَ أن الله سبحانه وتعالى عزيز لا يصل إليه ظُلْم أحد ؛ فهو الحق المبين وإن جحده الجاحدون ؛ فكان متعلِّقُ الظلم عائداً إلى النفس الجاحدة؛ إذْ الكافر الْـمُشْرِكُ ظلم نفسه بِمَغِبَّة ما يناله من جزاءٍ .
وههنا وقفة عند قولِ العرب: (مَن أشبه أباه فما ظلم)؛ فإنها مجـازٌ أدبي لا لغـوي - وهـو مجاز عقلي -، والمعنى أنَّ الإنسان غيرُ مختار في تصوير خِلْقَته، فَنُـزِّل منزلةَ المختار: بأنه لم يظلم أباه بهذه المشابهة؛ لأنه ابنه حقيقة، ومع حقيقة البُنُـوَّة فالشَّبَهِيَّةُ فطرة.. هذا هو تحليل التعبير المجازي إلى أصله الحقيقي، وبيان وجهه من اللغة والبلاغة.. وأما مسوِّغ المجاز وَنُكْتَتُه فهو نْفيُ الريبة عن الأم، وإثباتُ عراقة الابن في المجد إذا اقترن بشبَهِيةِ الخِلْقة شبهيِّةُ الأخلاق الفاضلة .. والفرق بين المجاز الأدبي والمجاز اللغوي: أنَ ظَلَمَ باقية على معناها اللغوي الذي هو ضدُّ العدل؛ ولكنَّ الظلمُ اللغوي أُسـنِد إلى غير مختار للفعل؛ فكان ذلك مجازاً أدبياً.. وأقول: ليس مجازاً لغوياً بالنسبة لإرادة معنى الظلم ضد العدل .. وإلا فإن الظلم الذي هو ضد العدل مجاز في المادة ؛ لأنه مأخوذ من الظلام.. ولو صح أن قولهم: (من أشبه أباه فما ظلم) : مجاز لغوي: لكان مجازاً بالواسطة، لا مجازاً مباشراً .. إذن معنى الضياءِ هو الأَبْلَغُ الـمُتَعَيِّن ولا سيما أنَّ الظلامَ يعني الشِّركَ والفسق والجهلَ، وأنَّ النورَ يعني الإيمانَ والتقوى والعلم النافع .. ولقد انطلق الراغب الأصفهاني من مقاييس ابن فارس رحمهما الله تعالى، ولكنه أطال التخريج عليها؛ فقال: «ظلم: الظُّلْمَةُ: عَدَمُ النُّورِ، وَجَمْعُهَا: ظُلُمَاتٌ.. قال تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ} [سورة النور/40]، وقال سبحانه وتعالى: {ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} [سورة النور/40]، وقال سبحانه وتعالى: {أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [سـورة النمل/63]، وقـال سبحانـه وتعالى: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [سورة الأنعام/1]، ويُعَبَّرُ بها عَن الجَهْلِ وَالشّرْكِ والفِسْقِ، كما يُعَبَّـرُ بالنُّورِ عَنْ أَضْدادِها .. قال الله تعالى: {يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [سورة البقرة/257]، وقال سبحانه وتعالى: {أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [سورة إبراهيم/5]، وقال سبحانه وتعالى: { فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} [سـورة الأنبيـاء/87]، وقال سبحانه وتعالى: {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ} [سورة الأنعام/122]؛ وهو كقولِهِ تعالى: ك{َمَنْ هُوَ أَعْمَى} [سورة الرعد/19] .. وأما قولُهُ في سُورَةِ الأنْعَام: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ} [سورة الأنعام/39] : فقولُهُ: {فِي الظُّلُمَاتِ} هَهُنَا مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ العَمَى في قوله: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ} [سورة البقرة/18]، وقولُهُ: {فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ} [سورة الزمر/6]، أي: البَطْن والرَّحِمِ وَالـمَشِيمَةِ، وأَظْلَمَ فُلانٌ: حَصَلَ في ظُلمةٍ .. قال تعالى: {فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ} [سورة يس/37] .. والظُّلْمُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ وَكَثيرٍ مِنَ العُلَماءِ: وَضْعُ الشَّيْئِ في غَيْرِ مَوْضِعِهِ الـمُخْتَصِّ به؛ إمّا بِنُقْصَانٍ أو بِزِيادَةٍ؛ وإمَّا بعُدُولٍ عَنْ وَقْتِهِ أو مَكَانِهِ؛ ومِنْ هذا يُقالُ: ظَلَمْتُ السِّقَاءَ: إذا تَنَاولْتَهُ في غَيْرِ وَقْتِهِ، وَيُسَمَّى ذلك اللَّبَنَ الظَّلِيمَ .. وظَلَمْتُ الأرضَ: حَفَرْتُها ولم تَكُنْ مَوْضِعاً لِلْحَفْرِ، وَتِلْكَ الأرضُ يُقـالُ لَهَـا: الـمَظْلُومَةُ، وَالتُّرَابُ الَّـذي يَخْرُجُ منـهـا: ظَلِيمٌ.. والظُّلْمُ يُقالُ في مُجَاوَزَةِ الحَقِّ الذي يَجْرِي مَجْرَى نُقْطَةِ الدَّائِرَةِ، وَيُقالُ فيما يَكْثُرُ وفيما يقِلُّ من التَّجَاوُزِ، ولهذا يُسْتَعْمَلُ في الذَّنْبِ الكَبِيرِ، وفي الذَّنْبِ الصَّغِيرِ؛ ولذلك أيضاً قِيلَ لآدَمَ في تَعَدِّيهِ ظَالِمٌ، وأعْتَرَفَ آدمُ عليه السلامُ في استغفارِه ربَّه : أنه ظَلَمَ نَفْسَهُ .. وإبليسُ لعنه اللهُ أظْلَمُ الظَّلَمةِ، وإنْ كانَ بَيْنَ الظُّلْمَيْنِ بَوْنٌ بَعِيدٌ.. قال بَعْضُ الحُكَماءِ : الظُّلْمُ ثَلاثَةٌ :
الأوَّلُ: ظُلْمٌ بَيْنَ الإِنْسَانِ وبَيْنَ اللهِ تعالى، وَأَعْظَمُهُ الكُفْرُ والشِّرْكُ والنِّفَاقُ؛ ولذلك قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[سورة لقمان/13]، وَإيَّاهُ قَصَدَ بقولِهِ سبحانه وتعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [سـورة هـود/18]، وقال سبحانه وتعالى : {وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [سورة الإنسان/31] في آي كَثِيرَةٍ، وقال سبحانه وتعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّه} [سورة الزمر/32]، وقال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [سورة الأنعام/93].
والثاني: ظُلْمٌ بَيْنَهُ وبَيْنَ الناسِ، وَإيَّاهُ قُصِدَ بقولِ سبحانه وتعالى:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} إلى قوله : {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [سورة الشورى/40]) ، وبقوله تعالى : {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ} [سورة الشورى/42]، وبقوله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا} [سورة الإسراء/33].
والثالث : ظُلْمٌ بَيْنَهُ وبَيْنَ نَفْسِهِ، وَإيَّـاهُ قَصَـدَ بقولِـهِ سبـحـانـه وتعالى: {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} [سورة فاطر/32]، وقولِهِ سبحانه وتعالى:{إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي} [سورة النمل/44]، وقوله سبحانه وتعالى: و{َلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا} [سورة النساء/64]، وبقوله سبحانه وتعالى: { فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة البقرة/35] : أي مِنَ الظَّالِـمِين أنْفُسَهُمْ، وبقوله سبحانه وتعالى : {يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [سورة البقرة/231] .. وَكُلُّ هذه الثَّلاثَةِ في الحَقِيقَةِ ظُلْمٌ لِلنَّفْسِ؛ فَإنَّ الإِنْسَانَ في أَوَّلِ مَا يَهُمُّ بالظُّلْمِ فقد ظَلَمَ نَفْسَهُ، فإذن الظالِمُ أَبَداً مُبْتدِئٌ في الظُّلْمِ؛ ولهـذا قـال سبحـانـه وتعالى في غَيْرِ مَوْضِعٍ : {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [سـورة النحـل/33]، وقــال سبحانه وتعالى : {وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [سورة البقرة/57]، وقولُـه سبحـانـه وتعالى : {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [سورة الأنعام/82]؛ فقد قيلَ: هو الشِّرْكُ؛ بِدَلالَةِ أَنه لَـمَّا نَزَلَتْ هذه الآيةُ شَقَّ ذلك على أصحاب النبيِّ عليه السلامُ؛ فقال لهم صلى الله عليه وسلم : (ألم تَرَوْا إلى قولِهِ سبحانه وتعالى : { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ) [سورة لقمان/13] .. وقولُه : {وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} [سورة الكهف/33] ، أي : لم تَنْقُصْ، وقولُه سبحانه وتعالى : {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [سورة الزمر/47]؛ فإنهُ يَتَنَاولُ الأَنْوَاعَ الثَّلاثَةَ من الظُّلْمِ؛ فَمَا أَحَدٌ كانَ مِنْهُ ظُلْمٌ مّا في الدُّنْيَا إِلَّا ولو حَصَلَ له ما في الأرضِ وَمِثْلُهُ مَعَهُ لَكَانَ يَفْتَدِي به .. وقولُه سبحانه وتعالى: {هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} [سورة النجم/ 52] : يأتي تنبيهاً [على] أنَّ الظُّلْمَ لا يُغْنِي ولا يُجْدِي ولا يُخَلِّصُ بلْ يُرْدِي بِدَلَالةِ قوْمِ نُوحٍ .. وقوله سبحانه وتعالى: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ} [سورة غافر/31]، وفي مَوْضِعٍ قال سبحانه وتعالى: {وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [سورة ق/29] ، وتخْصِيصُ أحَدِهِمَا بالإِرَادَةِ مع لَفْظِ الْعباد ، والآخرُ بِلَفْظِ الظَّلَّامِ للْعَبِيد : يَخْتَصُّ بمَا بعْدَ هذا الكِتاب.. والظَّليمُ: ذَكَرُ النَّعامِ، .. وقيلَ: إنَّما سُمِّيَ بذلك لاعْتقَادِهِمْ أنهُ مَظْلُومٌ؛ لِلْمَعْنى الذي أشارَ إليه الشاعرُ:
فَصِرْتُ كَالْهَيْقِ عَدا يَبْتغِي *** قرناً فلم يَرْجعْ بأُذْنَيْنِ
والظَّلْمُ: ماءُ الأسنان .. قال الخليلُ: لَقِيتُهُ أوَّل ذي ظَلَمٍ، أو ذي ظَلَمَةٍ؛ أي أوَّلَ شيئٍ سَدَّ بَصَرَكَ .. قال : ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ، ولَقِيتُهُ أدْنَى ظَلَمٍ كذلك.
قال أبو عبدالرحمن: (تحقيقُ بْعضِ النصوص) مِن روافد كتابي (مقياس المقاييس)، وهما من روافد كتابَيَّ (من أحكامِ الدِّيانة) و(تفسير التفاسير)، وكُلُّهَا روافِدُ لكتابَيَّ الكبيرين (العَقْلُ الجماليُّ) و(لَنْ تُلْحِدَ).. وهذا السياق من كلام الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى في كتابه عَنْ مُفْرداتِ القـرآن بِنَصِّه وَفَصِّه سـوى إضافاتِ قليلةٍ لا تُغَيِّر مِن الْـمَوْضوعِ شيئاً كَتَسْبيحي الرَّبَ جَلَّ وعلا قَبْلَ إيراد الآية الكريمة .. وفي الأُسبوعِ القاِدم إن شاء الله تعالى أَقِفُ وقفاتٍ ضرورية عند هذا السياقِ؛